عمان: إنتقدت صحيفتان اردنيتان الاربعاء بشدة عدم التزام الحكومة المصرية بتوريد كميات الغاز المتفق عليها الى الاردن، معتبرة تصرف مصر quot;غير بريءquot;.
وقالت صحيفة quot;الرأيquot; الحكومية في افتتاحيتها تحت عنوان quot;الغاز المصري..ما هو السر؟quot; ان quot;الصمت لم يعد ممكنا بعد ان وصلت الامور او تكاد الى النقطة الحرجة التي بات فيها اقتصادنا الوطني أمام مرحلة تزداد صعوبة، إذا لم يتم تدارك الامور ومعالجة العجز المتراكم في الموازنة والمتأتي في معظمه إن لم يكن كله من عدم التزام الاشقاء في مصر بنصوص الاتفاقية التي تنظم عملية توريد الغاز الى الاردن والتي لا يصلنا منها سوى 8% من الكمية المتفق عليها او أقلquot;.
واضافت quot;يعلم الاخوة في مصر أن هذا التذبذب في التوريدات وعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه ينعكس على اقتصادنا الوطني سلبا ويفاقم من العجز ويرفع من فاتورة الطاقة، اضافة الى ما يثيره من شكوك وتساؤلات عن +السر الكامن+ خلف هذا السلوك الذي يبدو انه غير بريء ولا نقول مقصوداquot;.
واوضحت ان quot;الكمية الموردة الينا من مصر والتي تصل الى 8% من الكمية المتفق عليها، هي التي يستهلكها العاملون المصريون في الاردنquot; الذين يقدر عددهم بنحو مليوني شخص.
وقالت الصحيفة quot;آن الاوان لان يدرك الاخوة في مصر ان عصر استخدام الضغوط الاقتصادية للحصول على تنازلات او مواقف سياسية او غيرها من الملفات، قد انتهىquot;.
من جهتها، قالت صحيفة quot;الدستورquot; شبه الحكومية في مقال بعنوان quot;ايها المصريون...نريد ان نفهمquot; بقلم الكاتب محمد حسن التل، quot;لقد مللنا المجاملات، ومللنا الوعود، ومللنا التأجيل والتسويف، ونحن نرى أن اقتصادنا يعاني معاناة كبيرة، من ضبابية الموقف الرسمي المصري، في قضية الغاز، وكأن القضية، أصبحت قضية تصفية حسابات، لا نستطيع نحن في الاردن، ان نفهمها او نفهم دوافعهاquot;.
ورأى الكاتب ان quot;مصر تبدو وكأنها تدير ظهرها للاردن، ذلك ان الواقع، يكشف ان توقف إمدادت الغاز إلى الأردن، وفقا لتبريرات الجانب المصري، غير واقعية، وتفوح منها رائحة السياسةquot;.
واضاف ان quot;على الادارة المصرية اعادة حساباتها بموضوع تصدير الغاز للاردن وتنفيذ التزاماتها حسب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين حتى نستطيع ان نقنع انفسنا انها لا تأخذ موقفا عدائيا غير مبرر منا وحتى نقتنع بأن قراراتها السيادية بيدهاquot;.
وكان الاردن يستورد 80 بالمئة من احتياجاته من الغاز المصري، اي 6,8 ملايين متر مكعب يوميا، لانتاج الكهرباء وبات الان يعتمد اكثر على السولار وزيت الوقود لتأمين حاجات محطات الكهرباء، وهو ما يكلف خزينة الدولة حوالى ملياري دولار سنويا، بحسب المسؤولين.
ووقع البلدان اتفاقا في كانون الاول/ديسمبر 2011 في القاهرة تم بموجبه تعديل اسعار تصدير الغاز المصري للمملكة.
وتعرض الانبوب الذي يزود الاردن واسرائيل بالغاز المصري في 22 تموز/يوليو الماضي لتفجير هو الخامس عشر منذ شباط/فبراير 2011.
وعادة يستهلك الاردن ما معدله مئة الف برميل يوميا من النفط الخام، ارتفعت الى نحو 170 الف برميل مع انقطاع امدادات الغاز المصري.