في ظل تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، يؤكد خبراء تحدثوا لـquot;إيلافquot; أن المؤشرات لا تُنبىء بإقتصاد عالمي أفضل في المستقبل القريب، مع توقعات بأن تستمر الأزمة لسنة 2015.


الجزائر: يعتقد خبراء تحدثوا لــ quot; ايلاف quot; أن quot; السقوط الحر لأسعار النفط في الأسواق العالمية مرتبط بالأزمة التي تعصف بالعديد منالدول الأوروبية والشرق الأوسط على رأسها ملف ايران النووي quot;، وتوقع البعض أن quot; تستمر تأثيرات الأزمة الحالية الى سنة 2015 ، في حين يرى آخرون أن سعر 96 دولاراً للبرميل تاريخيًا سعر مقبول، لكن اذا انخفض الى اكثر من ذلك فهناك حديث آخر quot; ، بينما يرى البعض الآخر أن الأسعارquot; ستبقى على حالها حتى نهاية السداسي الحالي لتعاود الارتفاع بعدها إلى المعدل الذي كانت عليه خلال السداسي الماضي quot; .

أكد الخبير الاقتصادي الجزائري كمال رزيق أن quot; السقوط الحر لأسعار البترول سببه الأزمة التي تعصف بالعديد من الدول على رأسها منطقة اوروبا وكذا تراجع الطلب ودخول البترول العراقي و الليبي الى سوق النفط الدولية quot;، مشيرًا في الوقتذاتهالى أن quot; هناك من الخبراء من يرى بأن هذا التأثير يمكن له أن يمتد الى 2015 أو 2016 quot; ، منوهًا بأن quot; تراجع النمو في منطقة اليورو وتراجعها أيضًا في كثير من الدول ذات الوزن الاقتصادي القوي يجعل من الناتج المحلي لهذه الدول يتراجع وبالتالي تراجع الطلب quot;، والسبب الثاني حسب الخبير الجزائري quot; يكمن في أن البترول استهلاكه مرتبط دائمًا بدرجة نمو الاقتصاد العالمي بحيث كلما ارتفع نمو الاقتصاد العالمي كلما زاد الطلب على ذلك ليواكب هذا التطور quot; .

الخبير الدولي في مجال النفط نيكولا ساركيس لاحظ بأن quot; أسعار البترول تراجعت خلال الأيام القليلة الماضية بما لا يقل عن 13 الى 14 في المئة، و في ظل هذا التراجع في الأسعار جرت العادة خلال السنوات الطويلة الماضية أن تقدم منظمة البلدان المصدرة لأوبيكعلى تخفيض الانتاج للحد من الخسارة و لمنع تدهور الأسعار، ولكن هذه المرة بعض دول الأوبيك تلفت الانتباه الى أن الاقتصاد العالمي يمر حاليًا بأزمة تفسر تراجع الطلب على البترول و أنه في مصلحة الدول المنتجة أن تخفض في الانتاج لأنه سيرفع الأسعار وبالتالي سيكون عبئاً وسيلحق اضراراً بالدول المستهلكة، الأمر الذي لا يخدم بشكل غير مباشر مصالح الدول المنتجة للبترول quot; .

و في ظل التجاذبات بين الدول الطامحة بخفض الانتاج والرفع من أسعار البترول وبين من يريد الابقاء على سقف الانتاج على حاله والذي هو في حدود 30 مليون برميل يوميًا لمجموع الدول الأعضاء، و على الرغم من أن اسعار البترول تراجعت فإن الخبير ينوّه بأنه quot; يجب الا يغرب عن بالنا أن الأسعار الحالية لسلـــة الأوبيك في حدود الــ 96 دولاراً للبرميل و تاريخيًا هذا السعر مقبــول ، أما اذا تراجعت الأسعـــــار الى أكثر من ذلك هنالك حديث آخر quot; .

و يعتقد أن quot; أسباب الازمة المالية والاقتصادية العالميةلا تزال قائمة يضاف اليها التشنج السياسي في مناطق عديدة من العالم و بشكل خاص منطقة الشرق الأوسط ، و بالخصوص ما يجري في سوريا و العراق بالإضافة الى تأثير الملف النووي الايراني وبالتالي هناك عدة مؤشرات وعوامل لا تنبىء باقتصاد عالمي في المستقبل القريب أفضل من الحالي ويبدو أن الأزمةلا تزال قائمة خاصة في البلدان المستهلكة مثل أوروبا مع تخوفات من توسع رقعة الأزمة لتشمل اسبانيا و البرتغال quot; .

و من باب الحذر حسب الخبير الدولي quot; أن تتريث هذه الدول في تخفيض انتاجها أو رفع مستوى الانتاج الحالي ، خاصة أن بعض دول الأوبيك و مهما كانت قرارات المنظمة حول سقف الانتاج عليها أن تعيد انتاجها الوطني و تتجاوز حصص الكوتا ، اذا ارادت الأوبيك الحفاظ على التضامن ما بين دول الأعضاء و أن تجد قاسمًا مشتركًا بينها ، و أتصور أنه حاليًا الأفضل على الأقل الابقاء على سقف الانتاج حتى اذا كان ذلك يكلف نفطيًا بعض الدول الأعضاء quot; .

و يرى بأن quot; الأسعار ستميل للتراجع اذا ما بادرت الأوبيك الى خفض الانتاج ، فالأسعار الحالية لن تتراجع وقد تزيد نوعًا ما لكن ليس كثيرًا ، لأن بعض الدول الأعضاء تفضل الابقاء على سقف الانتاج ، و ان افترضنا ــ يضيف قائلاً ــ أن الأغلبية قالت لا نريد ذلك فهذا لا يمنع دولاً مثل الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية من زيادة حصص انتاجها الوطني ــ بعيدًا عما اذا كان هذا ثوابًا أو خطأ ــ باعتبار أن ارتفاع الأسعار في الظروف الراهنة ليس في صالح الاقتصاد العالمي و تحديدًا ليس في صالح اقتصاد الدول المستهلكة للنفط quot; .

من جانبه، هون الدكتور محجوب بدة من تدهور أسعار البترول خلال الفترة الأخيرة ، وقال بإنها ستبقى على حالها حتى نهاية السداسي الحالي ، لتعاود الارتفاع بعدها الى المعدل الذي كانت عليه خلال السداسي الماضي .

و ارجع الدكتور بدة تدهور أسعار النفط الى الأزمة الاقتصادية المالية التي تشهدها عدة دول أوروبية ، و التي عطلت الأسواق و أدت الى انكماش الطلب على النفط ، الى جانب الأزمة الايرانية و ملفها النووي ، خاصة بعدما قرر الاتحاد الأوروبي وقف استيراد النفط الايراني بداية من هذا الشهر ، مع العلم أن ايران تعد البلد الثاني من حيث انتاج النفط بعد المملكة السعودية داخل الأوبيكquot;.

و من الأسباب الحقيقية أيضا التي ادت الى تراجع اسعار النفط حسب بدة تجاوز دول الأوبيك لحصصها التي فاقتالـ2 مليون برميل من الانتاج ، اضافة الى ما تشهده هذه الفترة من تراجع نسبي في الاستهلاك quot;.

و النقطة الأخيرة التي تعد من الأسباب المهمة لتدهور اسعار النفط يقول دكتور الاقتصاد quot; اعلان الدول الصناعية مثل بريطانيا و اميركا لجوءها الى مخزونها الاستراتيجي بــ 90 يوماً بينما المعدل هو 60 يوماً في حال قيام ايران بما تود فعله به ، و يرى بدة أن اسعار البترول ستبقى منخفضة في المدى القصير الذي لا يتجاوز نهاية السداسي الحاليquot;.