يمكن أن تواجه اليونان أزمة جديدة بسبب تهديدات إيران بقط الإمدادات عن أوروبا.


إعداد عبد الاله مجيد: استبعد محللون ان يُلحق ضرر يُذكر بالاقتصادات الاوروبية الكبرى في حال نفذت ايران تهديدها بوقف تصدير النفط الى اوروبا قبل الحظر على شراء النفط الايراني الذي قرر الاتحاد الاوروبي فرضه ابتداء من تموز/يوليو المقبل. ولكن اليونان التي تعتمد على النفط الايراني وتستورده بشروط ائتمانية متهاودة ، يمكن ان تواجه أزمة نفطية تُضاف الى جبل المشاكل التي يعاني منها اقتصادها.

وقال دبلوماسيون اوروبيون ان حاجة اليونان للنفط الايراني كانت السبب الرئيسي لتأخير الحظر الاوروبي حتى تموز/يوليو. فان قطع الامدادات النفطية وسط ركود كارثي اثار قلق اليونانيين رغم التأكيدات الاوروبية بالعثور على بديل.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جورجيوس فيليس الذي يدرِّس مادة إدارة الأعمال الدولية في الكلية الاميركية في اليونان انه ليس من باب المصادفة ان تعمد ايران الى استهداف اليونان الآن لأن اليونان هي الحلقة الأضعف في الاتحاد الاوروبي. وأضاف quot;اننا سنجد أنفسنا في وضع صعب للغايةquot;.

وسواء توقفت الامدادات الآن أو في تموز فان المصادر الجديدة ستكون اقل سخاء مع اليونان متسببة في رفع اسعار البنزين وزيت التدفئة لتثقل الاقتصاد اليوناني بأعباء جديدة في وقت تكافح الحكومة لخفض ديونها والحد من البطالة التي بلغت 21 في المئة.

ويشك العديد من المسؤولين في ما إذا كانت ايران ستقطع صادراتها النفطية الى اليونان وفرنسا وهولندا وايطاليا واسبانيا والبرتغال إذا لم تواصل هذه البلدان العمل بعقودها طويلة الأمد.

ولكن خبراء يرون ان مثل هذا الاحتمال يؤكد المشاكل التي تواجه الاتحاد الاوروبي على جبهتي الدبلوماسية وامدادات الطاقة. ورغم مساعي الاتحاد الى اتخاذ موقف موحد بين دوله السبع والعشرين الأعضاء في مواجهة تهديدات مثل برنامج ايران النووي فان تنوع المصادر التي تستورد منها الطاقة كثيرا ما يتسبب في تعقيد هذه المساعي.

وتقضي أنظمة الاتحاد الاوروبي بأن تكون لدى كل دولة عضو امدادات تكفي 90 يوما وبالتالي فان اليونان ستكون قادرة على الصمود الى حين ايجاد مصدر جديد هو على الأرجح العربية السعودية لسد العجز الناجم عن الحظر الاوروبي على النفط الايراني.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ليو درولاس كبير الاقتصاديين في مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن ان اليونان تستورد تقريبا ثلث نفطها من ايران ، او ما يعادل 100 الف برميل في اليوم. وقال درولاس ان مصدِّري النفط الآخرين يريدون اعتمادا مسحوبا من مصارف اجنبية وليس يونانية بسبب خطر انهيار المصارف اليونانية.

واضاف درولاس ان ذلك يعني عمليا دفع سعر النفط مقدما وان يكون على مصفاة ان تدفع سلفا فان هذا سيؤدي الى معضلة خطيرة في السيولة النقدية.

وكان رد الفعل على التهديد الايراني أهدأ في البلدان الاوروبية الأخرى لأن غالبيتها خفضت مشترياتها من النفط الايراني ولأن قلة منها اصلا تعتمد على النفط الايراني.

وقال مفوض التجارة في الاتحاد الاوروبي كارل دي جوشت ان الاتحاد الاوروبي سيتكيف بسرعة إذا قررت ايران قطع صادراتها في وقت ابكر.

والنفط ليس مصدر الطاقة الوحيد الذي دفع اليونان الى التعامل مع بلدان تستخدم احيانا قطع الامدادات كسلاح سياسي. وكانت حاجة اليونان الى الغاز وجهتها صوب روسيا التي قطعت الغاز عن اوكرانيا وغيرها خلال نشوء نزاعات سياسية. وحاولت اوروبا تقليل اعتمادها على الغاز الروسي بنتائج مختلطة حتى الآن.