وقعت أبوظبي وماليزيا اتفاقيتين استثماريتين قيمتهما 14 مليار دولار، لإقامة منشأة لتخزين النفط الإماراتي في ماليزيا، إلى جانب استثمارات في مشاريع ضرورية لنمو ماليزيا الاقتصادي والاجتماعي، ما يوطّد الشراكة بين البلدين.


أحمد قنديل من دبي: وقعت حكومة أبوظبي الثلاثاء اتفاقيتين قيمتهما 14 مليار دولار لإقامة منشأة لتخزين النفط في ماليزيا، فضلًا عن عدد من الاستثمارات الأخرى. وقد وقعت مذكرة التفاهم الأولى بين شركة الاستثمارات البترولية الدولية quot;ايبيكquot; وبين شركة الميناء النفطي الاستراتيجي الماليزي quot;ون ام وايquot; وشركة quot;ستيت سكرتيري جوهر المتحدةquot; ومجموعة quot;بيناليكquot;.

تقضي المذكرة ببناء خزانات استراتيجية في ماليزيا لتخزين نفط أبوظبي، تستوعب 60 مليون برميل كمرحلة أولى، مع الاتفاق في المستقبل لبناء مصفاة ومصانع لانتاج البتروكيماويات. وستقام المنشأة في تانغونغ بياي في ولاية جوهر.

استثمارات مختلفة
من جهة أخرى، اتفقت شركة quot;آبارquot; للاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي وquot;وان ماليزيا دفلوبمنتquot; المملوكة للحكومة الماليزية على شراكة استراتيجية بقيمة تقترب من 7 مليارات دولار أيضًا، للاستثمار في ماليزيا. وتتطلع ماليزيا إلى تحويل المنطقة إلى مركز لصناعة النفط والغاز في إطار خطة طموحة للتنمية الاقتصادية.

وقالت شركة quot;وان ماليزياquot; إن الشراكة ستركز على استثمارات في مشاريع ضرورية ومؤثرة لنمو ماليزيا الاقتصادي والاجتماعي في المدى الطويل، موضحة أن أبوظبي ستقدم أيضًا رأس المال اللازم لمشروع بورصة تون عبدالرزاق، الذي تنفذه وان ماليزيا.

تطلعات مشتركة
شهد توقيع الاتفاقيتين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، ومحمد نجيب تون عبدالرزاق رئيس وزراء ماليزيا في مقر رئاسة الوزراء الماليزية في بتروجايا.

وثمّن الشيخ محمد بن زايد الجهود المخلصة التي يبذلها رئيس وزراء ماليزيا ودوره البناء في دعم وتفعيل أطر التعاون المشترك، وسعيه المتواصل إلى ترسيخ الصلات والروابط المتميزة مع الإمارات، بما يعزز علاقات الصداقة ويحقق المنفعة المتبادلة للشعبين الصديقين على الأمدين القريب والبعيد.

وقال: quot;إننا نشارككم التوجه في تطلعكم الدائم نحو المستقبل، والتحلي بإرادة قوية في الاستثمار الأمثل للقدرات البشرية الوطنية، الأمر الذي حقق لبلدينا نهضة تنموية شاملة وأكسبهما تقديرًا واحترامًا كبيرين، وهو ما يعطي علاقات البلدين أهمية خاصةquot;.

أضاف: quot;إن لقاء اليوم شكل فرصة مهمة للحوار وتبادل الأفكار، ومناسبة مهمة للتطرق إلى عدد من القضايا الثنائية المشتركة ومجالات التعاون القائمة، والتي ستسهم بلا شك في تعزيز الشراكة بين البلدين الصديقين، في ظل ما تشهده الإمارات وماليزيا من نهضة تنموية يعززها انفتاح اقتصادي حر ومتنوع قادر على استيعاب المتغيّراتquot;.

نحو آفاق أرحب
أكد الشيح محمد بنزايد أهمية الدور المتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص، لافتًا إلى أن دولة الامارات ترحّب بمشاركة المؤسسات والشركات الماليزية للمساهمة في تنفيذ المشاريع التنموية المشتركة. ودعا إلى المزيد من الشراكات من جانب المؤسسات والشركات الإماراتية للإستثمار في ماليزيا.

كما أعرب عن ثقته بأن هذه الزيارة والمباحثات التي جرت مع رئيس وزراء ماليزيا والاتفاقيات التي تم التوصل إليها، quot;ستسهم في تحقيق الهدف الذي نسعى إليه برغبة صادقة وإرادة مشتركة، نحو المضي بالعلاقات المتميزة إلى آفاق أرحب وأوسع والعمل على تطويرها والارتقاء بها في المرحلة المقبلة، لبناء تعاون إماراتي ماليزي قوي ومتين يلبّي طموحات وتطلعات شعبينا الصديقين وقيادتيهماquot;.

وأشاد بالتجربة التنموية الماليزية، ووصفها بأنها تجربة غنية وفريدة، حققت نجاحًا ومكانة رفيعة. كما قدم الشيخ محمد بن زايد منحة مالية قدرها 10 ملايين دولار لمصلحة مؤسسة quot;بيرماتا بنتارquot; الوطنية لرعاية الموهوبين في ماليزيا.

الشريك التجاري الأهم
من جهته، قال رئيس وزراء ماليزيا إن الإمارات هي أهم شريك تجاري لماليزيا في الخليج، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام 2012 ما يقارب 24.8 مليار رينغيت، مؤكدًا أن زيارة ولي عهد أبوظبي تعد فرصة لماليزيا، لاسيما للقطاع الخاص فيها، من أجل زيادة حجم التجارة خلال العام 2013.

وأشار تون عبدالرزاق إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين مركز كوالالمبور المالي العالمي من جهة، والشركات الإماراتية من جهة أخرى، سوف تركز على الاستثمارات المستدامة في المشروعات المهمة وعالية التأثير، التي تعد حيوية للنمو الاقتصادي والاجتماعي البعيد المدى والسريع لماليزيا، حيث وقعت شركة آبار وصندوق التنمية الماليزي اتفاقية المشروع المشترك بين شركة آبار والميناء النفطي الماليزي لإنشاء صندوق استثماري قيمته 18 مليار رينغيت، فيما تم أيضًا توقيع اتفاقية لإنشاء خزانات استراتيجية للبترول في ماليزيا بتكلفة تقديرية تبلغ 21 مليار رينغيت.

ولفت إلى أن quot;هذين المشروعين يؤشران إلى تنامي العلاقة بين بلدينا، وهما دليل على الثقة بالقوة والاستقرار الطويل الأمد اللذين تتمتع بهما ماليزيا واقتصادها، وفي حين أن أجزاء أخرى من العالم لا تزال تعاني من الركود الاقتصادي، فإن الاقتصاد الماليزي يتقدم بقوة ويتمتع بنمو متزايدquot;.