فرانكفورت:يجتمع البنك المركزي الأوروبي اليوم الأربعاء مع تجدد الاضطرابات في منطقة اليورو وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ما يرجح أن يضغط ذلك على البنك ومقره فرانكفورت لإعادة تفكير محتملة في استراتيجيته الحالية ما قد يعني خفض أسعار الفائدة. ورغم أن معظم المحللين يتوقعون أن يبقي البنك أسعار الاقراض ثابتة دون تغيير عند مستوى قياسي عند 1' اليوم، دفع الغموض الاقتصادي الناشئ عن أزمة الديون الكثير من خبراء الاقتصاد إلى توقع أن يخفض البنك أسعار الفائدة في الأشهر القادمة، بل وحتى اليوم الأربعاء.


وسيكون اجتماع المجلس الحاكم للبنك المؤلف من 23 عضوا في فرانكفورت واحدا من أكثر الاجتماعات أهمية منذ وقوع أزمة ديون بمنطقة اليورو قبل أكثر من عامين. وحتى وقت قريب كان يبدو أن هناك اجماعا بين أوساط الاقتصاديين على أن البنك المركزي الأوروبي يريد التأني قبل أن يتخذ أي إجراءات إضافية في حالة ما إذا كانت هناك حاجة إلى التعامل مع أي تداعيات ناتجة عن الانتخابات الوطنية في اليونان وفرنسا في حزيران/ يونيو القادم. لكن أجزاء كبيرة من منطقة اليورو تعاني حاليامن الركود، وتتعرض أسواق سندات المنطقة لضغوط متجددة كما أن إسبانيا تعاني من أزمة مصرفية تعرقل حركتها فيما تظهر إشارات تحذيرية بشأن أكبر اقتصادين في العالم هما: الولايات المتحدة والصين.


ومن ثم يرى محللون أن كل الإجراءات الطارئة التي استخدمها البنك حتى الآن لمحاربة أزمة الديون قد تتم دراستها في اجتماع الغد. يشمل ذلك برنامج البنك لتقديم قروض رخيصة طويلة الأجل علاوة على برامجه المثيرة للجدل لشراء سندات حكومية والتي توقفت 12 أسبوعا متتالية وكانت مصدرا للخلاف داخل المجلس الحاكم. لكن بدلا من أن يتولى قيادة مكافحة الأزمة كان رئيس البنك ماريو دراغي يدعو بشكل دوري المؤسسات السياسية في منطقة اليورو بأن تعزز جهودها من أجل احتواء الاضطراب. ورغم ذلك فإن نطاق الأزمة في أنحاء منطقة اليورو يعني أن دراغي قد يستغل أيضا مؤتمره الصحفي اليوم بعد اجتماع مجلس البنك لتحديد سعر الفائدة للإشارة إلى أن خفض تكاليف الأموال قد أصبحت الآن وشيكة.


كما من المقرر أن يصدر دراجي أحدث توقعات البنك لنمو التضخم حيث سيتم إعلانها في تقرير توقعات موظفي البنك. من المتوقع أن تعزز تلك التوقعات الحالة الهشة التي يعانيها اقتصاد العملة الأوروبية الموحدة. ويرى الكثير من خبراء الاقتصاد أن تقليل تكاليف الإقراض يمكن أن يأتي عاجلا غير آجل. قال المحلل أنديرس مولر لومهولتز لدى مصرف دانسكه 'المؤشرات القيادية الأخيرة كانت ضعيفة جدا ocirc; نتوقع أن يستجيب البنك المركزي الأوروبي بخفض سعر الفائدة (غدا) الأربعاء'. وسيمثل ذلك الخفض الثالث لأسعار الفائدة في عهد دراجي منذ أن أصبح رئيسا للبنك في تشرين ثاني/نوفمبر من العام الماضي. وأقدم البنك على خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية العام الماضي في تشرين ثان ثم في كانون أول/ديسمبر. ومن شأن انخفاض معدل التضخم إلى 2.4' في أيار/مايو من 2.6' في نيسان/أبريل أن يساعد بالتأكيد البنك المركزي الأوروبي في المناورة بشأن أسعار الفائدة. كما يمكن أن يقدم خفض أسعار الفائدة تخفيفا مؤقتا إلى حد ما للدول المتأزمة في منطقة اليورو. غير أن محللين آخرين أعربوا عن تحفظ أكبر، إذ قال يورغ كرايمر كبير الاقتصاديين لدى مصرف كومرتسبنك إنه 'نتيجة لتنامي المخاطر نتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في الربع الثالث'.