تتبنى دبي سياسة التحول الكامل إلى المدينة الذكية، سابقة عصرها في نظام مواصلات ذكي، يسهل التنقل بين المدن، للنقل الجماعي فيه حصة الأسد.


ساره الشمالي من دبي: لا تريد دولة الامارات أن تكون الأولى في السياحة والاستثمار والعقار فقط، بل تريد أيضًا أن تكون الأولى في الذكاء. فأن يكون المرء، أو البلد، ذكيًا يعنب أن يستطيع تحقيق أي هدف، مهما تعاظمت العقبات.

تسبق عصرها

ومن هذا المنطلق، ثارت الإمارات ثورتها الإلكترونية الذكية، فطورت مجتمعها بسرعة، وباتت سريعًا تنافس دولًا عريقة في تطورها التقني ونموها الإلكتروني.

ولا شك في أن إصرار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على التحول إلى الحكومة الذكية بلغ هدفه، وهو إسعاد المتعاملين بتسهيل المعاملات عليهم.

وهذا الاصرار سيتمكن من مواجهة جملة تحديات تقف في وجه المسعى الحكومي، كتوفير أمان التطبيقات المستخدمة، متكئًا على التعاون بين الوزارات والهيئات والمؤسسات، اتحاديًا ومحليًا.

وإن كانت رؤية الشيخ محمد بن راشد وقتها أن تسبق دبي عصرها، فقد سبقته متحولة إلى "المدينة الذكية الكاملة".

تنقل ذكي ومستدام

في البدء كان الانتقال. كيف لا، وواجب أي مدينة ذكية أن تضع نصب عينيها تحقيق رفاهية أهلها، بخدمات عالية الكفاءة، وتقنيات حديثة متطورة، من أجل تحقيق التنقل الذكي والمستدام، خصوصًا أن أزمات المواصلات في العلم برهنت أنها تتصدر أسباب ضياع الوقت والجهد والمال، وأسباب التلوث والأمراض العصبية والكآبة.

فرؤية مؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات تتمثل في مضاعفة حصة النقل الجماعي حتى العام 2025، وتطبيق التقنيات الحديثة لرفع كفاءة أنظمة المرور والنقل الجماعي، وتحقيق التكامل الفيزيائي والمعلوماتي بين وسائل النقل، من خلال جعل الخدمات الإلكترونية أساسًا في تقديم الخدمة للجمهور.

خطط في الجعبة

إن للنقل الذكي، التي تنوي دبي تحقيقه قريبًا، كبير الأثر في تغيير نمط الحياة، بالتوسع في التطبيقات والخدمات الذكية، وتوفيرها لشرائح مختلفة من السكان والزوار، والتغيير في أساليب إنجاز الأعمال والمعاملات، ليمكن إنجاز غالبية المعاملات والتسوق من دون الحاجة إلى مبارحة المكان، بالاعتماد على التسوق الإلكتروني. وفي الجعبة الاماراتية خطة شاملة لتطوير أنظمة المرور والنقل والتقنية، تم تطبيق عدد منها، كنظام التحكم المركزي للإشارات الضوئية على التقاطعات، من خلال بيانات دقيقة توفرها مجسات مثبتة في مناطق مختلفة.

كما أن المدينة مقبلة على تركيب كاميرات ذكية، وتطبيق نظام المواقف الذكية لدفع رسوم المواقف باستخدام الهاتف الجوال.

جماعي وذكي

للنقل الجماعي حصة الأسد، بنظام مترو آلي بلا سائق، طوله 75 كيلومترًا، هو الأطول في العالم بحسب جينيس. يشغله نظام آلي مختص، في جدول زمني محدد مسبقًا. ويتضمن نظامًا آليًا لإدارة ومراقبة حركة الحافلات ومساراتها وجداولها الزمنية، ونظام آلي لتعرفة النقل الجماعي، بحيث يدفع مستخدم وسائل النقل الجماعي التعرفة ببطاقة الكترونية أو باستخدام تقنية NCF بالهواتف الذكية.

ويتيح نظام تخطيط الرحلات الآلي "وجهتي" تخطيط الناس رحلاتهم مسبقًا، مع إمكانية توفير المعلومات على تطبيقات أخرى، مثل أجندة العمل والبريد الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي. ويتم توفير خدمة WiFi في مرافق المواصلات العامةوالحافلات بين المدن.

وفي سيارات التاكسي الذكي، شاشات إلكترونية توفر خدمات عديدة، مثل إمكانية الاستفسار عن رحلات الطيران و Online Check-in . وقريبًا سيتمكن الركاب من دفع تعرفتها باستخدام بطاقات نول والبطاقات الائتمانية.

خدمات وتذاكر

وبحسب هيئة الطرق والمواصلات في دبي، تم إصدار أكثر من 40 مليون تذكرة مواقف منذ إطلاق الخدمة في العام 2009، بمعدل 80,000 تذكرة في اليوم، بالإضافة إلى لوحات ذكية لتوفير معلومات الطرق للسائقين والمساعدة على تجنب الازدحامات المرورية.

وتم إطلاق أكثر من 150 خدمة إلكترونية على موقع الهيئة الإلكتروني، و 23 خدمة على أجهزة الهواتف الذكية، فيما تشمل الخدمات الإلكترونية الحالية الاستعلام عن سداد المخالفات المرورية، وتجديد رخصة القيادة وملكية المركبة، وحجز مركبات الأجرة وغيرها من الخدمات، وقد تم على سبيل المثال إجراء أكثر من 550 ألف معاملة إلكترونية خاصة بخدمات الترخيص منذ إطلاق الخدمة بنهاية العام 2010.