تتصدر مجالات الطاقة والنقل والتشييد والعمران والصحة والأعمال المصرفية جلسات منتدى فرص الأعمال السعودي- الفرنسي، خلال دورته الثانية التي انطلقت مساء أمس الاثنين بالعاصمة السعودية الرياض وتستمر ليومين، لبحث وتعزيز فرص الاستثمار بين البلدين.


صرح وزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، أن المملكة تحرص على تطوير علاقاتها التجارية مع شركائها الرئيسيين مثل فرنسا، مؤكداً أن حكومة المملكة تدعم روح التعاون وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري وإيجاد بيئة فاعلة لتشجيع القطاع الخاص على اقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة والإسهام في دعم اقتصاديات البلدين في مختلف المجالات.
&
وقال الربيعة خلال كلمته بالمنتدى، إن فرنسا تعد من الشركاء التجاريين الهامين للمملكة، وتحتل المرتبة الثالثة من بين أكبر الدول المستثمرة في المملكة برأس مال مستثمر بلغ نحو (14) مليار يورو في عدد من الأنشطة الصناعية والخدماتية، كما تحتل المرتبة الثامنة من بين أكبر عشر دول تم الاستيراد منها في عام 2014، والمرتبة العاشرة من بين الدول المصدر لها لنفس العام، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين في نفس العام ( 12) مليار يورو.
&
وأعرب وزير التجارة والصناعة عن تطلعه إلى أن يتمكن رجال الأعمال في المملكة ونظراؤهم من الجانب الفرنسي خلال المنتدى في استعراض الفرص التجارية والاستثمارية الحقيقية المتاحة في البلدين، حتى يتم تحقيق الأهداف التي عقد من أجلها، والخروج بتوصيات عملية تتم متابعة تنفيذها من الجانبين عن طريق مجالس الغرف التجارية الصناعية في البلدين.
&
تحسين بيئة العمل&
&
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في كلمته خلال المنتدى أن الحكومة الفرنسية تعمل على تحسين بيئة العمل بين البلدين وتوفير المزيد من المزايا للعاملين ومواجهة التحديات المختلفة.
&
وأكد فالس أن هناك حرصاً على ابتكار السبل الكفيلة بجذب رجال الأعمال والمستثمرين، مثل التخفيضات الضريبية والروتين الإداري، ووجود نظام مميز لمنح التأشيرات، مؤكداً قدرة الشركات الفرنسية على تلبية متطلبات السوق السعودية.
&
وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي: "نواجه ثلاثة تحديات تتمثل في: الإرهاب ونزاعات الشرق الأوسط، ولا سيما الأزمة السورية، وكذلك تحديات البيئة، وثالثها حاجة الاقتصاد السعودي إلى التنوع، وحاجة السوق الفرنسية إلى النمو".
&
البحث عن شركاء مؤهلين&
&
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي الدكتور محمد بن لادن، أن المملكة تبحث عن شركاء مؤهلين لتدريب وتأهيل الشباب، خصوصاً أن التسهيلات التي تقدمها المملكة للمستثمرين الأجانب عديدة ومتميزة، مضيفًا أن هناك الكثير من المجالات التي تتميز فيها السوق الفرنسية، إضافة إلى الضيافة والسياحة، ولا سيما المجالات التقنية التي سجلت فيها الشركات الفرنسية حضوراً كبيراً.
&
وأشار بن لادن إلى أن المنتدى يكتسب أهمية خاصة غير مسبوقة، كونه مرجعاً إلى أربعة أسباب سياسية واقتصادية، وحجم المشاركة في المنتدى، وتنوع محاوره، وعدد الشراكات المتوقع توقيعها، مشيراً إلى توجيه الملك سلمان بن عبدالعزيز بسرعة استكمال المشروعات التنموية؛ تحقيقاً لمبدأ (إعمار للإنسان وإنسان للإعمار).
&
فرص استثمارية
&
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة سويز ومدير الحوار مع الجانب السعودي بمجلس الأعمال السعودي الفرنسي جان لويس لوساد، أن هناك تحديات تواجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأن هذه الدورة ستسعى من خلالها الشركات الفرنسية إلى تأسيس علاقات جدية مع المملكة، وأن الشركات التي سبق لها التعاون مع السوق السعودية ستعمل على ترسيخ وتوطيد علاقاتها، مشيراً إلى إدراك الجانب الفرنسي للمستقبل الزاهر للمشروعات الاقتصادية بالشرق الأوسط.
&
وأوضح أن من أبرز المجالات التي سيتطرق إليها المنتدى هذا العام هي الطاقة والنقل والتشييد والعمران والصحة والمصرفية والطاقة، مشيداً بخبرة الشركات الفرنسية في مجالات البيئة والطاقة، وأن هذه المجالات قد تكون موضع تركيز مشاركة الشركات الفرنسية في هذا الحدث، معرباً عن إدراك الجانب الفرنسي لحاجة الاقتصاد السعودي إلى التنويع، مؤكداً قدرة الخبرة الفرنسية على تلبية هذا المطلب.
&
وأعرب لوساد عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الذي يأتي توثيقاً للعلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين، موجهاً شكره للقائمين على تنظيم الفعاليات، مشيراً إلى أن المنتدى في دورته الأولى أسهم في ترسيخ العلاقات التجارية بين البلدين، مبدياً تفاؤله بأن يسهم المنتدى بدورته الثانية في مزيد من التعاون بين البلدين.
&
يشار إلى أن منتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي يشهد خلال اليوم خمس جلسات عمل رئيسية يصاحبها العديد من اللقاءات، وحلقات النقاش تتناول قضايا الرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والزراعة والأعمال الزراعية، والاستثمار المالي والمصرفي، وتنفيذ الشراكة النووية السعودية - الفرنسية.