أثار قرار رئيس الوزراء المصري عصام شرف والخاص بمراجعة عقود تصدير الغاز المصري إلى كل من الأردن وإسرائيل حفيظة الحكومة الأردنية التي سارعت فور إعلان القرار بإرسال وزير الطاقة الأردني خالد طوقان لبحث اتفاقيات الغاز وسبل التعاون مع مصر في مجال .


خالد الجوهر من الرياض: تشير المعلومات التي نشرت اليوم أن إعادة تقويم الأسعار سيعود على الخزينة بوفر مقداره ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار، وهو ما من شأنه إضعاف الخزينة الأردنية، التي تعاني عجزًا في الإيرادات، خاصة السياحية منها، في ظل توتر الأوضاع بين الحكومة والمعارضة بحسب ما أعلنته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وزير الطاقة الأردني خالد طوقان

ويؤكد اقتصاديون مصريون أن أسعار الغاز المصدر للأردن سوف تتأثر بالحكم الصادر على مراجعتها مع إسرائيل، حيث ليس من المتوقع أن تدعم مصر صادرات الغاز لعمّان، في ظل وجود تيار قوي يدعو المصريين إلى التخلي عن مبادئ القومية العربية والنظر إلى المصلحة المصرية فقط.

وعلى الرغم من أن مصر طمأنت الجانب الأردني، وبينت له أنها حريصة على علاقاتها التجارية مع الأشقاء العرب وأصدقائها فى المنطقة ودول العالم، إلا أنه، وبحسب تقارير صحافية، فإنها أرسلت رسالة مفادها رئيس الوزراء كان يريد توصيل رسالة مفادها أن الوضع الراهن في مصر والأزمة الإقتصادية التي تمر بها، إضافة إلى الخسائر المادية الناجمة من أحداث الفترة الماضية، تتطلب كل هذه العوامل مراجعة كل العقود التجارية فى هذا الشأن، حتى تتوافر لديها موارد تعينها على تخطي المرحلة الحالية، لافتاً إلى أن مصلحة مصر وشعبها تأتي في المقام الأول.

لا يقل الوضع الإقتصادي الأردني سوءًا عن الوضع المصري، حيث تعاني الميزانية تراكمًا لعجز الموازنة العامة خلال السنوات الماضية، وارتفاعها ما بين 2005-2009 إلى نحو 3383 مليون دينار، كما سجلت حركة التدفقات النقدية من المغتربين في الخارج تراجعاً خلال الشهر الماضي مقداره 1.9%.

من جهة أخرى، حذّر سياسي مصري من أن الضغط على الأردن بسبب الأوضاع في مصر قد يؤدي إلى أزمة أثيوبية أخرى على غرار تجاهل مصر في عهد الرئيس السابق علاقاتها مع دول حوض النيل، وهو ما دفع أثيوبيا إلى الإلتجاء لإسرائيل لتمويل مشاريعها المائية وحرمان مصر من المياه، وهو ما يمكن حدوثه في الأردن، من خلال لجوء الأردن للتعاون مع إسرائيل لبحث مشروعات السكك الحديدية ومشروعات بدائل قناة السويس، والتي كانت العلاقات المميزة مع الأردن تؤجّل بصورة مستمرة من إقرارها رسمياً على الرغم من مناقشاتها في العديد من المؤتمرات الإقتصادية العالمية، ودعا السياسي مصر إلى النظر أبعد من العوائد المالية السريعة التي ستعود عليها عند خسارة حليف مثل الأردن.