حطم سعر صرف الروبل الذي اغرقته الازمة الاوكرانية وانخفاض اسعار النفط، الاثنين ارقاما قياسية جديدة من التراجع امام اليورو والدولار، ما قد يدفع البنك المركزي الى المزيد من زيادة معدلات فوائده هذا الاسبوع لوقف ارتفاع الاسعار.
&
وسجلت العملة الاوروبية ارتفاعا لتصل الى 53,47 روبلا حوالى الساعة 10,30 ت غ، بعدما تجاوزت الجمعة العتبة النفسية ل53 روبلا التي تخشاها الاسواق والاسر.
&
وبلغ سعر صرف الدولار من جهته 42,18 روبلا، وهو سعر غير مسبوق.
&
ومنذ بداية تشرين الاول/اكتوبر، يحطم سعر صرف الروبل بصورة شبه يومية ارقاما قياسية من الضعف مقارنة بالدولار واليورو، وهو الامر الناجم خصوصا عن العقوبات الغربية التي تدفع المستثمرين الاجانب الى خارج روسيا.
&
وبالاضافة الى تغذية التضخم (الذي بات فوق 8 بالمئة) والتاثير على استهلاك الاسر، فان الظاهرة تكلف السلطات غاليا ذلك ان البنك المركزي ينفق مليارات الدولارات في عمليات تدخله لوقف هذه الحركة.
&
وقد زاد البنك المركزي الروسي مرات عدة معدلات فوائده منذ الربيع لوقف الظاهرة لكنه لم يفلح، ما اثار على اعلى مستوى في السلطة انتقادات الذين يخشون ان يؤدي تشديد السياسة النقدية الى المزيد من خنق اقتصاد هو اصلا على شفير الانكماش.
&
ويجتمع البنك المركزي الروسي الجمعة ليقرر بشان معدل فائدته الرئيسية التي تبلغ حاليا 8 بالمئة. ويجد البنك المركزي نفسه "امام مهمة لا يحسد عليها"، كما راى المحللون في مؤسسة "في تي بي كابيتال"، معتبرين ان البنك المركزي "لا يمكنه القيام بالكثير لتفادي ارتفاع التضخم الى مستوى عال على المدى القصير"، لكنه قد يزيد معدل فائدته الى 8,5 بالمئة على الرغم من كل شيء.
&
والازمة الاوكرانية التي سببت زيادة العقوبات الغربية ضد روسيا لدورها المفترض في النزاع، تلقي بثقلها على العملة الروسية التي تواجه ايضا انخفاض اسعار النفط.
&
ويوفر الذهب الاسود مع الغاز القسم الاكبر من عائدات الحكومة الروسية في حين اصبح ايجاد مصادر تمويل اكثر تعقيدا بسبب الازمة.
&
وينظر الروس بقلق الى تدهور سعر صرف الروبل منذ بداية العام وهو ما يدفع التضخم الذي تعزز ايضا بسبب الحظر الذي تفرضه موسكو على غالبية المنتجات الغذائية من الدول الغربية التي تفرض عليها عقوبات.
&
وتراودهم فكرة ايداع مدخراتهم بالعملات الاجنبية وهو ما يفاقم الظاهرة.