جاءت الاحتجاجات العمالية التي نشبت أمام البرلمان الإيراني الثلاثاء الماضي بمثابة الإشارة الدالة على حجم التحديات الشاقة التي سيكون على الرئيس الجديد حسن روحاني مواجهتها.

القاهرة: تجمع أكثر من 200 عامل من عمال الحديد والصلب يوم الثلاثاء الماضي أمام مقر البرلمان الإيراني للاعتراض على التسريح وعدم دفع الرواتب، في إظهار واضح للتحديات الاقتصادية الشاقة التي سيكون لزاماً على الرئيس روحاني معالجتها على وجه السرعة.
وقال احد العمال الذين تم تسريحهم إن معظم مَن تم تسريحهم من العمال كانوا يعملون بمصنع زاغروس للحديد والصلب وأنهم قضوا ليلهم بإحدى الساحات قرب مقابر طهران وافترشوا أرضية ضريح الراحل آية الله روح الله الخميني نظراً لأنهم لا يمتلكون الأموال التي تتيح لهم إمكانية استئجار غرف بالفنادق ليناموا بها خلال ساعات الليل.
ودخل ممثلان عن المتظاهرين في مفاوضات مع اثنين من النواب داخل مبنى البرلمان بحلول ظهر يوم الثلاثاء، على حسب ما ذكرت في هذا السياق تقارير صحافية محلية.
هذا وتشيع التظاهرات التي يقوم بتنظيمها العمال النقابيون في الجمهورية الإسلامية، بيد أن تلك الاحتجاجات الأخيرة جاءت وسط أجواء مشحونة للغاية. فالرئيس روحاني أصر على رفع سقف التوقعات من خلال تعهده بتعزيز اقتصاد البلاد المعتل، نتيجة العقوبات الدولية التي تستهدف البلاد بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، فضلاً عن مطالبته الحكومة باحترام النقابات وعدم التدخل في شؤونها.
ولفتت في هذا السياق صحيفة quot;لوس أنجلوس تايمزquot; الأميركية إلى أن مشكلة الحديد والصلب هذه جاءت لتلقي الضوء على تحدٍّ وشيك بات يتعين على الرئيس الجديد روحاني أن يتصدى له، ألا وهو المتعلق بطريقة تلبية رغبات المواطنين المحبطين الذين ينفذ صبرهم بشكل متزايد بخصوص ارتفاع الأسعار وتنامي معدلات البطالة.
وسبق أن أشار روحاني بهذا الخصوص إلى أنه سيعمل مع النواب من اجل إقرار ميزانية جديدة والعمل أيضاً على زيادة الحد الأدنى للأجور للموظفين ذوي الدخل المنخفض.
وفي حديث له مع الصحيفة، قال بدادي فرهدي، وهو مراسل محلي يقوم بتغطية أخبار الحركة العمالية في إيران، إن قوة العمل النقابية في إيران بدأت تفقد الأرضية نظراً لعدم تعديل الرواتب بما يتماشى مع التضخم المتسارع. وقد أدى التراجع الاقتصادي للبلاد إلى حدوث عمليات تسريح وتأخر في صرف رواتب بعض العمال.
وبرز ملف quot;الاقتصاد المعتلquot; على رأس أولويات روحاني، وهو ما تجلى بوضوح في حديثه مع النواب خلال الجلسة البرلمانية المفتوحة التي عقدت يوم الأحد الماضي.
وقدم روحاني رؤية كئيبة إزاء هذا الملف، موجهاً انتقادات عنيفة للرئيس المنتهية ولايته، أحمدي نجاد، لتسببه في الانخفاض الكبير الذي طرأ على الأحوال المعيشية خلال السنوات الماضية. وأضاف روحاني أن هناك أكثر من 4 ملايين طالب جامعي من دون وظائف.
ورأى البعض أن هناك عاملاً آخر يساهم في حدوث الأزمة هو المتعلق بقرار الحكومة التخلص بشكل تدريجي من الدعم الحكومي السخي على الوقود، الطعام والطاقة.
وقال البروفيسور مسعود نيلي، الذي يُدرِّس الاقتصاد لدى جامعة شريف بطهران، إن أسعار الوقود والكهرباء والمياه والغاز المنزلي قد ترتفع إلى حوالي 38% خلال الأشهر المقبلة من أجل تغطية الإعانات النقدية الحكومية لذوي الدخل المنخفض.