أصبحت النساء في مقدمة المحتجين على استخراج الغاز الصخري في منطقة عين صالح جنوب الجزائر، ففي هذه المنطقة الصحراوية المحافظة تقود النساء احتجاجات غير مسبوقة باعتصامهن المستمر في ساحة الصمود منذ اكثر من شهرين.
&
وتعتصم النساء وهن بلباسن التقليدي ذو الالوان الزاهية، يوميا في ساحة الصمود. نساء ربات بيوت يصطحبن اولادهن الى جانب عازبات ايضا. متعلمات او غير متعلمات، لكنهن كلهن متحدات من اجل هدف واحد هو مقاومة استخراج الغاز الصخري في ساحة "الصمود.
&
وقالت بابا بن عبد السلام لوكالة فرانس برس "لا نريد الغاز الصخري" موضحة ان "الله رزقنا بارض غنية بالغاز والنفط التقليدي فلماذا نبحث عن الغاز الصخري الذي سيضر بصحتنا".
&
ولا يحتوي باطن الارض في الصحراء الجزائرية النفط والغاز فقط الذي يشكل 95% من مداخيل البلاد من العملة الصعبة ولكن الارض غنية بالمياه الجوفية التي تضمن استمرار الحياة في هذه المناطق القاحلة. والماء هنا من اختصاص النساء.
&
وتخشى النسوة كما الرجال من ان يؤدي استخدام تقنية التكسير الهيدروليكي للصخور باستخدام الماء والرمل وبعض المواد الكيمياوية من اجل استخراج الغاز المحبوس بها، الى تلويث المياه الجوفية.
&
ففي كانون الثاني/ يناير من سنة 2013 عندما كان العالم كله موجه نحو الجزائر لمتابعة عملية الهجوم على الموقع الغازي بتقنتورين والذي اسفر عن 40 قتيلا اجنبيا، صادق البرلمان الجزائري على قانون جديد يسمح باستخراج الغاز الصخري، بدون ان يثير ذلك جدلا كبيرا.
&
وبدات بضعة شهور بعد ذلك &الاستكشافات في حوض احنات على بعد 30 كلم عن عين صالح دون ان يحتج عليها احد.
&
ولكن منذ اعلان وزير الطاقة يوسف يوسفي في 27 كانون الاول/ديسمبر ان الجزائر نجحت في حفر اول بئر تجريبية للغاز الصخري شراكة مع الشركة الاميركية هاليبورتن قرب عين صالح (1500 كلم جنوب الجزائر)، بدأت موجة غضب غير مسبوقة في هذه الواحة المعروفة بسكونها.
&
فعين صالح هي احدى مدن ولاية تمنراست عاصمة الطوارق الجزائريين وغير الجزائريين، فهي مفترق طرق جنسيات افريقية متعددة يختلط فيها الرجال والنساء.
&
وانضمت النسوة منذ الوهلة الاولى للاحتجاجات التي فاجات الحكومة بعدد المشاركين فيها لكن ايضا بمدتها، حتى ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يحقق نتائج قياسية في كل المواعيد الانتخابية اضطر الى ارسال وفود تلو الوفود لمحاولة تهدئة الوضع، دون اي نتيجة.
&
كل النساء يشاركن في الاعتصام، فالشابات يشاركن في في التظاهرات اما الاكبر سنا فيبقين في الخيم لتحضير الاكل وكل مسلتزمات "الصمود".
&
وناشدت بابا الرئيس بوتفليقة التدخل ودعت له بالشفاء من مرضه الذي اقعده الكرسي المتحرك منذ عامين.
&
واوضحت "لقد انتخبناه ونناشده ان يسمعنا ويلبي طلباتنا، فنحن لسنا في مواجهة مع السلطات".
&
وتساءلت امرأة اخرى نشرت فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "الم تحقق اكبر النتائج الانتخابية في الصحراء". وتمت مشاهدة هذا التسجيل الاف المرات.
&
وصرخت هذه المرأة امام الكاميرا بلغة عربية فصيحة "القلب باك والعين دامعة.. نحن ابناء الجنوب نحن ابناء الصحراء نحن ابناء عين صالح نعيش هاجس الغاز الصخري.. هاجس الطاقة الفتاكة.. الشعب كل يوم في الشوارع يندد وينوح .. لا للغاز الصخري".
&
وتابعت من وراء نقابها الذي يميز نساء الطوارق "ايها المسؤولون لقد اعتديتم على عين صالح وغدرتم بشعبنا المسكين ومسستم كرامتنا وتآمرتم علينا وجعلتمونا حقل تجارب".&