مونتريال: ستسعى المانيا وكندا اثناء زيارة تبدأها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء لاوتاوا، الى ازالة العقبات الاخيرة على طريق التوصل الى اتفاق للتبادل الحر يجري اعداده بين اوتاوا والاتحاد الاوروبي.
واقر مسؤول مقرب من ميركل طالبا عدم كشف هويته بquot;انه الاتفاق التجاري الاكثر صعوبةquot;.
ويرغب الطرفان اللذان يجريان محادثات منذ ثلاث سنوات، في التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام.
ولفت المسؤول الالماني الى ان العراقيل الرئيسية تتعلق بالملكية الفكرية والاسواق العامة وبعض جوانب قطاع الخدمات.
وقال quot;انها ميادين على كندا ان تتحرك فيها واتصور ان ميركل ستتحدث عن ذلكquot;.
ويبدو ان رئيس الوزراء الكندي المحافظ ستيفن هاربر الذي سيستضيفها يتوقع ذلك.
وكان هاربر صرح لدى اعلانه الزيارة الثنائية الاولى للمستشارة الالمانية، quot;في الوقت الذي تعمل كندا والاتحاد الاوروبي لانجاز المفاوضات بشأن التبادل الحر، اتطلع الى اجراء محادثات صريحة مع المستشارة ميركل والتطرق الى مسالة التحديات التي واجهها الاقتصاد العالميquot;.
وفي خصوص مسالة الاسواق العامة تخشى الاقاليم الكندية مزاحمة الشركات الاوروبية. وقد تظاهر مسؤولون محليون ونقابيون في اوتاوا في كانون الاول/ديسمبر الماضي منددين بنقص الشفافية في المحادثات التي تجريها الحكومة الفدرالية.
وفي هذا الاطار تعتبر المستشارة وهاربر اقدم مسؤولين في مهامهما بين قادة مجموعة الثماني. وقد زارت ميركل كندا في 2009 للمشاركة في اجتماعات مجموعة الثماني ومجموعة العشرين. وقال مسؤول الماني quot;انهما يتواصلان هاتفيا بشكل منتظم واقاما مع مر السنوات علاقات ثقةquot;.
لكن في ما يتعلق بالازمة الاقتصادية الاوروبية اكد المسؤول الثاني في السفارة الالمانية في كندا غيورغ يرغنز لفرانس برس ان quot;البلدين ليسا متقاربينquot; في مواقفهما، مشككا في امكان تغيير مواقفهما اثناء هذه الزيارة.
واكد ذلك خبير في الاتحاد الاوروبي هو بروفسور العلوم السياسية في جامعة مونتريال فريدريك ميران.
واذا كانت كندا والمانيا متشابهتين من حيث استقرار مؤسساتهما المالية وتبعيتهما ازاء الصادرات، فان موقفيهما من الازمة الاوروبية متعارضان كليا.
ففي حين quot;تلقت المانيا طلبات كثيرةquot; للاسهام في تسوية ازمة منطقة اليورو، فان quot;كندا هي البلد الوحيد في مجموعة الثماني الذي يرفض كليا الاسهام في اي خطة لانهاض الاقتصاد الاوروبيquot;، كما لفت ميران.
وكانت اوتاوا رفضت زيادة مساهمتها في صندوق النقد الدولي.
وقد ترغب المانيا في ان تفعل كندا المزيد في هذا الخصوص.
لكن مسؤولا المانيا كبيرا قال ان quot;كل بلد يجب ان يقرر لنفسهquot;.
وتريد كندا والمانيا بصفتهما من البلدان المصدرة، تنويع مبادلاتهما وزيادتها. وقد ارتفعت صادرات كندا الى المانيا باكثر من 7% في 2011، ليبلغ حجمها 5,3 مليارات يورو.
وبعد اربع وعشرين ساعة ستمضيها في اوتاوا ستتوجه المستشارة الالمانية الى جامعة دالهوسي في هاليفاكس على الساحل الاطلسي لكندا. وستلتقي ميركل وهي تحمل دكتوراه في الكيمياء باحثين كنديين في البيولوجيا البحرية والمسائل البيئية.