ارتفع استهلاك السعودية المحلي من المنتجات المكررة والزيت الخام والغاز الطبيعي بنحو 100 مليون برميل في 2012 عما كان عليه في العام الذي سبقه 2011 متوافقًا مع توقعات المحللين والتقارير الاقتصادية التي تشير إلى خطورة الاستهلاك المحلي للطاقة والنفط الخام التي تنمو بمعدل بين 7 و8% سنويًا.


محمد العوفي من لندن: كشفت مؤسسة النقد العربي السعودي في أحدث بيان لها أن استهلاك السعودية أكبر بلد مصدر للنفط الخام في العالم من المنتجات المكررة والزيت الخام والغاز الطبيعي ارتفع إلى مستويات قياسية خلال عام 2012 ليصل إلى 1.4 مليار برميل، بزيادة تصل إلى نحو 100 مليون برميل عن حجم استهلاكها في 2011، والذي كان عند مستوى 1.3 مليار برميل.

تهديد جدي
يأتي ذلك التقرير متوافقًا مع تقرير سابق صدر من بنك جدوى الاستثماري السعودي، وأشار إلى أن ارتفاع الطلب على الطاقة في السعودية سيمثل تهديدًا أكبر من زيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي، وسيشكل تحديًا طويل المدى أمام صناعة النفط والغاز، لافتًا إلى أن الوضع يتفاقم نتيجة انخفاض الأسعار محليًا، ما يشوّه أية قرارات اقتصادية محلية، ويقلص الدخل المتاح من صادرات المملكة من النفط.

وأرجعت ساما هذا الارتفاع إلى نمو الاستهلاك المحلي بنحو 7 % ليبلغ 1259 مليون برميل، متوافقًا مع توقعات المحللين والتقارير الاقتصادية، التي تشير إلى أن حجم استهلاك السعودية من النفط الخام ينمو 8% سنويًا، وهو الأعلى في العالم، وأن استهلاكها سيرتفع في غضون 3 سنوات فقط إلى نحو 5 ملايين برميل يوميًا من مستواه الحالي 3.86 مليونًا برميل، بعدما كان في 2008 وفقًا لتقرير صادر من شركة (BP) العالمية للطاقة عند 2.15 مليون برميل في اليوم، مما سيحدّ من قدرات السعودية التصديرية للمورد، الذي يمثل 93% من إيرادات خزينة الدولة، أو ستضطر إلى الإنتاج بطاقتها القصوى لتلافي ذلك.

وأشار التقرير في السياق عينه إلى ارتفاع استهلاك صناعة النفط بنسبة 2 % ليبلغ 149.9 مليون برميل، فيما بلغ استهلاك الغاز الطبيعي 485 مليون برميل بما يعادل نحو 39 % من إجمالي الاستهلاك العام، والديزل 253 مليون برميل بنسبة 20 %، وزيت الوقود 92 مليون برميل بنسبة 7 %، والزيت الخام 194 مليون برميل بنسبة 15 %، لافتًا إلى أن استهلاك الغاز الطبيعي بلغ 113 مليون برميل بنسبة 58 % من إجمالي استهلاك صناعة النفط، وغاز الوقود 19 مليون برميل بنسبة 13 %، وزيت الوقود 7 ملايين برميل بنسبة 5 %.

يأتي ذلك في وقت تعاني فيه السعودية من نمو مطرد في الطلب على الكهرباء والماء، الطلب بأكثر من 8.8% سنويًا، وسط توقعات بارتفاعه إلى أكثر من الضعفين في العقدين المقبلين، فنصف النفط المستهلك يوميًا يستخدم لإنتاج الماء والكهرباء، حيث تستهلك المؤسسة العامة للتحلية قرابة 300 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا، مما قد يزيد من الاستهلاك المحلي للنفط إلى نحو 7.8 مليون برميل من النفط المكافئ في نهاية العقد المقبل، إذا لم تتحرك الحكومة السعودية لترشيد استخدامها في توليد الطاقة أو الاعتماد على بدائل أخرى لتوليد الطاقة.