واشنطن: يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الجمعة في البيت الابيض زعماء الكونغرس في اجتماع يعتبر بمثابة الفرصة الاخيرة لتجنيب البلاد كارثة الوقوع في 'الهاوية المالية' التي تتهددها بعد اربعة ايام.وهذا الاجتماع الذي بدأ اعتبارا من الساعة الثامنة مساءا (بتوقيت غرينتش) دعا اليه الرئيس الديموقراطي كلا من رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر وزعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل وزعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد وزعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي.وخلال هذا الاجتماع الخماسي الذي عقد في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض وكان مغلقا امام الصحافيين، تدارس المجتمعون في كيفية تجنيب البلاد 'الكأس المرة' التي يحاولون عبثا منذ شهر التوصل الى اتفاق يبعدها من الافق ويجنب الاقتصاد الامريكي تداعيات استحقاق الاول من كانون الثاني/يناير 2013 عندما يبدأ سريان اجراءات اصطلح على تميتها بـ'الهاوية المالية'.

فاذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين الكونغرس والبيت الابيض قبل الثلاثاء المقبل ستصبح الهاوية المالية امرا واقعا. و'الهاوية المالية' مصطلح يعني اجراءات تدخل حيز التنفيذ بشكل تلقائي مطلع العام اذا لم يتوصل الكونغرس والبيت الابيض قبل ذلك الى اتفاق بهذا الشأن. وتتضمن هذه الاجراءات التلقائية زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة ما يهدد بغرق الاقتصاد الاول في العالم في الركود مجددا. ويبلغ مجموع الاجراءات المشار اليها 600 مليار دولار ستخرج مؤقتا من نطاق الاستهلاك.وبحسب البيت الابيض فانه في حال دخلت اجراءات الهاوية المالية حيز التنفيذ فان الضرائب ستزاد بشكل تلقائي على جميع الاميركيين تقريبا، وستكون حصة كل بيت من بيوت المكلفين الاميركيين من هذه الزيادة 2200 دولار سنويا. اما الاقتطاعات وهي نتيجة اتفاق بين الجمهوريين والديموقراطيين في 2011 فستشمل خصوصا موازنة الدفاع وقد تتجلى في صرف اعداد كبيرة من الموظفين.ومثل هذا السيناريو يهدد، بحسب محللين اقتصاديين، في عودة الاقتصاد الاول في العالم الى وهدة الانكماش مجددا.

يأتي لقاء 'الفرصة الاخيرة' مساء الجمعة قبل يومين من عودة أعضاء مجلس النواب إلى عملهم في واشنطن يوم الأحد في ظل الجهود المتواصلة لتفادي 'الهاوية المالية'.وكان السناتور هاري ريد زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ قد استبعد يوم الخميس التوصل إلى اتفاق حيث قال 'يبدو أن الولايات المتحدة ستتجه إلى حافة الهاوية المالية الأسبوع المقبل'.ومن المنتظر أن يكون أي اتفاق يتم التوصل إليه في اللحظات الأخيرة حلا جزئيا.وقال السناتور ميتش ماكونيل زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ 'سننظر ما يقترحه الرئيس .. نأمل أن يكون هناك وقت للتوصل إلى اتفاق يمكن أن ينقذ دافعي الضرائب من أزمة اقتصادية تبدو حتمية'.وانهى أوباما يوم الخميس عطلة عيد الميلاد قبل موعدها بيوم وعاد من هاواي إلى واشنطن في الوقت الذي يتبادل فيه الديمقراطيون والجمهوريون الاتهامات بشأن المسئولية عن الفشل في التوصل إلى اتفاق لتفادي ' الهاوية المالية'.


وسبق لأوباما ان قال قبل بدء عطلته الجمعة الماضية 'مازلت مستعدا وراغبا في الوصول إلى حزمة شاملة' لتفادي ' الهاوية المالية' كما ألمح إلى استعداده لدراسة إجراء جزئي يمكن أن يؤدي إلى تفادي الأزمة مؤقتا لحين التوصل إلى اتفاق شامل.وفي صلب المناقشات هناك مسألة اعادة التوازن الى الحسابات العامة بعد اربع سنوات مالية تخطى فيها العجز عتبة الف مليار دولار اي ما نسبته 10' من الميزانية.ويسعى اوباما الى ان تتم اعادة التوازن هذه من خلال زيادة الضرائب على الاسر التي يفوق دخلها 250 الف دولار كما من خلال تمديد العمل بالتخفيضات الضريبية التي ارساها سلفه الرئيس جورج بوش والتي تطال 98' من المكلفين الاميركيين.ومن شأن هذه التدابير التقشفية ان تغرق الاقتصاد العالمي الاول في الانكماش، بحسب تحذيرات خبراء اقتصاديين.وفي وقت تتعثر المفاوضات منذ اسابيع، سجل تراجع معنوي كبير لدى الاميركيين للمرة الثانية، وفق مؤشر نشرت نتائجه يوم الخميس.والى هذا الوضع اضيف الاربعاء عامل جديد تمثل باحتمال نشوب خلاف جديد بشأن رفع سقف المديونية، وهو المسار الذي سبق ان اثار ازمة كبيرة في الولايات المتحدة صيف العام 2011 كادت تؤدي الى تخلف البلاد عن سداد ديونها بسبب اصرار الجمهوريين على تعويض هذا الرفع بتقليص في النفقات.وحذر وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر من ان السقف القانوني للدين سيتم بلوغه يوم الاثنين وان 'تدابير استثنائية' سيتم اتخاذها 'قريبا' لتفادي التخلف عن السداد.