واشنطن: في أثناء آخر جلسة لمجلس الشيوخ الاميركي هذا الاسبوع قبل عطلة صيف طويلة اكتفى الجمهوري ماركو روبيو بالقول quot;انا اعترضquot;.

بهاتين الكلمتين منع روبيو المشرعين من اقرار صيغة نهائية للميزانية الفدرالية وهي المرة الثامنة عشرة التي يفعل الجمهوريون ذلك هذا العام، ما دفع بالولايات المتحدة باتجاه احتمال اغلاق مكاتب حكومية في غضون اشهر.

والكونغرس مكلف صياغة خطة معلقة قبل بدء السنة المالية المقبلة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. لكن العلاقة المستعصية بين ديموقراطيي الرئيس باراك اوباما وخصومهم الجمهوريين تجازف بهذا الملف وغيره من التشريعات.

والتقى ثمانية شيوخ جمهوريين مع اوباما في البيت الابيض الخميس لبحث كيفية تقليص العجز مع انهاء الاقتطاعات التلقائية للنفقات التي اجبرت الجيش على خفض نفقاته والحكومة على فرض اجازات مطولة.

وبحثت المجموعة التغييرات الممكنة في برامج المساعدات الاجتماعية على غرار الضمان الاجتماعي او برنامج الرعاية الطبية ميديكير ودرس الخيارات لانهاء الاقتطاعات التلقائية والتوصل الى صفقة كبرى.

لكن الشيوخ الذين شاركوا في الاجتماع لم يتحدثوا عن اي اختراق.

عوضا عن ذلك عرقل جمهوريو مجلس الشيوخ اجراء لتمويل النقل والاسكان وسحب مجلس النواب طرحه للتشريع نفسه عندما اعترض جمهوريون على الاقتطاعات القاسية.

ولضمان مواصلة الحكومة الاميركية العمل من دون اتفاق واسع النطاق حول الميزانية على مجلسي النواب والشيوخ تبني quot;قرار مؤقت بالمواصلةquot; مع نهاية الشهر المقبل. لكن لن يكون امام المشرعين اكثر من تسعة ايام قانونية للتنفيذ بعد عودة الكونغرس من العطلة في 9 ايلول/سبتمبر.

والميزانية ليست التحدي الوحيد الذي سيواجهه المشرعون في الجلسة المقبلة.

فقانون اصلاح الهجرة الذي يشكل اولوية لدى اوباما اقر في مجلس الشيوخ بدعم واسع من المعسكرين في حزيران/يونيو، لكنه يواجه عقبات في مجلس النواب. كما تعرقل تشريع لتنظيم المزارع. وتدور معارك طاحنة حول انهاء الاقتطاعات التلقائية.

لكن ربما الاكثر اثارة للقلق هو اقتراب الاقتراض الاميركي من عتبة 16,7 تريليون دولار في تشرين الثاني/نوفمبر ويسعى الكثير من الجمهوريين الى انتزاع تنازلات من البيت الابيض على غرار وقف تمويل قانون الرعاية الصحية الوطني قبل الموافقة على رفع سقف الدين.

وصرحت رئيسة كتلة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي الجمعة quot;ان كانوا يعتقدون ان تسعة ايام تكفي لحل جميع الخلافات...فهم مخطئون تماماquot;، فيما بدأ النواب يغادرون واشنطن الى دوائرهم وكثيرون منهم غير عابئين بخطر الاغلاق الحكومي.

من احدى النقاط العالقة اصرار جمهوريي مجلس النواب على تحديد الانفاق بـ 967 مليار دولار فيما يريد ديموقراطيو مجلس الشيوخ مبلغ 1058 تريليون دولار.

واصر رئيس مجلس النواب جون باينر على ان الكونغرس سيملك quot;متسعا من الوقتquot; لاقرار quot;قرار مؤقت بالمواصلةquot; وتجنب وقف انشطة الحكومة مشددا على انه يملك الاصوات الكافية لوضع حدود الانفاق على مستوى الاقتطاعات التلقائية.

وصرح ان quot;الرئيس اوباما وحزبه في مجلسي النواب والشيوخ ينكرون وجود مشاكل انفاق في واشنطنquot;.

كما يشهد الجمهوريون بلبلة كذلك بعد توجيه رئيس لجنة الاستملاك في مجلس النواب هال رودجرز انتقادات لاذعة الى قيادة حزبه.

وكتب رودجرز ان quot;مجلس النواب رفض مواصلة العمل على تطبيق الميزانية نفسها التي اقرها قبل ثلاثة اشهر فحسبquot; في اشارة الى مخطط وضعه بول رايان المرشح الجمهوري الخاسر في العام الفائت لمنصب نائب الرئيس.

ويسعى البيت الابيض الى اعادة النفقات المحلية والعسكرية الى المستويات المحددة في تسوية ابرمت عام 2011.

واشترط الجمهوريون للموافقة على ذلك تخصيص المبالغ التي يتم توفيرها الى برامج اخرى على غرار برنامج ميديكير الحكومي للرعاية الصحية للمتقدمين في السن وغيرها من برامج الانفاق الالزامية.