يفتتح اليوم الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني في بلدة دافوس السويسرية المنتدى الاقتصادي العالمي، في اجواء الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث يتفاقم حجم الديون السيادية في أوروبا والولايات المتحدة، وتهتز الثقة بالقادة السياسيين، ويرتفع العجز في ميزانيات بلدان عديدة.


زوريخ: يجتمع المسؤولون السياسيون والاقتصاديون في العالم اعتبارا من اليوم الاربعاء في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي يريد هذه السنة تغيير نموذج هزته الازمة اقتصادية غير مسبوقة.

وسيتناول نحو 2600 مشارك بينهم 1600 من اصحاب القرار في المجال الاقتصادي واربعين رئيس دولة او حكومة، في المنتجع الصغير في جبال الالب السويسرية، خلال خمسة ايام الوضع في العالم تحميهم تعزيزات عسكرية ضخمة.

لكن هدوء القمم الثلجية التي يتمتع بها المشاركون في المنتدى، تناقض تماما التقلبات الناجمة عن احدى اخطر الازمات الاقتصادية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ودفع تراكم الديون العامة في اوروبا والولايات المتحدة الى الازمة حتى اقدمت وكالات التصنيف الانتمائي في خطوة غير مسبوقة على خفض تصينف عدة بلدان من منطقة اليورو بما فيها فرنسا اثر الولايات المتحدة.

ودفع هذا الوضع البنك الدولي الثلاثاء الى التحذير من تباطؤ الاقتصاد الذي قد يطال، على حد قوله، بشدة الدول النامية. وتراهن هذه التوقعات الاقتصادية العالمية الجديدة على ارتفاع في اجمالي الناتج الداخلي في العالم بنحو 2,5% خلال 2012 بعد نمو يقدر بنحو 2,7% خلال 2011.

واعتبر رئيس المنتدى الاقتصادي في دافوس كلاوس شواب quot;قد نفقد تماما ثقة الاجيال القادمةquot; بسبب تراكم الديون وقلة الاستثمار في الاجيال القادمة وازمة الاخلاق. واضاف استاذ الاقتصاد الذي بادر بهذا المنتدى قبل اربعين سنة ان quot;تسوية المشاكل بطرق تجاوزها الزمن (...) سيزيد في اغراقناquot;.

ويرى شواب (73 سنة) ان العالم في مرحلة quot;تغيير عميق يقتضي طرق جديدة في التفكيرquot;. وبعد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف السنة الماضية، ستلقي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء خطاب الافتتاح في المنتدى يرافقها وزير ماليتها فولفغانغ شوبل.

وسيتعين على ميركل الاستغناء عن رفيق دربها في الكفاح ضد الازمة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي حضر السنة الماضية لكن لم يدرج اسمه على لائحة المشاركين في هذه الدورة الثانية والاربعين للمنتدى.

ومن الجانب الفرنسي فقط سيشارك رئيس الحزب الحاكم الاتحاد من اجل حركة شعبية جان فرانسوا كوبي ووزير الاقتصاد فرانسوا باروان.

ويفترض ان يسمح حضور الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون الذي تتولى بلاده رئاسة مجموعة العشرين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخزينة الاميركي تيموثي غايثنر ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي ورئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي، بتناول الازمة الاقتصادية باسهاب.

واراد المنتدى تكريم العالم العربي باعلانه زيارة رئيس الوزراء التونسي الاسلامي حمادي الجبالي والمرشح الى الرئاسة المصرية عمرو موسى.

ورغم انتشار نحو خمسة الاف جندي سويسري يفتشون الداخلين الى دافوس والطائرات المقاتلات اف-ايه-18 التي تحلق في الاجواء، سيواجه المشاركون حركة احتجاج quot;احتلوا المنتدى الاقتصادي العالميquot;. وقد بنى ناشطو هذه الحركة منازل ثلجية في وسط القرية ويعتزمون التظاهر ضد من يقولون انهم quot;نخب معلنة من طرف واحدquot;.