تنفذ الحكومة السعودية، بالتعاون مع فريق من كبار الأكاديميين الأميركيين، مشروعًا، هدفه مساعدة المرأة السعودية على تذليل العقبات وتخطي الحواجز التي تعترض دخولها سوق العمل، وذلك من خلال توفير فرص عمل لهن في مجالات متعددة وفتح دور حضانة قرب مراكز العمل تساعد النساء على إنجاز عملهن بلا عوائق.
عبدالإله مجيد: إذ يبلغ عدد سكان المملكة نحو 20 مليون مواطن وملايين المقيمين الأجانب. لكن عدد النساء العاملات كان حتى العام الماضي 680 ألف امرأة أو أقل من 11 في المئة من عدد النساء، فيما يبلغ عدد الرجال العاملين نحو 4 ملايين سعودي أو 60 في المئة من عددهم، بحسب الأرقام الرسمية.
&
وقالت مستشارة وزير العمل مها طيبة إن الحكومة تأمل بمضاعفة عدد النساء العاملات في غضون السنوات القليلة المقبلة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن طيبة قولها "إن السياسات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف تتضمن فتح دور حضانة قرب مواقع العمل، وتوفير فرص عمل للمرأة في قطاعات، مثل الصحة والصناعة التحويلية وتكنولوجيا المعلومات".&
خيار مفروض
أضافت المستشارة إن المرأة السعودية تنظر إلى البقاء في البيت على أنه الخيار الوحيد المتاح حاليًا. وتابعت "إن برامجنا في الوزارة تحرص على تغيير خيار البقاء في البيت ليكون واحدًا من بين خيارات أخرى يمكن أن تحقق تطلعات المرأة".&
واتفقت وزارة العمل السعودية مع كلية كندي للإدارة الحكومية في جامعة هارفرد للعمل على زيادة فرص العمل المتاحة للمرأة، في إطار مشروع أوسع يهدف إلى تشغيل الأيدي العاملة السعودية من الجنسين، في بلد طال اعتماده على العمالة الأجنبية في القطاع الخاص بالدرجة الرئيسة. وقالت جينفر بيك أستاذة الاقتصاد في كلية سوارثمور الأميركية، التي تعمل مع كلية كندي، في إطار المشروع، "إنه مشروع لا سابق له بحجمه وطموحه".&
لاحظت باتريشيا كورتيس، أستاذة السياسة العامة والقانون في جامعة بوسطن وعضو فريق الأكاديميين الاميركيين، أن المواقف السائدة من المرأة يمكن أن تبدأ بالتغيير إذا زاد عدد النساء في القوى العاملة، مثلما حدث في الولايات المتحدة قبل عقود، عندما أخذت النساء تتوجهن إلى العمل بأعداد كبيرة. وقالت كورتيس لصحيفة نيويورك تايمز "إن التغييرات التي حدثت في سوق العمل الأميركية أحدثت تغييرات في المعايير أو المعتقدات".
فاقدة للخبرة
وأكدت البروفيسورة كلوديا غولدن من جامعة هارفرد "أنها النظرة النمطية نفسها تقريبًا التي كانت عندنا" في الولايات المتحدة سابقًا. وقال ستيفن هرتوغ أستاذ السياسة المقارنة في كلية لندن للاقتصاد، ويعمل مع كلية كندي للإدارة الحكومية، في إطار المشروع، إن المرأة السعودية "أفضل تعليمًا من الرجل، ولكنها تفتقر إلى الخبرة في سوق العمل، ولا تعرف ما عليها أن تفعله للحصول على وظيفة".&
تبيّن الأرقام أن نحو ثلث المتخرجات الجامعيات يُبلغن عن عدم تمكنهن من إيجاد فرصة عمل، وأن الكثير من السعوديات المتعلمات يعبّرن عن شعورهم بالإحباط، لأنهن لا يقدرن على توظيف المعارف والمهارات الجديدة التي اكتسبنها في العمل.&
وتعكف وزارة العمل السعودية وكلية كندي للإدارة الحكومية على تحليل البيانات الخاصة بسوق العمل السعودية للتوصل إلى حلول، تضع المرأة المناسبة في الوظيفة المناسبة، كما قالت الاقتصادية روهيني باندي من كلية كندي للإدارة الحكومية، التي تتولى مسؤولية قيادية في المشروع.&
وكان خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر قرارًا بتأنيث البيع في المحال النسائية وسط ارتياح كبير من النساء. كما أُطلق برنامج لدعم تكاليف النقل التي تتحملها العاملات المستجدات في أحد المراكز التجارية في الرياض، على أمل تعميمه لاحقًا في إطار التوجّه العام لزيادة السعوديات اللواتي ينضمن إلى القوى العاملة.&&
&
التعليقات