صنعاء: أبدى مركر اقتصادي متخصص في اليمن امس الخميس مخاوفه من تهاوي قيمة العملة اليمنية (الريال) بسبب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح اثر تراجع في قيمة الريال بواقع 8'، خلال يومين مقابل العملات الأجنبية. وقال مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في بيان صحافي ان تدهور سعر الريال اليمني 'يعود إلى تزايد الطلب على العملات الأجنبية تخوفاً من الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد، وتزايد حركة تحويلات العملة الأجنبية إلى الخارج إضافة إلى ضخ الحكومة مليارات الريالات في محاولة كسب الولاءات وتنظيم المهرجانات والاعتصامات'.


وتشهد المحافظات اليمنية تظاهرات شبه يومية منذ الثالث من فبراير/شباط الماضي تطالب الرحيل صالح وأسرته التخلي عن حكم اليمن بعد أكثر من ثلاثة عقود .وحذر مركز الدراسات البنك المركزي اليمني من تدهور الريال مقابل الدولار والعملات الأجنبية، بعد ان وصل إلى 230 ريالا للدولار الواحد في حركة البيع والشراء امس مقارنة بـ 214 ريالا للدولار أمس الأول. وطالب البنك المركزي بالتدخل بسرعة للحد من المضاربة بالعملة وتزويد البنوك بما تحتاجه من عملات أجنبية وفق الحدود المعقولة.وتمتنع البنوك اليمنية ومحلات الصرافة عن بيع الدولار للمواطنين، فيما رفضت كثير من البنوك صرف الدولار للمودعين.
وذكرت تقارير لوسائل إعلام مُعارضة أن تفاقم الأزمة السياسية وتضاؤل فرص الوصول الى حلول سلمية دفعت مسؤولين كباراً الى سحب الدولار وتحويله إلى الخارج تحسباً لما قد يحدث.


وحذر مركز الإعلام الاقتصادي من السياسية الخاطئة التي ينتهجها البنك المركزي، داعيا إلى تحرك عاجل للحد من هذا التدهور في سعر العملة، الذي سينعكس بصورة مباشرة على أسعار السلع والخدمات.
وارتفعت اسعار السلع الأساسية خلال اليومين الماضيين بنسبة تقدر بـ 10' في ظل اتهامات للبنك المركزي قيام بعض التجار بشراء المعروض من العملات الأجنبية بأسعار مبالغ فيها .يشار الى ان سعر الدولار كان يساوي 4 ريالات عندما وصل الرئيس صالح الى سدة الحكم في تموز/يوليو العام 1978.وقال تجار يوم الاربعاء إن الريال اليمني فقد نحو ثمانية في المئة من قيمته أمام الدولار في الأسبوع المنصرم في ظل الأضرار التي سببتها المصادمات العنيفة بين المحتجين وقوى الأمن لاقتصاد البلاد.


وذكرت وكالة أنباء سبأ الرسمية امس الاول أن البنك المركزي فرض عقوبات لم تحددها بحق عشر شركات للصرافة وشركات أخرى لتعاملها في الدولار بأعلى من السعر الرسمي المحدد عند نحو 214 ريالا مقابل الدولار.وبلغ الريال مستوى تاريخيا متدنيا عند 250 ريالا أمام الدولار في آب/أغسطس حينما كان اليمن يكافح لتعزيز هدنة هشة مع المتمردين في الشمال وكبح حركة انفصالية متنامية في الجنوب بينما كان يحارب في الوقت نفسه جناح تنظيم القاعدة في المنطقة والذي يتخذ من اليمن مقرا. صرافة في صنعاء طلب عدم الكشف عن اسمه 'أعتقد أن قيمة الريال ربما تواصل التدهور إذا لم تحل المشكلة السياسية'.