الكويت: قال تقرير للمركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية إن القرار الأميركي المحتمل السماح بتصدير نفط الولايات المتحدة إلى الخارج سيكون له تأثير كبير على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وأضاف تقرير المركز الدبلوماسي ونشر اليوم أن التأثير السلبي الكبير لذلك سيكون على الدول المنتجة للخام الخفيف موضحا أن أمريكا إذا صدرت الخام الخفيف فسيؤثر ذلك على الأسواق العالمية وقد تنخفض الأسعار العالمية نتيجته.
&
وذكر أنه حتى الآن كان تأثير الخام الصخري محدودا داخل قارة أميركا الشمالية وكان التأثير على الأسواق بطريقة غير مباشرة بانخفاض الاستيراد من خام (أوبك) أما في المستقبل القريب ستعمل الشركات المنتجة للزيت الصخري على منافسة (أوبك) على حصص في الأسواق الأوروبية والآسيوية، ولاشك أن التأثير السلبي الكبير سيكون على الدول المنتجة للخام الخفيف مثل ليبيا ونيجيريا والجزائر.
وبين أنه على الرغم من الإنهيار الشديد في أسعار النفط العالمية بسبب ارتفاع المعروض النفطي بالأسواق العالمية فإن الولايات المتحدة تقترب من اتخاذ قرار برفع الحظر عن صادرات النفط، ومن المتوقع أن يكون لتلك الخطوة تأثير كبير على أسعار النفط العالمية.
&
وقال إنه في حين يعاني الاقتصاد العالمي ضعفا في معدلات النمو بسبب تراجع النمو في الصين ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم، واليابان ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم فضلا عن ضعف مؤشرات النمو في الولايات المتحدة ذاتها يأتي قرار رفع الحظر ليضيف مزيدا من الضعف على أسعار النفط المنهارة فعلا لما له من نتائج بزيادة المعروض العالمي من النفط داخل الأسواق العالمية.
وأشار تقرير المركز الدبلوماسي إلى أن الإدارة الأمريكية سمحت لبعض الشركات بالتصدير وفق معايير خاصة ومعينة مبينا أن صادرات النفط الخام الأميركي وصلت حاليا إلى نحو 200 ألف برميل يوميا ويمكن أن تزداد لتبلغ 500 ألف يوميا بنهاية عام 2015.
وأوضح أن ذلك قد يفتح الباب قريبا على مصراعيه أمام زيادة الصادرات النفطية الأمريكية على نحو كبير خصوصا أن بمقدور الولايات المتحدة تصدير كميات كبيرة من النفط الخام الخفيف.
وذكر أن منتجي النفط الصخري في أمريكا يحاولون منذ فترة معرفة مدى إمكانية تغيير قانون منع صادرات النفط الخام لوضع الاستراتيجية المناسبة للمستقبل الخاصة بالتوسع وزيادة الاستثمار أو تغيير الرؤية.
وأشار إلى مجموعات نفطية أمريكية ترى بأن الولايات المتحدة في حال لم ترفع الحظر الذي تفرضه منذ 40 عاما على صادرات النفط الخام فإن إيران ستنافس قريبا في الأسواق العالمية التي ستغلق في معظمها أمام الشركات النفطية.
&
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تشهد طفرة نفطية منذ ست سنوات لكن واشنطن منعت معظم صادرات الخام منذ أن أثار حظر النفط العربي في أوائل السبعينيات مخاوف من نقص المعروض.
وبين تقرير المركز الدبلوماسي أن مشرعين في مجلس النواب الأميركي يحاولون تلقي مزيد من التأييد برفع الحظر عن الصادرات وأصبح النائب هنري كيولار أول ديمقراطي يوقع على مشروع قانون أطلقه في فبراير 2015 النائب الجمهوري جو بارتون وهما عن ولاية تكساس.
وقال إن رفع حظر تصدير النفط الخام في الولايات المتحدة سيفتح أسواقا جديدة يمكن من خلالها للشركات في تكساس أن تخلق مزيدا من الوظائف في الداخل مبينا أن النائب الأميركي كيولار تحدث إلى ديمقراطيين آخرين ويتوقع أن يساندوا مشروع القانون إذا عرض على مجلس النواب.
وتابع أنه في جميع الأحوال ستكون شركات الزيت الصخري المستفيد الأكبر من هذا القرار لأن أسعار الزيت بأمريكا منخفضة مقارنة بالعالم وحتى المصافي الأميركية لها قدرة محدودة جدا لتكرير ومعالجة الزيت الصخري الأمريكي وهذا سيسمح لهذه الشركات بزيادة إنتاجها وسيعطيها فسحة أمل جديدة بعدما تعرضت لظروف قاسية بسبب انخفاض أسعار الخام بأمريكا.
وذكر أن قرار السماح المتوقع للشركات الأمريكية بتصدير نفطها يعد بداية حقبة جديدة في عالم النفط وعلى الدول المنتجة في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها أن تتعامل مع المتغيرات الجديدة بعناية وواقعية.&
&