واشنطن: توقع البنك الدولي في تقرير حول 'الاقتصاد العالمي الجديد' زوال هيمنة الدولار الامريكي على النظام المالي الدولي بحلول العام 2025 ليحل مكانه نظام ثلاثي الاقطاب قوامه الورقة الخضراء واليورو واليوان.وكتبت المؤسسة المالية الدولية ومقرها في واشنطن في التقرير الصادر يوم الثلاثاء 'حاليا يمثل اليورو مصدرا متزايدا للمنافسة بالنسبة للدولار'. واضافت 'بما ان الاقتصاديات الناشئة تمثل حصة متنامية باضطراد في الاقتصاد العالمي وتسهم بنشاط متزايد في التجارة والمالية عبر الحدود، من البديهي ان تلعب عملاتها وخصوصا الرنمينبي (الاسم الرسمي لليوان الصيني) بشكل حتمي دورا اكثر اهمية'.
واعتبرت 'ان السيناريو الاكثر ترجيحا بالنسبة للنظام المالي الدولي هو نظام عملات متعددة تتمحور حول الدولار واليورو والرنمينبي'.


واضاف البنك الدولي 'في اطار هذا السيناريو سيفقد الدولار موقعه كعملة دولية مهيمنة بلا منازع بحلول العام 2025، ليترك المكان لدور دولي موسع لليورو وللرنمينبي الذي هو في اوج انطلاقته'. وقد جعلت فرنسا من التقدم باتجاه نظام نقدي متعدد الاقطاب احدى اولويات رئاستها لمجموعة العشرين التي تنتهي بقمة في كان في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ونقل البيان عن كبير خبراء الاقتصاد في المؤسسة الصيني جوستين لين 'ان الانطلاقة السريعة للاقتصاديات الناشئة ادت الى اضطراب من شأنه ان يعيد توزيع مراكز النمو الاقتصادي في الدول المتطورة والنامية. وقال 'نحن فعلا في عالم متعدد الاقطاب'. وتشير توقعات المؤسسة الى انه بحلول 2025 نصف نمو الاقتصاد العالمي ستوفره ستة اقتصاديات ناشئة هي البرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند واندونيسيا وروسيا.


من جهة ثانية قال هيرمان فان رومبي رئيس المجلس الأوروبي امس الأربعاء إن العملة الصينية اليوان ستلعب في يوم ما دورا رئيسيا كعملة احتياط عالمية برغم أن الدولار الأمريكي سيظل عملة مهمة.
وقال فان رومبي خلال زيارة لمدرسة شنغهاي للأعمال إننا 'نعيش في عالم متعدد القطبية وعالم متعدد العملات بشكل متزايد وهذه حالة صعود اليورو كعملة احتياط. ويظل الدولار عملة مهمة'. وأضاف 'لكن في العقود القادمة ستكون هناك تغييرات هائلة وفي المستقبل البعيد ستلعب العملة الصينية دورا. العملة الصينية ستقوم بدور رئيسي في الاحتياطيات العالمية لأن الصين مهمة جدا في التجارة العالمية والنقد فالأموال تقتفي أثر التجارة'.لكن لتحقيق ذلك ستكون الصين في حاجة إلى جعل اليوان قابلا للتحويل بشكل كامل ولم تقدم الحكومة أي مؤشر واضح عن موعد إمكانية تحقيق ذلك.


وتحاول الصين تعزيز الثقل العالمي لعملتها عبر تشجيع إتمام تسويات التجارة الخارجية باليوان والتوقيع على اتفاقيات ثنائية لمبادلات العملات مع دول أخرى. لكن محللين يرون أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا كي يصبح اليوان عملة احتياط عالمية. كما انتهز فان رومبي الفرصة للضغط على الصين بشكل غير مباشر بشأن سعر صرف اليوان الذي يقول البعض إن الصين تبقي على سعره المتدني بشكل مقصود من أجل تعزيز الصادرات. كانت الصين سمحت لليوان الذي يخضع لسيطرة صارمة بالارتفاع بحوالي 5' منذ أن تم فك ربطه بالدولار في يونيو حزيران عام 2010 وزاد بنسبة 1.3' منذ بداية العام. واستخدم فان رومبي زيارته للصين واجتماعاته مع مسؤولين من بينهم الرئيس هو جين تاو لطمأنة الصين بشأن سلامة عملة اليورو في غمرة أزمة الديون الحالية لبعض الدول الأعضاء بمنطقة اليورو. لكنه سعى أيضا إلى الضغط على الصين في قضايا أخرى كحقوق الإنسان وضمان تحقيق حرية أكبر لدخول الشركات الأوروبية السوق الصينية.