حذّر خبراء من الاتفاق حول قناة تربط البحرين الأحمر والميت، والتي سيوقعها الأردن واسرائيل وفلسطين في الولايات المتحدة، مؤكدين أنها تهمش الجانب الفلسطيني، وتحمل أضراراً بيئية واقتصادية.
وقال وزير البنى التحتية والتعاون الإقليمي الإسرائيلي سيلفان شالوم إن توقيع الاتفاق الذي وصفه بـquot;الحدث التاريخيquot; سيتم في مقر البنك الدولي بواشنطن، بعد أن حظي المشروع بترحيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني.
نادر الخطيب، من جمعية أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط، والتي تضم نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين وتعمل على جلب السلام من خلال التعاون بين الدول المجاورة في المجال البيئي للمحافظة على المصادر البيئية والطبيعية المشتركة، يقول لـquot;أنباء موسكوquot; إن جمعيته متحفظة على هذا الاتفاق، مؤكداً أنه quot;بلا جدوى اقتصادية أو بيئية، بالإضافة إلى أنه مجحف بحق الفلسطينيين، ويحرمهم من حقوقهم المائيةquot;.
ويضيف الخطيب quot;لسنا مع الاتفاق، فهذا المشروع يضر بالبحر الميت، ويسبب أضراراً بيئية كبيرة، بالإضافة إلى تجاهله للحقوق الفلسطينية المائية في حوض الأردنquot;.
ويتضمن الاتفاق مد أربعة أنابيب بين البحرين الأحمر والميت، وإقامة محطة تحلية كبيرة بمدينة العقبة الأردنية.
ويقول يوسف عوايص الخبير المائي الفلسطيني إن الاتفاق الذي سيوقع هو المرحلة الأولى بعد تعديلها حيث سيتم إنشاء محطة لتحلية المياه، ونقل المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية إلى البحر الميت.
ويضيف إن المرحلة الأولى في الاتفاق الرئيسي كان عبارة عن إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الميت وبعد ذلك يتم تنفيذ المرحلة الثانية وهي إنشاء محطة التحلية ومن ثم إنشاء محطة توليد للكهرباء، ولكن حاجة الأردن وفقر في المياه عجل من إقامة محطة التحلية.
ويؤكد الخبير المائي الفلسطيني إن quot;فلسطين لن تستفيد بأي شكل على المدى القريب أو المدى البعيد استفادة مباشرة، ولكنها ستتمكن من الحصول على المياه بعد انتهاء المشروع وعمله بكامل طاقته من مصادر أخرى تحددها اسرائيلquot;.
ويشارك في حفل توقيع الاتفاق المرتقب بواشنطن الوزير شالوم، ووزيرا المياه الأردني حسام الناصر والفلسطيني شداد العتيلي.
ومن المتوقع أن تستغرق إقامة هذا المشروع 5 سنوات بكلفة تتراوح بين 250 و400 مليون دولار.
ويهدف انشاء محطة التحلية إلى توفير كميات من المياه المحلاة لإسرائيل والأردن التي تعاني فقراً في المياه، كما يهدف لإنقاذ البحر الميت من الجفاف بعد أن جفت مصادر المياه العذبة التي كانت تصب فيه، حيث حولت إسرائيل 29 في المائة من المياه التي كانت تذهب من الأنهار إلى البحر الميت لصالح استخداماتها الزراعية، خاصة نهر الأردن، وهو الأمر الذي يراه الخبراء غير كاف وغير مجد ويسبب أضراراً للبحر الميت أكثر من فوائده.
من جانبه يؤكد الدكتور ابراهيم ابراش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر لـquot;أنباء موسكوquot; إن توقيع هذا الاتفاق في هذا الوقت له مدلولات سياسية.
ويقول ابراش quot;هذا مشروع قديم وتوقعيه الآن في ظل الحديث عن تقدم في عملية السلام، هو محاولة لإيهام الجميع أن هناك تقدم حقيقي في عملية السلامquot;.
ويضيف هي أيضاً محاولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام، ومحاولة لايجاد عمل مشترك بين اسرائيل والعرب.
وقال الوزير الاسرائيلي سلفان شالوم إن هذا الاتفاق quot;حلما طالما انتظرناه، وها هو قد تحقق، وإن هذا الاتفاق يرسخ التعاون الاستراتيجي ذي الأبعاد السياسية مع الأردن والسلطة الفلسطينيةquot;.
ويشكل هذا الاتفاق خوفاً لدى أطراف عربية وفلسطينية من أن يعتبر خرقاً لآليات مقاطعة التطبيع مع اسرائيل على المستوى العربي، مما يشكل بداية لأعمال اقتصادية عربية مع اسرائيل.