تأخر الإتفاق النووي فساد القلق في طهران، لكن التفاؤل بعقد اتفاق يخرج منه الجميع رابحين ما زال مخيمًا.

إيلاف - متابعة: انعكس التوتر الذي ظهر في فيينا بين إيران والدول الكبرى في المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني على الايرانيين، الذين يعبرون عن قلقهم بانتظار اتفاق تأخر التوصل اليه. وكان يفترض أن ينجز الاتفاق النهائي، الذي يجري التفاوض بشأنه منذ اكثر من 20 شهرًا، في الاول من تموز (يوليو)، لكن الموعد النهائي تأجل مرتين في حين تبدو المفاوضات صعبة.
&
متفائلة
تقول برنيان (24 عامًا): "حتى وإن كان الاتفاق مهمًا بالنسبة إلي، لأنني أريد أن استثمر، فإني اليوم أشعر بالارتباك والقلق في انتظار نتيجة المفاوضات".
وتضيف الشابة المقيمة في طهران، وخريجة الهندسة المعمارية، أنها مع ذلك "متفائلة، وإن لم تتم حلحلة الامور فإن الوضع الحالي سيستمر وافضل ما يمكن أن يحدث هو الا يتفاقم الوضع".
وتقرر تمديد المفاوضات بين ايران والدول الخمس الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا زائد المانيا) لبضعة ايام املاً في حل مسائل "بالغة الصعوبة" وفق مسؤول غربي. ويفترض أن يضمن الاتفاق عدم سعي ايران لحيازة القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ 2006، لارغامها على تجميد برنامجها النووي، وهو ما سبب ازمة اقتصادية خانقة في البلاد.

مفاوضات عن قناعة
منذ 2013، تم تجديد الاتفاق الموقت مرتين والتوصل لإتفاق اطار قبل الإتفاق النهائي بصعوبة في لوزان مطلع نيسان (ابريل). ويفترض أن تكون مفاوضات فيينا الجارية الآن الاخيرة. ويقول محمد، مهندس المعلوماتية البالغ من العمل 31 عامًا، وهو من شهرود شمال شرق البلاد: "ما زلت متفائلًا واعتقد انه سيتم التوصل لاتفاق لأن حكومة الرئيس حسن روحاني استأنفت المفاوضات عن قناعة بأن ذلك ممكن، وهي تبذل جهدًا كبيرًا من اجل ذلك".
ويتابع محمد باستمرار الانباء القادمة من فيينا عبر التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى وإن كان الاربعاء يوم اجازة في ذكرى وفاة الامام علي.
يقول: "يجب التوصل إلى ذلك باسرع وقت، وكلما طال الأمر فقدنا المزيد من المال والفرصة لاستنهاض الاقتصاد".
ولا يزال محمد يأمل في الرفع التام للعقوبات عن بلاده بقوله: "الوضع سيتحسن والمرتبات ستزيد وسيتم ايجاد فرص عمل جديدة".
وقد تراجعت القدرة الشرائية للفقراء وابناء الطبقة المتوسطة كثيرًا منذ 2012 مع تجاوز التضخم 40% وفقدان الريال الايراني ثلثي قيمته امام العملات الأجنبية قبل وصول روحاني إلى السلطة.
&
الانتظار مقلق
ونجحت حكومة روحاني في وقف التضخم عند 15%، لكن عائدات النفط تراجعت مع هبوط اسعار النفط الخام، وقلصت الحكومة الدعم المباشر الذي قرره الرئيس السابق محمود احمدي نجاد لتخفيف ارتفاع الاسعار.
ويقول محمد: "في 2005 كنت اكسب مليوني ريال شهريًا وقادرًا على الادخار، اليوم اكسب 15 إلى 20 مليونًا بالكاد تكفي حتى آخر الشهر".
&
ويقول الصحافي عماد ابشيناس: "الانتظار مقلق لأن المفاوضات طالت كثيرًا. لكن طالما هم يتباحثون يبقى هناك أمل في التوصل إلى اتفاق او حتى تفاهم".
ويضيف مبررًا اطالة المفاوضات بأن الجانبين لا يرغبان في ابقاء الامور غير واضحة.
ويذكر بأنه قبل لقاء فيينا، كان الجميع في طهران يتوقعون أن تطول المفاوضات لما بعد الاول من تموز (يوليو)، وحتى وإن مدت لأكثر من الجمعة، فسيجد المتفاوضون وسيلة لحل كل الخلافات. ويقول ابشيناس إن المتفاوضين حققوا نجاحًا بعد ان دخلت عبارة "اتفاق الجميع فيه رابحون" في القاموس الدبلوماسي.
&