تستأنف الحياة دورتها أو تكاد في نيويورك منذ عودة التيار الكهربائي إلى مانهاتن، لكن الحياة لا تزال شاقة على المتضررين من الإعصار ساندي، وخصوصًا في نيوجيرزي المجاورة، حيث تقرر تقنين توزيع البنزين.


نيويورك: رقص الناس في الشارع عندما عاد التيار الكهربائي مساء الجمعة الى ناطحات السحاب جنوب الشارع 34، وهي منطقة تحوّلت مدينة أشباح حقيقية منذ خمسة ايام.

واعادت ابرز شركة محلية لتوزيع التيار quot;كون اديسونquot; وصل قرابة 70 بالمئة من زبائنها بالشبكة، وتامل في اصلاح عدد كبير من الخطوط خلال نهاية الاسبوع، لكي يتمكن اطفال نيويورك من العودة الى الدراسة الاثنين، ويتمكن الناخبون من التوجه الى مكاتب التصويت بشكل طبيعي في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء.

وفي حين تقرر اخيرًا إلغاء الماراثون الشهير في نيويورك، الذي كان متوقعا الاحد للمرة الاولى منذ اطلاقه، رغم ارادة 47 الفا من العدائين الذين اتوا من 125 دولة، ودفعوا مسبقًا ثمن تذاكر السفر والاقامة في الفنادق، ينهي المرشحان الى البيت الابيض، باراك اوباما وميت رومني، اخر مراحل حملتيهما الانتخابيتين.

وفي نيوجيرزي، المنطقة الاكثر تضررًا من الاعصار ساندي الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة في بداية الاسبوع، يجري الاستعداد لتحويل شاحنات للجيش الى مكاتب اقتراع.

ولا يزال مئات الالاف محرومين من التيار في هذه الولاية، وامر الحاكم كريس كريستي بتقنين استهلاك البنزين اعتبارًا من السبت. وهكذا فان السيارات التي تنتهي ارقام تسجيلها برقم مزدوج يمكنها ملء خزانها خلال الايام التي تحمل الرقم المزدوج في حين تملأ السيارات الاخرى خزاناتها في الايام المفردة.

وتشكلت طوابير طويلة من الانتظار في الايام الاخيرة امام محطات توزيع الوقود المفتوحة في نيوجرزي. وروى بعض السائقين كيف انتظروا طيلة ثماني ساعات للتمكن من ملء خزانات سياراتهم بالبنزين.

وبحسب صحيفة ستار-لدجر المحلية، فان 80 بالمئة من محطات توزيع الوقود مقفلة بسبب نقص الإمدادات في شمال نيوجرزي.
وفي نيويورك ايضا، فان المحطات العاملة نادرة، لكن حلول نهاية الاسبوع واستئناف عمل الحافلات والمترو - ما عدا في جنوب مانهاتن- ازال الازدحام من الشوارع.

وانتهى العمل بمبدأ الزام التشارك في سيارة واحدة للتمكن من دخول مانهاتن. من جهة اخرى، تمكنت اخيرا سفينة نقل عملاقة محملة بـ64 الف برميل من المحروقات من مغادرة مرفأ نيويورك لإمداد الانبوب الذي يوصل الوقود الى المدينة.

في الانتظار، تطول الطوابير والغضب يتصاعد في الضواحي الاكثر تضررا مثل ستيتن ايلاند. وبدا البرد ايضا ينتشر مع درجات حرارة قريبة من الصفر ليلاً، وهو ما يضاف الى الصعوبات التي يواجهها المتضررون، الذين فقدوا منازلهم او الذين وجدوا انفسهم من دون تدفئة ولا مياه.

ويتوقع خبراء الارصاد الجوية اضطرابات جديدة يومي الاربعاء والخميس على الساحل الشرقي عندما سيلتقي الهواء الحار الآتي من الاطلسي بجبهة باردة تتشكل شمال شرق الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من انه لا توجد علاقة لكل هذا بالاعصار، لكن الخبراء يعلنون مع ذلك ان رياحًا تبلغ سرعتها 80 كلم/ساعة ستهبّ اضافة الى ارتفاع منسوب المياه على السواحل التي سبق واجتاحتها سيول الاعصار ساندي.

من جهته اكد المتحدث باسم باراك اوباما السبت ان الرئيس الاميركي لا يزال يركز على التعامل مع أضرار الإعصار ساندي رغم تسارع وتيرة حملته الانتخابية قبل ثلاثة ايام من موعد الاقتراع.

وقال مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان quot;الرئيس سيظل على تواصلquot; مع فريقه المكلف تنسيق المساعدة الفدرالية للضحايا والمنكوبين جراء الاعصار الشديد الذي ضرب قسمًا من شمال شرق الولايات المتحدة في بداية الاسبوع.

وكان ايرنست يتحدث الى الصحافيين في الطائرة الرئاسية اير فورس وان، التي كانت تقل اوباما الى اوهايو (شمال)، حيث ألقى صباح السبت اول خطاب له هذا اليوم في منطقة منتور.

وفي برنامج اوباما ايضا ثلاث مداخلات اخرى في ويسكنسن (شمال) وايوا (وسط) وفرجينيا (شرق) مساء حيث سينضم اوباما الى الرئيس السابق بيل كلينتون.