الريال الإيراني
غاب سعر صرف العملة الايرانية عن مواقع العملات الايرانية الثلاثاء، فيما بقيت التعاملات في السوق المفتوحة مشلولة تقريبا بعد اسبوع من انهيار الريال.

طهران: لم يدرج موقعا مشغل.كوم ومظنة.كوم سعر صرف الريال الإيراني مقابل العملات الاخرى مثل الدولار واليورو والجنيه الاسترليني والين وغيرها من العملات الصعبة، كما اختفت عن المواقع قيمة القطع الذهبية.
وفي حي صرف العملات في طهران، تقوم مكاتب صرف العملة المرخصة بعملها كالمعتاد وتقوم بصرف الريال بسعر 27500 للدولار، وهو السعر الذي فرضه البنك المركزي يوم السبت في مسعى لمنع مزيد من الانهيار الذي شهده الريال الاسبوع الماضي. ويقول موظفو تلك المكاتب انه ليس لديهم عملات اجنبية للبيع.
وفي السوق السوداء يعرض التجار صرف الريال بسعر 34 الف للدولار، اي بزيادة بنسبة 6% عن اليوم السابق، وقريبا من السعر القياسي الادنى الذي وصل اليه الريال الاسبوع الماضي وهو اكثر من 36 الف ريال مقابل الدولار في الاسبوع الماضي بعد ان خسر 40% من قيمته.
وسوق العملة الايراني متوقف فعليا منذ 3 تشرين الاول/اكتوبر عندنا اندلعت احتجاجات وسط طهران بسبب انهيار سعر الريال.
ورغم ان المتاجر ومكاتب صرف العملة اعادت فتح ابوابها، الا انها لا تعمل كثيرا.
ورفع تجار البازار الكبير التاريخي في المدينة، والذي يحمل وزنا سياسيا في ايران، من الاسعار بشكل كبير ما اثار استياء المتسوقين. ورفض العديد من التجار بيع السلع الى حين استقرار العملة.
وتواجه ايران نقصا متزايدا في العملات الاجنبية في الاشهر الاخيرة ما يجعل البنك المركزي عاجزا عن دعم العملة في السوق المفتوح حيث فقدت اكثر من ثلثي قيمتها منذ بداية هذا العام.
ويعود هذا النقص في العملات الصعبة الى العقوبات القاسية التي يفرضها الغرب على القطاعين النفطي والمالي الايرانيين بسبب برنامج طهران النووي.
واثار انهيار الريال خلافا بين القيادة الايرانية، حيث يلقي نواب البرلمان والسياسيون باللوم في الازمة على ادارة الرئيس محمود احمدي نجاد للازمة، ولكنه بدوره القى باللوم على العقوبات خصوصا.
وعقدت الحكومة والبرلمان لقاءات عدة خلال الايام القليلة الماضية للنظر في سبل التعامل مع الازمة، الا انه لم تتكشف اية تفاصيل عن الاجراءات التي يمكن اتخاذها.
واكد غلام رضا مصباحي رئيس لجنة الميزانية في البرلمان الايراني الثلاثاء ان السوق المفتوحة تعمل بشكل طبيعي، الا انه لم يتم السماح للمتعاملين في صرف العملات سوى بعمولة لا تتعدى الواحد بالمئة.
وقال كذلك انه تم القاء القبض على نحو 50 من المتعاملين في صرف العملة في السوق السوداء منذ احتجاجات الاسبوع الماضي.
وكانت ايران ثبتت السعر الرسمي لصرف الدولار لعدة اشهر عند 12260 ريال للدولار، الا ان ذلك كان حكرا على المؤسسات الحكومية وعدد قليل من الشركات التي تستورد الاغذية وغيرها من السلع الاساسية.
ويسعى المزيد من الايرانيين الى تحويل مدخراتهم الى عملات اجنبية لحمايتها من التضخم الخارج عن السيطرة والذي قدر رسميا بنحو 25% ولكنه اكبر من ذلك كثيرا في الحقيقة.
وفي مسعى للالتفاف على العقوبات المصرفية والضغوطات على السوق المفتوحة، انشأت الحكومة في اواخر ايلول/سبتمبر quot;مركز صرف العملةquot; للوصل بين الموردين والمصدرين وتبادل الاموال عند معدل تم حسابه بخفض قليل عن سعر السوق المفتوحة.
وجرى التعامل بنحو 700 مليون دولار في ذلك المركز خلال الاسابيع الثلاث الماضية، طبقا لوكالة فارس للانباء، الا انه لا يوجد مؤشر حتى الان بان الضغط على العملة الايرانية قد تناقص.