أكد الملك عبدالله الثاني السبت خلال افتتاحه ملتقى الأعمال الأردني - الأميركي الأول أن المنطقة تشهد أحداث تاريخية، فالربيع العربي أحدث سلسلة متنوعة من الفعل وردود الفعل، من اضطرابات عنيفة إلى تظاهرات سلمية ودعوات إلى الحوار. وتناول ملك الأردن في كلمته في حفل الافتتاح ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث وصفها بـ quot;التاريخيةquot;، وقال إن quot;صوت الشباب يشكل قضية أساسية، فهم يمثلون أكثر من ثلاثة أرباع السكان في الأردن. وهم يتوقعون، بل يستحقون، فرصة لبناء مستقبل إيجابي ومزدهرquot;.


عمّان: أكد الملك الأردني في هذا الصدد أن ترجمة طموحات الشباب إلى واقع يتطلب الكثير من العمل. وأضاف أن تعزيز النمو، وتوفير فرص العمل، وتحقيق الازدهار يستوجب العمل مع قطاع خاص فاعل في المنطقة، والمضي أبعد من ذلك عبر شراكات واستثمارات على مستوى العالمquot;.

وقال: quot;في كل الأماكن التي شهدت هذه التفاعلات، وصل إلى مسامعنا رسالة رئيسة، مفادها رغبة الناس في حياة أفضل، وفي تحقيق الأمن الاقتصادي، وبأن يكون لهم رأي مسموع في كيفية بناء المجتمعات، وبأن تحترم كرامتهم الإنسانيةquot;.

وأضاف إن صوت الشباب يشكل قضية أساسية، فهم يمثلون أكثر من ثلاثة أرباع السكان هنا في الأردن. وهم يتوقعون، بل يستحقون، فرصة لبناء مستقبل إيجابي ومزدهر. وأشار إلى أن ترجمة هذه الطموحات إلى واقع يتطلب الكثير من العمل، فتعزيز النمو، وتوفير فرص العمل، وتحقيق الازدهار يستوجب العمل مع قطاع خاص فاعل في المنطقة، والمضي أبعد من ذلك عبر شراكات واستثمارات على مستوى العالم.

ودعا إلى أن لا تثنينا الاضطرابات التي حدثت في الشرق الأوسط هذا العام عن النظر إلى ما توفره المنطقة من فرص، وهي المنطقة التي تضم 350 مليون مستهلكًا، وموارد إستراتيجية رئيسة، وفرصة للتواصل مع 3 قارات، وتتمتع بنمو اقتصادي غير مسبوق، وقدرات هائلة أخرى. وقال إن قطاع الطاقة البديلة في الأردن يمثل مجالاً اقتصاديًا واعدًا. فالاستكشافات الحديثة تشير إلى أن الأردن يأتي في المرتبة 11 من حيث احتياطي اليورانيوم على مستوى العالم.

وأوضح quot;قد حان الوقت لمناقشة سبل الاستفادة من طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والنووية في ما يرتبط بمستقبل الأردن. فأمن التزود بالطاقة، والسلامة البيئية يشكلان أولويات مهمة. داعيًا الجانب الأميركي إلى مشاركة الأردن في وضع إجابات خلاقة، تركز على متطلبات السوق المتنامية في مجال الطاقةquot;. وقال إن الأردن من أكثر اقتصاديات المنطقة تنوعًا وديناميكية لما تتمتع به المملكة من موقع جيوستراتيجي فريد، إضافة إلى العلاقات الإيجابية المميزة التي تجعل منها مركزا مناسباً للتجارة الإقليمية والعالمية.

وأضاف إن انعقاد هذا الملتقى يؤكد أهمية الدور الأساسي الذي يقوم به القطاع الخاص في بلدنا وعلى امتداد العالم. وبطبيعة الحال، فإن القطاعات الاقتصادية لا تعمل بمعزل عن بعضها بعضًا، ولدى الأعمال الكبرى قدرات فريدة على الإبداع والابتكار، وفتح أسواق جديدة، وإطلاق المواهب، وتعظيم الفرص.

وأكد أن الأردن عازم على المضي قدماً لتحقيق الإصلاح. فمنذ أكثر من 10 أعوام، بدأت المملكة المهمة الصعبة في تحقيق التغيير الإيجابي الشامل. وقد تخلل هذه المهمة إخفاقات، ولكنها لم تخل من نجاحات كبيرة، والتي ستسمعون عنها في هذا الملتقى. كما تم تطوير القوانين وإجراءات العمل، ومضينا إلى أبعد من ذلك من حيث الاهتمام بروح الإبداع والتغيير ورعايتها، لأهميتها في نمو الأعمال وخلق الفرص.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المكتسبات التي سنجنيها. كما إن عزم الأردن على الحفاظ على الوحدة والاستقرار والازدهار راسخ. فاليوم يتبادل قادة المجتمع المدني، من مختلف القطاعات، الحديث حول المستقبل بما في ذلك الإجراءات المطلوبة لتحقيق الأهداف. أما الإصلاحات الاقتصادية التي تم إنجازها، فسيتم تعزيزها، وسنمضي قدمًا في الإصلاحات الاقتصادية الأخرى المطروحة. إنني ملتزم بهذا الأمر، والأردن كذلك، وذلك لسبب بسيط: وهو قناعتنا بأن مستقبل شعبنا يعتمد عليها.

وأوضح أن ما تقدم يشكل سببًا للاستثمارات والأعمال للتطلع إلى الأردن بكل ثقة، لكنه ليس السبب الوحيد. فالموقع الجيوستراتيجي الفريد، إضافة إلى العلاقات الإيجابية المميزة، تجعلنا مركزا مناسباً للتجارة الإقليمية والعالمية. فنحن نتمتع باتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة، وكندا، وأوروبا، وتركيا، وسنغافورة، والبلدان العربية.

وفي هذا الشهر تحديدًا، رحّب مجلس التعاون الخليجي بطلب الأردن الانضمام إلى المجلس. وهذا الترحيب يؤكد على موقع الأردن الإقليمي المميز، وأجواء الأمن التي يتمتع بها، وقدرته على النمو والتطور، ونحن متفائلون بالمستقبل.

وقال: quot;يعدّ الأردن بالفعل من أكثر اقتصاديات المنطقة تنوعا وديناميكية. فنحن نعمل بكل جهد لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت المنطقة بقسوة. كما إن الحكومة تبذل أقصى جهودها من أجل تسهيل الحصول على فرص العمل، وزيادة الإنتاجية، وتحقيق النمو الاقتصادي. كذلك نرحّب عبر برامج التحفيز الاقتصادي بالمستثمرين من أنحاء العالم كاقة. ونحن نحرص على الاستثمار في التعليم والبنية التحتية، كما إن القوانين والأنظمة تحمي الشركات الأجنبية بمستوى حمايتها للشركات المحلية نفسهquot;.

وأكد أن الأردن يتميز بقوى عاملة مميزة من الشباب المؤهّل والمتحمس، وهم يتمتعون بخبرة في أسواق المنطقة، وثقافاتها، وطبيعة المستهلكين. وهذه القوى العاملة تتمتع بمعرفة جيدة بالتطورات العالمية التي تتجاوز حدود المنطقة. فالشباب الأردني نشأ في بيئة عالمية تتوافر فيها إمكانيات التواصل عبر الانترنت وأدوات الاتصال الحديثة.

كما يمتاز الأردن بأعلى المستويات إقليمياً من حيث نسبة الناطقين باللغتين العربية والإنجليزية. ويشارك في الملتقى (150) شخصية اقتصادية من كبريات الشركات العالمية ومجتمع الأعمال، وقيادات القطاعين العام والخاص في الأردن والولايات المتحدة الأميركية.