فرانكفورت (المانيا): تعاني شركة لوفتهانزا الالمانية الاولى في قطاع الطيران في اوروبا من توقف النمو في حين تواصل شركات الطيران التابعة لدول الخليج النفطية الغنية تعزيز حضورها في المانيا، العصب الرئيسي للاقتصاد في القارة الاوروبية.وامس الخميس اعرب رئيس شركة لوفتهانزا كريستوف فرانتز عن 'قلقه الشديد' حيال تصاعد قدرة الشركات الخليجية في المانيا ودول اوروبية اخرى، وذلك اثناء عرض النتائج السنوية الاقل نجاحا لمجموعته في فرانكفورت.والسبب في ذلك هو ان طيران الامارات التابعة لامارة دبي اعلنت للتو عن رغبتها في زيادة قدراتها لهذه السنة بواقع 49' في فرانكفورت، اكبر مطار الماني والثالث اوروبيا، وبواقع 36' في ميونيخ (جنوب ودوسلدورف (شمال غرب) وذلك عبر استخدامها طائرات اكبر حجما. وشركة طيران الامارات، التي يوجد لها ايضا خط لهامبورغ (شمال)، رفعت العام الماضي الى 63 عدد رحلاتها الاسبوعية من المانيا الى دبي، التي تعد من اكبر نقاط تجمع الرحلات في العالم ومحطة توقف للرحلات المتجهة الى الشرق الاوسط وافريقيا واسيا-المحيط الهادئ.


وتضع شركة طيران الامارات نصب انظارها ايضا مطاري برلين وشتوتغارت (جنوب غرب) على الرغم من ان السلطات الاقليمية لا تزال متحفظة في الوقت الراهن حيال منحها الاذونات الضرورية.
يرجع ذلك الى ان شركة الخطوط الجوية القطرية تستخدم حاليا هذين المطارين وكذلك مطاري ميونيخ وفرانكفورت، مقدمة في الاجمال 35 رحلة اسبوعية بين المانيا والدوحة. اما بالنسبة الى جارتهما في ابو ظبي، شركة طيران الاتحاد، فقد وقعت في كانون الاول/ديسمبر تحالفا استراتيجيا مع المنافسة الوطنية لشركة لوفتهانزا، شركة اير برلين، التي اصبحت اول مساهم فيها ايضا. وهذه الشراكة قد تضر بالخطوط الالمانية والاوروبية لشركة لوفتهانزا في حين تنحصر حاليا منافسة شركات الطيران الخليجية لها في الرحلات الطويلة.


كما ان جان سيريل سبينيتا، رئيس شركة اير فرانس-كيه.ال.ام جان سيريل سبينيتا اقر في بداية اذار/مارس بانه يجري 'محادثات غير رسمية' مع شركة الاتحاد بهدف اقامة شراكة تجارية معها ما ادى الى تكهنات وردت في الصحافة الالمانية بشأن تعاون مستقبلي بين المجموعة الفرنسية الهولندية واير برلين. وقال فرانتز ان شركات الطيران الخليجية تريد 'ان تنقل مركز تلاقي الرحلات الجوية الى الشرق الاوسط. انه امر غير مرغوب فيه من وجهة نظرنا ومن وجهة نظر الحكومات الاوروبية'، وذلك بسبب التهديد المتمثل في القرب الجغرافي من ايران التي يشتبه الغربيون في انها تريد امتلاك السلاح النووي.


ووضعت لوفتهانزا العام الماضي حدا لاتفاق الرمز المشترك مع القطرية في مطار شتوتغارت متذرعة بان الشركة القطرية تستفيد منه اكثر منها، مجتذبة بذلك الركاب المسافرين من المانيا الى الدوحة.
وقال فرانتز ايضا 'لا نرى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل' بين المانيا والامارات التي لا تتمتع عمليا بسوق داخلية. ان وصولهم الى المنافذ في المانيا ينبغي تقييده بالتالي، كما قال. وتشكو لوفتهانزا، على غرار اير فرانس-كيه.ال.ام وشركة بريتش ايرويز، منذ وقت طويل من منافسة غير مشروعة لشركات الطيران الخليجية المتهمة بالاستفادة من مجموعة فوائد وطنية كبيرة. وبفضل حقوق مميزة لحركة الملاحة في بلادها واعباء اجتماعية ادنى واسعار محروقات اكثر انخفاضا، فان 'تكاليفها التشغيلية تقل بحوالى 30'' عن تكاليف شركة مثل لوفتهانزا، كما رأى فرانك سكودزيتش المحلل في كومرسبنك.


وبفضل الدعم المالي من حكوماتها، فهي تستفيد ايضا من طلبيات ضخمة لشراء الطائرات الكبيرة الحجم مثل ايرباص ايه380 او 787 درايملر من بوينغ. وبينما تنتظر لوفتهانزا بقلق كبير قرارا من القضاء بشان الرحلات الليلية الى فرانكفورت والتي تعتبر حاسمة بالنسبة لنشاطها في مجال الشحن الجوي، تطمح دبي الى ان تصبح اول مركز للشحن الجوي في العالم في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين مع طاقة من 12 مليون طن في السنة.