واشنطن: شدد رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، لهجته بشأن إرتفاع سعر اليورو وضعف نسبة التضخم، ملمحا الى ان المؤسسة المالية على إستعداد للتحرك على الصعيد النقدي.وفي بيان غير إعتيادي من جانب البنك المركزي الأوروبي، الذي يتفادى بصورة عامة التطرق الى موضوع أسعار الصرف، أعلن دراغي خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس الأول lsquo;إذا أردنا ان تبقى السياسة النقدية مؤاتية كما هي عليه اليوم، فإن مواصلة إرتفاع سعر صرف (اليورو) قد تستدعي تحركا نقدياrsquo;.ويوحي هذا التصريح أن البنك المركزي الأوروبي لن يدع العملة الموحدة ترتفع الى ما لا نهاية.
وأقر دراغي ان مستوى اليورو، الذي يعتبره رئيس الوزراء الفرنسي الجديد مانويل فالس أعلى مما ينبغي، يلعب lsquo;دورا متزايداrsquo; في عملية إتخاذ القرارات في مؤسسته.
من جانبه إعتبر وزير المالية الفرنسي، ميشال سابان، ان هذا lsquo;القلقrsquo; الذي يبديه رئيس البنك المركزي الأوروبي lsquo;مثير للإهتمامrsquo; وrsquo;تشاطره اياهrsquo; بعض الحكومات.
اما ينس فايدمان، رئيس البنك المركزي الالماني، فقد حرص على التقليل من أهمية وخطورة إرتفاع قيمة اليورو، مؤكدا ان ذلك هو أيضا نتيجة lsquo;تدفق الرساميلrsquo; وrsquo;عودة الثقةrsquo; في منطقة اليورو.كذلك أوضح نظيره الفرنسي، كريستيان نواييه، ان الإستثمارات الدولية التي هربت الصيف الماضي من الدول الناشئة عمدت الى شراء اليورو ما أدى الى ارتفاع سعر صرفه، وهو ما يعتبر إنعكاسا لنهوض الإقتصاد الأوروبي.
ورأى ان الظاهرة lsquo;لا يفترض ان تستمر طويلاrsquo; ولا سيما إذا ما عاد سعر الدولار الى الإرتفاع. لكنه أقر ان إرتفاع اليورو lsquo;يعقد بعض الشيء إعادة تسارع النموrsquo; وrsquo;يُصَعِب بشكل مباشر العودة الى هدف البنك المركزي الأوروبي القاضي بتحقيق استقرار الأسعارrsquo; من خلال تضخم بنسبة 2prime;.الواقع ان مستوى قيمة العملة الأوروبية المشتركة، التي بلغت يوم الجمعة الماضي أعلى مستوياتها منذ ثلاثة اسابيع، يلقي بظله على الأسعار.وقال نواييه ان التضخم في منطقة اليورو كان سيقارب 1prime; بدل 0.5prime; حاليا لولا تأثير سعر اليورو القوي.وردد دراغي ان مؤسسته مستعدة سواء lsquo;لتليين جديد للسياسة النقديةrsquo; أي خفض معدلات الفائدة، أو lsquo;لتدابير غير تقليديةrsquo; مشددا على انه ينبغي lsquo;عدم التساهلrsquo; حيال التضخم الضعيف في منطقة اليورو.
وحرص دراغي خلال مؤتمره الصحافي على وصف العواقب التي يمكن ان تتأتى عن ضعف الأسعار. وقال ان الخطر لا يكمن فقط في إحتمال إنهيار الاسعار الذي ينعكس على المواد الإستهلاكية والاُجور، بل يشمل أيضا تضخما ضعيفا وصفه بانه lsquo;سيءrsquo;. وقالان إرتفاعا ضعيفا في الأسعار lsquo;يجعل عملية التصحيح الإقتصادي أصعب في الدول الخاضعة لضغوطrsquo; أي دول جنوب أوروبا وrsquo;يعقد تخفيض الديون في القطاعين العام والخاص.rsquo;وضاعف دراغي إشارات حسن النية، في وقت حصدت سياسة مؤسسته الكثير من التعليقات في الأيام الاخيرة في واشنطن حيث عقدت إجتماعات لمجموعة العشرين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.وأمس الأول اعتبرت اللجنة النقدية والمالية الدولية، الهيئة السياسية لصندوق النقد الدولي، ان البنك المركزي الأوروبي lsquo;يجب ان يدرس تحركات إضافية في حال إستمر التضخم الضعيفrsquo;.ومن المتوقع ان يتخذ مجلس حكام البنك المركزي الأوروبي قراره المقبل بشأن معدلات الفائدة في 8 أيار/مايو في بروكسل.
التعليقات