بروكسل - لندن: سجلت الأسواق الأوروبية مكاسب يوم الجمعة عززتها فيما يبدو مساندة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للبنك المركزي الأوروبي في إصراره على أن الدول المتعثرة بمنطقة اليورو لن تحصل على مساعدة غير مشروطة. كما تراجعت تكاليف الاقتراض لإسبانيا وإيطاليا بعد أن ظلت تشكل ضغوطا على الدول التي تعاني من أزمة مالية لمدة أسابيع ما أثار مخاوف من أنها قد تكون في حاجة إلى برامج إنقاذ دولية كاملة.


واستقرت الفائدة على السندات العشرية الإسبانية على 6.5' بعد ثلاثة أسابيع من الارتفاع إلى مستوى قياسي تجاوز 7.7'. وانخفض فارق المخاطرة مع السندات الألمانية القياسية إلى 497 نقطة أساس، لكنه ظل فوق مستوى 500 نقطة أساس منذ الرابع من تموز/يوليو حتى الخميس.من ناحية أخرى, شهدت إيطاليا تراجع الفائدة على سنداتها العشرية إلى ما دون 5.8' بقليل وذلك بعد ثلاثة أسابيع من بلوغها 6.6'. وسجلت الأسهم الأوروبية أعلى مستوياتها في 13 شهرا امس معززة أطول موجة من المكاسب الأسبوعية في سبع سنوات بفضل مؤشرات على اقتراب صانعي السياسة في منطقة اليورو من القيام بتحرك جماعي لحل أزمة ديون المنطقة.
وقاد مؤشرا البورصة الاسبانية وبورصة ميلانو صعود الأسهم الأوروبية إذ ارتفعا بنسبة 1.9 بالمئة و1.3 بالمئة على الترتيب، بعد أن عبرت ميركل عن دعمها لاستراتيجية رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي لمعالجة الأزمة التي من المتوقع أن تتضمن شراء سندات سيادية لخفض تكاليف اقتراض الدول المثقلة بالديون.


وأغلق مؤشر يوروفرست300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى مرتفعا 0.5 بالمئة عند 1109.53 نقطة وهو اعلى مستوى له منذ تموز/يوليو 2011. وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز100 البريطاني 0.3 بالمئة، بينما صعد مؤشر داكس الألماني 0.6 بالمئة, وزاد مؤشر كاك40 الفرنسي 0.1 بالمئة. كما ارتفع سعر اليورو إلى أعلى مستوياته في ستة أسابيع أمام الين الياباني.
وارتفع سعر اليورو 0.1 بالمئة إلى 98.263 ين وهو اعلى مستوياته منذ أوائل تموز مواصلا مكاسبه بعد أن تجاوز متوسط تحركه في 55 يوما البالغ 97.997 ين.


واستقر سعر اليورو على 1.2352 دولار بعد ارتفاعه في وقت سابق إلى 1.2375 دولار.على صعيد آخر تزايدت امس التكهنات بأن إسبانيا قد تتجه لطلب أول أموال من حزمة إنقاذ بنوكها وتطلب من صندوق إنقاذ منطقة اليورو والبنك المركزي الأوروبي شراء سنداتها لطمأنة الأسواق بشكل أكبر. ولم تستبعد مدريد القيام بأي منهما لكنها لم تتخذ بعد مثل هذه الخطوات.


ويشير رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي إلى أن البنك المركزي لن يشترك في أي جهود ما لم تتجه في البداية أي حكومة في حاجة للمساعدة إلى صندوق الإنقاذ ومن ثم يتعين عليها الموافقة على شروط صارمة في المقابل. وقال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين هذا الأسبوع بينما كان في الولايات المتحدة إنه سيتعين على الدول التي تحصل على مساعدة أن 'تنتهج سياسات قوية بشأن الموازنة واعتماد إصلاحات هيكلية للنمو والتوظيف ومعالجة الاختلالات الهيكلية'.


وفي زيارة منفصلة إلى كندا سئلت عن تصريحات دراجي، وردت بأن القرارات الأخيرة 'أوضحت أن البنك المركزي الأوروبي يعول على عمل سياسي في شكل من المشروطية كشرط مسبق للتطور الإيجابي لليورو'. كما جددت تأكيدها بأن مسؤولي منطقة اليورو ملتزمون بحماية عملتهم الأوروبية الموحدة.