تفشى القلق، المتأتي من الانذار النووي الياباني، في قلب أسواق المواد الأولية الدولية.


برن: تفشى القلق، المتأتي من الانذار النووي الياباني، في قلب أسواق المواد الأولية الدولية. اذ اضافة الى تضارب المعلومات، حول أوضاع المنشآت النووية اليابانية التي لا تبشر بالخير أبداً، رصد المشغلون، في صالات التداولات التجارية الدولية، أن عدة بواخر، تنقل عدة أنواع من السلع الأولية، لم تتمكن من دخول الموانيء اليابانية من جراء الأنشطة الاشعاعية التي قفزت فوق مستوياتها الطبيعية، بكثير.

من جانبهم، تأثر مصدرو الحبوب بما يجري في اليابان. اذ ان عدم السماح لهذه البواخر، المحملة بالذرة والصويا والمنتجات الزراعية الأخرى التي تحتاجها اليابان، وهي أكبر مستوردة للحبوب عالمياً بسبب قلة المساحات الزراعية هناك وقلة الثروة المعدنية أيضاً، بددت آمالهم. هكذا، وفي ساعات معدودة، من يوم أمس، هوت أسعار القمح والذرة الى حد أبعد. ولو نظرنا الى أسعار الذرة، في بورصة شيكاغو، لرأينا أنها تدهورت أكثر من 3 في المئة نزولاً الى أدنى حد لها، في الشهرين الأخيرين.

مما لا شك فيه أن أسعار الحبوب، وفق تحليل الخبراء السويسريين، اتبعت مسار أسعار المواد الأولية التي تتراجع تارة وتقفز طوراً. كما أنه من الصحيح القول ان القلق النووي الياباني وصل الى أسواق الحبوب، وهي بدورها من جملة المواد الغذائية الأولية. بيد أن انتشار الثورات، في العالم العربي، يدفع للاعتقاد أن لهذه الثورات دور quot;خفيquot; وراء تقلبات أسعار ما يحتاج له البشر للعيش! وفي موازاة ارتفاع خطر انفجار نووي، في اليابان، لا يستبعد الخبراء أن يكون لولادة الثورة الليبية، مجدداً، بدعم من الحظر الجوي الغربي، دوراً جديداً في التحكم بتقلبات كافة الأسعار، يومياً!

في سياق متصل، تشير الخبيرة سيسي بيلومو لصحيفة ايلاف الى أن امتداد الثورات العربية، لتشمل ليبيا والبحرين وايران واليمن والجزائر وسوريا، وهي جميعها دول لها ثقل في تجهيزات الغاز والنفط دولياً، ليس الا البداية في ملف تصعيد خطير قد تشهده أسعار السلع الاستهلاكية!

علاوة على ذلك، تتوقع الخبيرة بيلومو تراجع في الطلب على المواد الأولية، عل المدى القصير. وللآن، لم تتأثر أسعار النفط كثيراً بما يجري من أحداث وكوارث، حول العالم، على عكس المعتاد! كما تتفاجأ هذه الخبيرة بالأداء المتواضع للذهب الذي يرسو سعر أونصته على 1400 دولار أميركي من دون تسجيل أي قفزة لافتة منذ يوم الثلثاء الماضي. وتبرر الخبيرة هذا الأمر بأن المستثمرين ركزوا قواهم، الأسبوع، على التراجع المثير الذي نسبته وكالة quot;موديزquot; الى التصنيف الائتماني للبرتغال.