الأبعاد السياسية لزيارة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى طهران طاغية فعلًا، لكن ذلك لا ينفي وجود أبعاد أقتصادية لا يمكن تجاهلها.

نقلت تقارير صحفية عن مصادر كويتية قولها إن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد سيبحث مع القيادة الإيرانية العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي، إلى جانب إيلاء مسألة حقوق الجرف القاري في مياه الخليج العربي الاولوية.

وقال مصدر رفيع لـ"الجريدة" الكويتية الجمعة إن زيارة الأمير لطهران تأتي في وقت حساس، وتتضمن مواضيع عدة، أبرزها الجرف القاري الذي سيناقش بشكل عميق، يؤدي الى& وضع خطوط عريضة لحله.

والخلاف على تحديد خط الجرف القاري مستمر منذ عقود، ويحول دون تمكن الكويت من تطوير بعض حقولها النفطية، خصوصًا حقل الدرة الغني بالغاز الطبيعي. وتتمتع الكويت بنحو 8 بالمئة من احتياط النفط الخام العالمي لكنها تفتقر بشدة الى الغاز الطبيعي وتستورده من الخارج.

منذ 50 عامَا

وعلق علي أكبر عنايتي، السفير الإيراني لدى الكويت، على قضية الجرف القاري لصحيفة القبس الكويتية بالقول: "هذا الملف موجود منذ 50 عامًا، ونحن نعمل على هذا الامر، وهناك مناقشات سابقة، وفي الواقع اللجنة العليا المشتركة كفيلة بهذه المناقشات".

أضاف: "بالطبع قضايا مثل الحدود والجرف القاري بين الدول تحتاج الى وقت، ولكن هذا الموضوع دائماً مطروح في اللجان العليا المشتركة".

وأردف قائلًا: "اما بخصوص ما اذا كانت هناك اجتماعات ثلاثية، ففي واقع الامر الجهة المعنية، اي الطرفان يجلسان ويتحدثان، ولو استدعى الامر لاجتماع ثلاثي رباعي وخماسي، هذا يوكل لوقته، وليس في الحقيقة امر جديد علينا في هذا المجال".

اتفاقات تعاون

أعلن مجدي الظفيري، سفير دولة الكويت لدى إيران، أنه سيتم على هامش زيارة أمير الكويت إلى طهران التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي الكويت وإيران، تتعلق بمجالات التعاون الجمركي والنقل الجوي والبيئة والسياحة والرياضة، اضافة الى تبادل وثائق التصديق لاتفاق التعاون الامني لدخوله حيز النفاذ".

واشار لجريدة الراي الكويتية إلى أن هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سوف تستكمل اطر وجوانب العلاقات الكويتية الإيرانية، مضيفًا: "نحن حريصون جدًا وعندنا منظور خاص يقوده امير البلاد يتعلق بكيفية تحقيق مشاريع ذات منافع ومصالح على مستوى استراتيجي واقليمي، وقد قمنا بطرح عدد من تلك المشاريع واتمنى من الجانب الإيراني ان يأخذها بالاعتبار، وأن تتحقق تلك المشاريع لأن فيها مصالح ومنافع للجميع بما فيها الكويت وإيران وباقي دول الخليج".

وأعرب الظفيري عن اعتقاده بأن على الأجندة الأميرية مشروعًا أو مشروعين "نتمنى أن نصل فيهما إلى اتفاق نهائي بما يعزز منظور الثقة السياسية في إيران من جانب الكويت، ويعزز المصداقية في الكويت من جانب إيران".
&