واشنطن ـ ا ف ب: يبدو ان المديرة العامة الجديدة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ارادت اثناء مؤتمرها الصحافي الاول يوم الاربعاء الاحتفاظ بالافضل من ارث سلفها دومينيك ستروس-كان والنأي بنفسها عن الجدالات الدائرة.و سأل الصحافيون المديرة العامة الفرنسية التي خلفت على رأس صندوق النقد الدولي فرنسيا ما زال يشغل وسائل الاعلام، عما تعتزم تغييره او الاحتفاظ به في المؤسسة المالية العالمية.
في المجال الاقتصادي قالت انها تمثل الاستمرار. واعتبرت لاغارد ان المسألتين الاوليين بالنسبة الى الاقتصاد العالمي هما 'الدين العام' من جهة مع 'تركيز خاص على منطقة اليورو' واليونان، والنمو المفرط للاقتصاديات الناشئة من جهة اخرى 'مع خطر التضخم المستورد'.


وأشارت وزير المالية الفرنسية السابقة إلى أنه في الوقت الذي تتركز فيه الأنظار على ديون دول منطقة اليورو، مثل اليونان والبرتغال، فإن هناك دولا أخرى لديها نفس المشكلة، تقريبا مثل الولايات المتحدة واليابان، وانها في حاجة إلى مراقبة دقيقة. غير أن لاغارد شددت في الوقت نفسه على أنه سيكون هناك تركيز أكبر على أزمة الديون اليونانية، باعتبارها الأكثر إلحاحا حاليا.وتوقفت عند مواضيع مهمة بالنسبة الى المدير العام السابق. وقالت 'يجب متابعة الطريق الذي فتحه بوضوح سلفي دومينيك ستروس للاهتمام بمشكلات مثل العمالة والمسائل الاجتماعية'. وتابعت ان 'العمالة مسألة اساسية بالنسبة لصندوق النقد' مشيرة الى ان 'البطالة ما زالت مرتفعة في العديد من الاماكن وبالتالي يبقى هناك كثير من العمل' في هذا الاطار. وتابعت القول انها تريد مواصلة التعاون الذي اطلقه ستروس-كان مع منظمة العمل الدولية في صيف 2010.


وبعد الثورتين في تونس ومصر مطلع 2011 دعا المدير العام السابق خبراءه الاقتصاديين ليولوا اهتماما خاص بمصير العاطلين عن العمل. وتعهدت لاغارد بمواصلة الإصلاحات الهيكلية التي بدأها سلفها دومينيك ستراوس-كان في الصندوق والتي تشمل إيجاد منظور أكثر شمولا للتعامل مع الأوضاع المالية للعالم، والتي تشمل عوامل أخرى مثل البطالة والقضايا الاجتماعية. وبشأن حالة الاقتصاد العالمي، قالت لاغارد إن الاقتصاد الدولي على طريق التعافي في اعقاب التدهور الذي شهده عام 2008 ولكنها حذرت من النمو غير المتوازن في ضوء تخلف اقتصادات الدول المتقدمة عن وتيرة نمو الاقتصادات الصاعدة. وكشفت لاغارد في حديث مع قناة فرانس 24 التلفزيونية انها اجرت اتصالا هاتفيا مع ستروس-كان لبحث 'عدد معين من الملفات الراهنة وعدد معين من الاصلاحات التي بادر اليها'.


وعندما سئلت في المؤتمر الصحافي عن الفارق بينها، وهي وزيرة اقتصاد سابقة في الحكومة الفرنسية اليمينية، وبين ستروس-كان الاشتراكي، رفضت 'التصنيف'. واوضحت 'يجب ان لا يوصم احد بتصنيف معين'، 'اعتقد انه ينبغي الحكم على الناس بحسب افعالهم'. واضافت 'وثمة فارق ورد الى ذهني للتو، هو اسلوب الادارة لانني شخص مختلف. اميل على الارجح الى الاندماج والعمل كفريق'. وتابعت 'مع التنوع يأتي احترام كل شخص (...) وسأتأكد من ان كل شخص يحظى بالاحترام مهما كانت الفروقات'. وذكرت لاغارد 'ساتابع قريبا جدا تدريب (صندوق النقد) في ما يتعلق بالاخلاقيات، واعتقد انه امر جيد جدا. اسست الامر نفسه في مكتب المحامين الذي عملت فيه (بيكر وماكنزي الذي ترأست لجنته التنفيذية العالمية من 1999 الى 2004). ورفضت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي التعليق على تطور قضية الاعتداء الجنسي التي يلاحق فيها ستروس كان، وقالت ان 'قرينة البراءة هي امر ثمين في العالم اجمع'.