تواجه حكومة عبد الإله بنكيران المقبلة في المغرب تحديات اقتصادية كبرى، تتجلى أساساً في عجز الميزان التجاري، والدين العام، حيث أكد مكتب الصرف في المغرب أن عجز الميزان التجاري للمملكة، في الفترة من يناير إلى نوفمبر، بلغ 166.5 مليار درهم (19.5 مليار دولار) مرتفعاً 24 في المائة عما كان عليه قبل عام.
الرباط:إن الميزان التجاري، والدين العام التحدي الوحيد الذي ستواجهه الحكومة المغربية الجديدة، التي يقودها الإسلاميون، إذ ستفرض الأزمة التي يعانيها الشريك الأوروبي على فريق عبد الإله بنكيران اتخاذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف في حدتها.
وشدد الخبير الاقتصادي على عدم تخفيض حجم الاستثمارات العمومية، التي تمثل 25 في المائة من الناتج القومي، مؤكدا أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي.
غير أن هذه الوعود تبقى صعبة التحقيق، وفق ما أكده الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، مشيرا إلى أن quot;المعدل المنطقي، الذي يمكن بلوغه في السنتين المقبلتين، هو 4 أو 5 في المائةquot;.
ويرى إدريس بنعلي أن تحديات أخرى تنتظر الاقتصاد الوطني وتتمثل في الأزمة الكبيرة التي يعانيها الشريك الأول للمملكة، ألا وهو أوروبا، موضحا أن هذه الوضعية ستنعكس على عدد من القطاعات، إذ إن القدرة الشرائية للأوروبيين ستتراجع، وبالتالي سينخفض التصدير، كما أن عدد السياح الأوروبيين الذين يتدفقون على المغرب سيتقلص، وبالتالي ستنخفض المداخيل من العملة الصعبة، بالإضافة إلى تراجع تحويلات المهاجرين المغاربة.
وأوضح إدريس بنعلي أن المغاربة المقيمين في أوروبا، الذين يصل عددهم إلى 5 ملايين، يحولون 5 ملايين دولار سنويا إلى المملكة، ما يعني أنه إذا تفاقمت الأزمة في هذه البلدان فسيؤثر ذلكفي تحويلات أفراد الجالية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المملكة مطالبة ببذل مجهود كبير على المستوى الاقتصادي بسبب تراجع الاستثمارات الأجنبية، التي تأثرت نتيجة الأزمة المالية.
وتضمن البرنامج الانتخابي للعدالة والتنمية رفع الدخل الفردي بـ 40 في المائة في الخمس سنوات المقبلة، وتوسيع استفادة المشاريع الاستثمارية من التحفيزات الاستثنائية، وإشراك المقاولات الوطنية الصغرى والمتوسطة في تنفيذ الصفقات العمومية الكبرى بنسبة 30 في المائة على الأقل، إلى جانب الرفع من الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم (ما يفوق 340 دولارا).
التعليقات