أماط محققون في مجلس الشيوخ الأميركي النقاب عن أن مصرف quot;إتش إس بي سيquot;، الذي يعد واحداً من أكبر المصارف في القارة الأوروبية، تعامل تجارياً مع شركات ذات صلة بالإرهاب، وفشل في منع حدوث انتهاكات خاصة بعمليات غسيل أموال في المكسيك، وتجاوز عقوبات أميركية كانت تستهدف الجمهورية الإيرانية الإسلامية.


الثقافة المالية في إتش إس بي سي ملوثة لفترة طويلة

أشرف أبو جلالة من القاهرة: قالت اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ ضمن تقرير مكون من 335 صفحة إن فروع البنك حول العالم منحت الإرهابيين وعصابات المخدرات والمجرمين مدخلاً إلى النظام المالي في الولايات المتحدة.

وأفادت من جانبها في هذا السياق وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية والبيانات المالية بأن مجموعة من النواب تخطط لمساءلة مدراء تنفيذيين كبار في البنك خلال جلسة استماع مقررة اليوم في واشنطن.

وقال السيناتور كارل ليفن عن الحزب الديمقراطي في ميتشيغن ويترأس تلك اللجنة الفرعية: quot;أنشأ إتش إس بي سي فرعاً للبنك في الولايات المتحدة، باعتباره بوابة له في النظام المالي الأميركي، وسمح لشبكة فروعها العالمية بانتهاك تلك البوابة. والفشل في المساءلة هنا أمر دراماتيكيquot;.

وأضافت بلومبيرغ أن محققي مجلس الشيوخ ركزوا على فرع البنك في نيويورك، باعتباره quot;رابطةquot; لخدمات وتحويلات الدولار الأميركي. وأعقبت بقولها إن التقرير الذي أعده المحققون سيكون الأساس لجلسة استماع سيقوم فيها النواب باستجواب مسؤولين تنفيذيين كبار، من بينهم إيرين دورنر، الرئيس التنفيذي لأعمال إتش إس بي سي في أميركا الشمالية، وكذلك المنظمين الأميركيين المتهمين في التقرير بالفشل في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة ذلك الأمر.

وفي بيان أرسله للوكالة عبر البريد الإلكتروني، قال روبرت شيرمان المتحدث باسم إتش إس بي سي: quot;نعترف أنه قد سبق لنا أن أخفقنا في الماضي مرات عدة بخصوص تلبية المعايير التي كان يتوقعها العملاء والمنظمون. وسوف نعتذر ونعترف بتلك الأخطاء، ونفسر ما قمنا به، ونتعهد تماماً بإصلاح ما تم ارتكابه من أخطاءquot;.

ثم قالت الوكالة إن وزارة العدل الأميركية دخلت منذ العام 2009 في اتفاقات محاكمات مؤجلة مع ستة مصارف بخصوص انتهاكات اللوائح القانونية لمكتب التحكم في الأصول الأجنبية (OFAC). فيما قال المصرف إنه يبدي تعاوناً في التحقيقات التي تجريها وزارة العدل ومكتب النائب العام في مانهاتن والاحتياطي الفيدرالي ومكتب مراقبة العملة بشأن الانتهاكات المحتملة إزاء العقوبات المفروضة على إيران.

وقال توماس كيري مسؤول مكتب مراقبة العملة: quot;الامتثال لمكافحة غسيل الأموال أمر ضروري للجهود التي تبذلها بلادنا لمواجهة النشاط الإجرامي والإرهاب، ويتوقع المنظم الأساسي لفرع إتش إس بي سي في الولايات المتحدة أن تستعين المصارف الوطنية وقطاعات الاقتصاد الفيدرالي ببرامج للامتثال بفاعلية لتلك القوانين. وتقدمت اللجنة الفرعية بتوصيات مدروسة جيداً في تقريرها، الذي نتبناه تماماًquot;.

وعاود ليفين ليقول: quot;ظلت الثقافة في إتش إس بي سي ملوثة لفترة طويلة. وعكست التغييرات التي طرأت أخيرًا على المناصب القيادية التزامها بتطهير المؤسسة. ونحن نرحّب من جانبنا بالتأكيد على هذا التعهد. وذلك رغم أهمية الإشراف والمتابعةquot;.