تتزايد الأموال التي يتم إيداعها شهريًا في حساب "إبراء الذمة" الذي أنشأ في السعودية قبل سنوات عدة، ويهدف إلى منح المختلسين" وغيرهم فرصة لدفع، ولو جزء يسير، مما نهبوه في الحساب، الذي توزّع حصيلته كقروض للعائلات الفقيرة.


الرياض: تزايدت على نحو لافت الأموال التي يتم إيداعها في حساب "إبراء الذمة"، الذي أنشأته السعودية عام 2006، ويتاح عبره المجال لإيداع الأموال ممن اختلسوها بطرق مختلفة، أو حتى الراغبين في تقديم الأموال على سبيل الوقف أو الهبة.

وطبقًا لآخر الإحصاءات الصادرة من البنك السعودي للتسليف والإدخار، فإن إيداعات حساب إبراء الذمة بلغت منذ نشأته وحتى نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي 2014م، 264.370.713 ريالًا بواقع 31.679 عملية إيداع.
&
وأوضح المتحدث الرسمي للبنك أحمد الجبرين أن عدد عمليات الإيداع في شهر نيسان/أبريل 2014 بلغت 551 عملية، بقيمة 3.013.271 ريالًا، وبزيادة في نسبة إجمالي مبالغ الإيداعات بلغت 39% عن عام 2013.

ونوّه ببلوغ مجموع إيداعات الحساب منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر نيسان/أبريل 8.457.616 ريالًا بعدد 2090 عملية إيداع.

ويثير الرقم الضخم للأموال المودعة في الحساب الخاص مقارنة مع عدد عمليات الإيداع دهشة المراقبين، ويوضح مدى الأموال التي يتم نهبها، مع التأكيد أن ما يتم إيداعه لا يمثل سوى جزء بسيط مما يسُرق.

يتولى بنك التسليف والإدخار إدارة الحساب والإشراف عليه بأمر ملكي؛ علمًا بأن جميع ما يتم إيداعه في الحساب يُصرف للقروض الاجتماعية (زواج، أسرة، ترميم).

وخلال الشهر الماضي بلغت أكبر عملية إيداع منفردة بالحساب 505767 ريالًا، في وقت يحرص بنك التسليف والإدخار على إعلان بياناته بشكل شهري بشأن المبالغ التي يتم إيداعها وعدد عمليات الإيداع.

ويقول الجبرين إن "التسليف والادخار" يولي أهمية للحساب، ويسعى من خلاله إلى ترسيخ قيم النزاهة بين أفراد المجتمع، ما يسهم في بناء مجتمع نقي يسعى إلى البناء، ويأخذ بيد أفراده نحو الأفضلية.

ونفى الجبرين ما تعتقده الغالبية بأن الحساب مخصص لمن اختلس من المال العام، مؤكدًا أن "الحساب يستهدف أوجهًا عدة، منها ما يحصل من موظفي الدولة المقصرين في أوقات العمل أو في الانتدابات أو العمل خارج أوقات الدوام، وكذلك لمن يريد إبراء ذمته تجاه المال العام عن أموال أخذها بغير وجه حق، أو أي شخص يريد تقديم أموال على سبيل الوقف أو الهبة أو حتى يريد تقديم أوقاف عينية يعود ريعها إلى حساب إبراء الذمة".

وفي الوقت الذي يشيد كثيرون في السعودية بفكرة حساب إبراء الذمة وإقبال البعض على إيداع جزء من أموالهم في الحساب، يرى آخرون أن الأمر يحتاج وقفة جادة من الجهات المعنية لوضع حد للاختلاسات وسطوة بعض المتنفذين من رجال الأعمال وغيرهم.