برلين:قاومت أحزاب في الائتلاف الحكومي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الاثنين أمام تنامي الضغوط الفرنسية على حكومات منطقة اليورو من أجل الاقتراض المشترك من أسواق المال.
كان الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا أولاند قد انتخب بعد وعوده بطرح سندات مشتركة لمنطقة اليورو ومن المتوقع أن يحث قادة آخرين بالاتحاد الأوروبي في قمة غير رسمية غدا الأربعاء لاعتماد ذلك.
قال شتيفن كامبيتر النائب عن الحزب المسيحي الديمقراطي ونائب وزير المالية للإذاعة العامة الألمانية 'دويتشلاندفونك' إن 'سندات منطقة اليورو في هذا التوقيت سيشير إلى أن أسعار الفائدة متدنية للغاية ويزيل الضغوط عن الاقتصادات الأوروبية لتعديلها'. وأوضح أن ذلك سيكون توقيتا خاطئا' لها، مضيفا أن برلين ستستمر في مقاومة مثل تلك الإصدارات المشتركة إلى حين أن تعمل منطقة اليورو بسياسات مالية موحدة.


وقال إننا 'في حاجة لاتفاق مالي، وفي حاجة لانضباط في الموازنة، وفي حاجة لاستثمارات في المستقبل'. كما رفض الحزب الأصغر في الائتلاف بشكل قاطع إصدار أي سندات مشتركة لمنطقة اليورو.
قال باتريك دورينج الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر إن 'الدين المشترك وتحقيق مستوى مشترك من الفائدة سيكون مضرا'. وأعرب عن ثقته في عدم تنازل حكومة ميركل في هذا الموضوع'.
كانت ضغوط محلية تزايدت على ميركل لتغيير سياستها بشأن القضية. ويؤيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض إصدار سندات منطقة اليورو. سبق لقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ان طالبت الأسبوع الماضي بإصدار سندات تمويل المشروعات التي ستزيد رأس المال لمشروعات معينة في مجال البنية التحتية كخطوة في منتصف الطريق نحو إصدار كامل لسندات منطقة اليورو التي يؤيدها اليساريون من الحزب.


وتعتبر المانيا، اكبر اقتصاد اوروبي والتي تواصل نموها رغم ازمة الديون في منطقة اليورو والصعوبات لدى الدول المجاورة والشريكة، ان اسعار الفائدة المنخفضة جدا التي تقترض بها هي نتيجة فعالية سياستها في الموازنة ولا ترى لماذا ستستفيد دول اخرى من ذلك عبر سندات خزينة اوروبية مشتركة. وامس اعتبر وزير الدولة الالماني للشؤون المالية شتيفن كامبتر ردا ان 'اصدار سندات خزينة اوروبية سيكون حلا سيئا في وقت سيء مع اثار جانبية سيئة'. وامس اعتبرت الصحف الالمانية ان باريس اختارت 'طريق المواجهة' مع برلين لان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كرر خلال اجتماع مجموعة الثماني القول انه يريد اصدار سندات خزينة اوروبية 'يوروبوند'، وهو موضوع من المحرمات بالنسبة لالمانيا.


وقال غيورغ سترايتر المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امس 'ان السندات الاوروبية المشتركة ليست هي الحل'، بل انها ستكون 'علاجا سيئا في وقت غير مناسب مع تأثيرات جانبية سيئة' كما قال سكرتير الدولة الالماني للشؤون المالية ستيفن كامبيتر. لكن الالتباس ما زال مستمرا حول تعريف سندات الخزينة الاوروبية هذه، هل ذلك يعني فعلا توزيع اعباء ديون الدول الاوروبية، وهو امر غير وارد بالنسبة لالمانيا؟ او انه خيار اقل تشددا يتمثل في قروض مشتركة لتمويل بعض المشاريع الكبرى؟. كما قال كامبيتر في المقابلة الإذاعية إن من المستبعد أن تتوصل قمة بروكسل لتسوية بشأن مسألة من سيتولى رئاسة مجموعة اليورو وهي لجنة وزراء مالية دول منطقة اليورو التي تتمتع بنفوذ كبير. وتريد برلين أن يتولى وزير ماليتها فولفغانغ شويبله رئاسة المجموعة خلفا لرئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر.