الرباط:بعد سنوات من الوفرة، يواجه المغرب تراجعا كبيرا في انتاج الحبوب الذي انقذته في اللحظة الاخيرة امطار جاءت متأخرة مما يمكن ان يزيد عجزه التجاري الكبير اصلا.وقال وزير الزراعة المغربي عبد العزيز اخنوش خلال الاجتماعات السنوية للزراعة في مكناس (وسط) ان انتاج السنة الجارية من الحبوب يفترض ان يبلغ 48 مليار قنطار (4,8 ملايين طن) بسبب غياب الامطار بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس.وهذه التقديرات تشير الى تراجع بالمقارنة مع حوالى ثمانية ملايين طن في موسم 2010-2011، لكنها افضل مما كان متوقعا وذلك بسبب هطول الامطار في الاسابيع الاخيرة.ولدعم المزارعين، رصدت الدولة ميزانية تبلغ 1,35 مليار درهم (123 مليون يورو) خصصت جزءا كبيرا منها لحماية المواشي.

ويعمل في قطاع الزراعة بشكل مباشر اربعة ملايين شخص. ويساهم هذا القطاع بنسبة 17 بالمئة في اجمالي الناتج الداخلي.والمغرب بسكانه البالغ عددهم نحو 33 مليون نسمة، واحد من البلدان الاكثر استهلاكا للقمح للفرد الواحد.وسيجبر الموسم الضعيف هذه السنة الدولة على استيراد كميات كبيرة من هذه المادة خصوصا من فرنسا والولايات المتحدة والبرازيل والارجنتين.

وكانت وزارة الزراعة الاميركية حذرت في 20 آذار/مارس من ان المغرب سيستورد في 2012-2013 مزيدا من القمح، بكمية لم يسجلها منذ نصف قرن.وستزيد هذه المشتريات بالتأكيد العجز في الميزان التجاري للمملكة الذي سجل رقما قياسيا العام الماضي بينما تستورد المملكة كل النفط الذي تستهلكه تقريبا.وعلى الرغم من انتاج قياسي في 2011، استورد المغرب 27 مليون قنطار من الحبوب (القمح والشعير والذرة) حتى 15 كانون الثاني/يناير 2012.لكن وزير الزراعة قال انه يتوقع ان quot;يكون الانتاج الزراعي متوسطا هذه السنةquot; وquot;ممتازاquot; في المجالات الاخرى وخصوصا الاشجار المثمرة.

وعبر اخنوس عن ارتياحه للنتائج التي تم التوصل اليها منذ تطبيق خطة المغرب الاخضر منذ 2008.وسمح هذا المشروع بزيادة الانتاج الزراعي بنسبة 40 بالمئة لقاء استثمارات بلغت 33 مليار درهم (ثلاثة مليارات يورو).وافادت ارقام نشرت خلال الاجتماعات ان هذه الخطة سمحت بزيادة الانتاج في 2011 (بالمقارنة مع السنوات 2005-2007) بنسبة 83 بالمئة للزيتون و45 بالمئة للتمور و36 بالمئة للحمضيات.وصرح رئيس الوزراء المغربي عبد الاله بنكيران لوكالة فرانس برس quot;يجب دعم المزارعين والزراعة ليضمن هذا القطاع الامن الغذائي للبلادquot;، موضحا ان الحكومة quot;مزودة باستراتيجية وتمويل لتحقيق ذلكquot;.

واشار خصوصا الى بناء عدد كبير من السدود التي تضمن جر المياه لري الاراضي.وخلال الاجتماعات شدد عدد من المشاركين ايضا على ضرورة ان يركز المغرب بشكل اكبر على امنه الغذائي.واطلقت نداءات لزيادة وتيرة تنمية القطاع في ريف يهيمن عليه صغار المزارعين (71 بالمئة من المساحة).وقال الخطباء ان الريف يعاني من التفاوت وعدم كفاية البنى التحتية.وتشكل الارياف تسعين بالمئة من مساحة المغرب وتضم حوالى نصف سكان المملكة، حسب ارقام رسمية.