سنغافورة: حذرت صناعة الطيران العالمية امس الاثنين من حرب تجارية في الفضاء تلوح في الأفق إذا ما مضى الاتحاد الأوروبي قدما في خطة لفرض ضرائب انبعاثات الكربون على شركات الطيران التي تسير رحلات من وإلى أوروبا اعتبارا من العام القادم. فيما حذر مسئولون في صناعة الطيران العالمية من أن الصناعة ستحقق أرباحا خلال''العالم الحالي قدرها 4 مليارات دولار بعد أن حققت أرباحا قياسية قدرها 18 مليار دولار العام الماضي وذلك على خلفية أسعار الوقود المرتفعة والقلاقل السياسية والكوارث الطبيعية. ويهدف الاتحاد الأوروبي في مسعى فردي إلى تضمين صناعة الطيران في نظام تجاري أوروبي للانبعاثات اعتبارا من العام القادم ما يجبر شركات الطيران إلى شراء تراخيص لانبعاثات الكربون فوق مستوى معين. وعارض الخطة بقوة الكثير من الدول من بينها الصين والولايات المتحدة.


وقال جيوفاني بيسيناني المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي 'أياتا' في سنغافورة ' إنهم (الاتحاد الأرووبي) يتجاهلون القانون الدولي'. وحذر من أن ردود فعل انتقامية من جانب الدول التي ترفض الخطة الأوروبية، مضيفا أن الأمر الأخير الذي تود الصناعة أن تشهده هو 'بداية حرب' مع اتخاذ إجراءات مثل إغلاق المجال الجوي. وقال في افتتاح الجمعية العمومية للاتحاد إننا 'ما زلنا نأمل أن تكون المفوضية الأوروبية حكيمة' داعيا الاتحاد الأوروبي إلى 'عدم التحكم في كل صغيرة وكبيرة في نشاطنا'. وقال كريستوف فرانز المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا إن سياسة الانبعاثات الأوروبية يمكن أن تقود إلى منافسة غير عادلة وينتج عنها إجراءات انتقامية تشمل فرض قيود محتملة على حقوق الإقلاع والهبوط من الصين وكوريا الشمالية وروسيا. واشار الى ان لوفتهانزا تتوقع تكاليف إضافية تصل إلى 350 مليون يورو (512 مليون دولار) سنويا إذا ما مضى الاتحاد الأوروبي قدما في خطته. وقال على هامش قمة الاتحاد التي تستمر لمدة يومين إن 'المناخ مشكلة عالمية، وعليه نحن في حاجة إلى حلول عالمية'.
وحث بيسيناني كل شركات الطيران العالمية على الانضمام إليه''في أن يقول 'كفى' لأوروبا.


من ناحية أخرى قال الاتحاد إن الصناعة ستحقق أرباحا خلال''العالم الحالي قدرها 4 مليارات دولار بعد أن حققت أرباحا قياسية قدرها 18 مليار دولار العام الماضي وذلك على خلفية أسعار الوقود المرتفعة والقلاقل السياسية والكوارث الطبيعية. وتقل هذه التوقعات بشدة عن التوقعات التي أعلنها الاتحاد في آذار/مارس الماضي حيث كان يتوقع وصول أرباح صناعة الطيران العالمية خلال العام الحالي إلى 8.6 مليار دولار. وقال بيسيناني إن صناعة الطيران العالمية تضررت بشدة من كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان يوم 11 آذار/مارس الماضي إلى جانب تداعيات الاضطرابات السياسية التي تشهدها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإضافة إلى ارتفاع''أسعار الوقود. وقال إنه 'سيكون هناك حائط صد ضئيل أمام أي صدمات أخرى'. وأضاف أن ميزانيات صناعة الطيران العالمية ستكون هشة للغاية خلال العام الحالي بسبب هذا المزيج غير المسبوق من الصدمات والأزمات التي تتعرض له الصناعة.


وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الوقود بدد التأثير الإيجابي لزيادة كفاءة صناعة الطيران العالمية علي مدي العقد الماضي وتعافي الاقتصاد العالمي. وقال إن فاتورة الوقود هذا العام سيبلغ إجمالها 176 مليار دولار بارتفاع قدره عشرة مليارات دولار عن العام الماضي. واضاف إن 'أسعار النفط تفسد الحفل'. ومن المقرر أن يسلم بيسيناني رئاسة الاتحاد التي ظل محتفظا بها لمدة عشر سنوات إلى توني تيلر المدير التنفيذي السابق لشركة كاثي باسيفيك البالغ من العمر 55 عاما. يضم الاتحاد الدولي للنقل الجوي 230 شركة طيران من مختلف أنحاء العالم تمثل معا حوالي 93' من إجمالي حركة النقل الجوي العالمية. ويشارك في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد والذي يستمر لمدة يومين أكثر من 700 مسئول كبير بالصناعة.