فازت الخطوط القطرية وشركة طيران الخليج برخصة النقل الجوي داخل السعودية، وبذلك أصبحتا منافستين لشركة الخطوط السعودية، التي كانت محتكرة لسوق النقل الجوي منذ أكثر من 60 عاماً.


الرياض: أعلن اليوم عن فوز أفضل خطوط طيران في العالم لـ2012، وهي الخطوط القطرية وكذلك طيران الخليج، ومقرها البحرين، برخصة النقل الجوي داخل السعودية كمنافسين قويين للخطوط السعودية المحتكرة للنقل الجوي لأكثر من 60 عاماً.

يعتبر هذا الخبر سعيداً بالنسبة إلى المسافر السعودي، الذي أبدى تذمره لسنوات عدة من تردي مستوى الخدمة للخطوط السعودية عطفاً على قلة عدد الرحلات مقارنة بحجم الطلب عليها وعدم توافر بدائل نقل أخرى.

يقول المحلل الإقتصادي سعود العامر لـquot;إيلافquot; إن فوز الخطوط القطرية خبر سعيد جداً للسعوديين نظراً إلى أنها الخطوط الأولى في العالم، وهي ليست بغريبة، فهي الخيار الأول للمسافر السعودي إلى الخارج، إلى جانب طيران الإمارات.

وتوقع العامر تفعيل حلول النقل في غضون ثلاث سنوات، وفي حال فرضت هيئة الطيران المدني سيطرتها ورقابتها المشددة على السوق، فإن الأمور ستسير بشكل جيد.

وكانت هيئة الطيران المدني في السعودية قد أعلنت في منتصف 2011 عن فتح باب المنافسة للحصول على رخصتي طيران داخل السعودية، على الرغم من أن التجربة قد فشلت نسبياً قبل 6 أعوام مع شركتي ناس وسما للطيران.

فشلت سما في الإستمرار، وأكملت ناس، ولكن في الرحلات الدولية، لعدم جدوى إستمرارها في الرحلات الداخلية، على حسب قول مسؤوليها، ما أحدث نوعاً من القلق لتكرار الفشل مرة ثانية في حال دخول شركات أخرى.

الخطوط القطرية وطيران الخليج اللتان لهما باع طويل في هذا المجال من الصعب المخاطرة بسمعتيهما وقدراتهما المالية للدخول في السوق السعودية، ما يحدث نوعاً من الاطمئنان إلى أن دراسات السوق التي أجرتها الشركتان لم تهمل جوانب المخاطرة والمنافسة داخل السوق السعودية، وبالتالي يمكن القول إن الوضع مختلف تماماً في الوقت الحالي.

وحسب التقارير الرسمية، فإن متوسط عدد الركاب المسافرين من داخل المملكة على متن السعودية 1.5 مليون مسافر شهرياً، بمعدل 400 رحلة يومياً، وهذا الرقم مرشح للإرتفاع في ظل زيادة عدد الشركات وزيادة المنافسة السعرية، وبالتالي فإن المسافر الذي لم يكن يجد مقعداً شاغراً على متن السعودية، سيجد وبوفرة إذا ما تم تقسيم خريطة المملكة إلى أقاليم، يتم توزيعها على شركات الطيران، وبالتالي انتفت مشاكل النقل، وتم تخفيف العبء على الطرق السريعة، التي توشحت بدماء عدد من المواطنين على مر السنين.

من الممكن والطبيعي أن تتحسن جودة الخدمات المقدمة في ظل زيادة عدد المنافسين وأن تصبح الأسعار قريبة من توقعات المستهلكين، ولا تبتعد كثيراً عن دخولهم، على الرغم من تحوّل السوق من احتكار تام فارض للسعر إلى سوق احتكار قلة بوجود 3 أو 4 منافسين تؤدي إلى تخفيض الأسعار.