شهدت السوق السعودية تراجعًا حادًا على وقع الهبوط المستمر لأسعار النفط، بالإضافة إلى حالة عدم الإستقرار وخفض الاحتياطات العالمية، فيما أغلقت غالبية الأسواق على تراجع ملحوظ.
&
الرياض: تراجعت أسواق الأسهم في السعودية بشكل حاد في المعاملات المبكرة، اليوم الخميس، بعد أن هبط خام برنت عن 30 دولارًا للبرميل، مسجلًا أدنى مستوى له منذ 12 عامًا، وتجدد الاتجاه النزولي بأسواق الأسهم العالمية، لكن في المقابل سيحقق طرح مجموعة متنوعة من أصول الحكومة السعودية الرئيسية في قطاع الخدمات كسب بعض الوقت للانتصار في حرب أسعار النفط، وهو ما يرى كثير من صانعي السياسة السعوديين أنه أمر حيوي لمستقبل المملكة على المدى البعيد.
&
وهبط مؤشر سوق السعودية بأكثر من 2.97%، إلى 5858 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 1.7 مليار ريال وأحجام 92 مليون سهم، فيما يسود جو من الضبابية وحالة من التشاؤم على الاقتصاد العالمي مع هبوط سعر النفط وتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وخفض الاحتياطيات العالمية. وارتفعت ثلاثة أسهم فقط من بين 166 سهمًا تم تداولها في السوق. وتضررت أسهم البنوك من الفئة الثانية بشدة على وجه الخصوص وسط قلق من تباطؤ الاقتصاد.
&
الكيماويات سيدة الموقف
&
وتراجعت أسهم شركات البتروكيماويات ذات الثقل في السوق، حيث يؤدي هبوط أسعار النفط إلى انخفاض هوامش أرباحها، إضافة إلى القلق بشأن الطلب في الصين. وتضمنت ميزانية المملكة أيضا خفضًا في الإنفاق من خلال رفع أسعار الغاز الطبيعي اللقيم الذي تستخدمه الشركات.
&
وخلال تصريحات اعلامية حول وضع السوق اليوم الخميس، عزا رئيس مجلس ادارة شركة تيم ون للاستشارات عبدالله باعشن التراجع في السوق السعودية إلى عدم فعالية الشركات المدرجة في السوق سواء في الايضاح أو الشفافية، بالاضافة لانخفاض قيم واحجام السيولة.إلى ذلك، دفعت أسهم البتروكيماويات مؤشر البورصة السعودية للانخفاض 2% في نصف الساعة الأولى من التداولات، وهوى سهم «كيان السعودية» للبتروكيماويات 6.4%، بعد أن أعلنت عن خسارة صافية للربع الأخير من العام الماضي هي الأكبر لها منذ إدراجها في 2007.
&
وتراجع خام برنت إلى مستوى منخفض جديد في 12 عامًا اليوم الخميس مع اقتراب وصول معروض إضافي من النفط الإيراني، وسط مخاوف من تخمة عالمية وبواعث قلق بشأن الاقتصاد العالمي، كما وتعرضت كافة أسهم قطاع البتروكيماويات للتراجع بقيادة كيان السعودية التي خسرت 8.52%، حيث تكبدت خسائر بقيمة 624 مليون ريال في الربع الرابع من العام 2015 مقابل تحقيقها أرباحاً بقيمة 11.8 مليون ريال في الفترة المقابلة من العام الماضي. وعمقت الشركة من خسائرها السنوية في 2015 لتصل إلى 1.2 مليار ريال سعودي مقابل خسائر بنحو 45 مليون ريال تكبدتها الشركة في العام السابق.
&
إلى ذلك، أكد الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة "سابك" أن الأخيرة تواجه صعوبات وتحديات، وجهود كبيرة تبذل لرفع كفاءة الإنفاق.
&
أرامكو أول الغيث!
&
وقال محللون إن &بيع جزء من شركة «أرامكو» السعودية المنتجة للنفط والمملوكة للحكومة ربما يمثل الحلقة الأولى في سلسلة من عمليات البيع والخصخصة من جانب الرياض. مشيرين إلى أن طرح هذه الأصول وأسعار النفط منخفضة أمر معقول من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، إذ أنه سيساعد المملكة في تحمل أسعار النفط التي تتأرجح حول مستوى 30 دولارًا للبرميل حتى نهاية العقد الجاري.
&
فتحت يد أرامكو اليوم 266 مليار برميل من النفط الخام، ويسير الانتاج حاليًا بمعدل عشرة ملايين برميل تقريبًا يوميًا، بالتالي وفقًا لآراء المحللين قد يكون من الممكن أن تجلب «أرامكو» إيرادات بمليارات الدولارات إذا قررت الحكومة إدراج بعض أسهمها.
&
كذلك فإن بيع الاسهم قد يفتح الأبواب على مصراعيها أمام الحكومة السعودية لبيع بعض من الأسهم التي تملكها في شركات مقيدة بالفعل في البورصة وتبلغ قيمتها 170 مليار دولار.
&
كما أن طرح المزيد من الاسهم من الشركات السعودية القيادية يمكن أن يساهم أيضًا في اجتذاب تدفقات رأسمالية جديدة إلى سوق الأسهم الرئيسية في البلاد، والتي تراجعت خلال العام الأخير مع تراجع أسعار الطاقة.
&
وانخفض المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية 27% منذ يناير الماضي رغم انفتاح السوق للمرة الأولى أمام المستثمرين الأجانب، لأسباب يعزوها محللون إلى تقلبات السياسة في المنطقة وانهيار قيمة النفط.
&
هبوط عالمي
&
عالمياً، هبط للمرة الثانية في يومين برنت عن 30 دولارًا للبرميل بعد أن انخفض خام غرب تكساس عن ذلك المستوى يوم الثلاثاء. ونزل خام القياس العالمي إلى 29.73 دولاراً، مسجلاً أدنى مستوياته منذ فبراير 2004، ومنخفضًا أكثر من 1.5%، فيما كان قطاع البتروكيماويات الضاغط الأساسي على السوق السعودية، حيث انخفض 2.56%، المصارف والخدمات المالية 0.78%، التجزئة 2.42%، الاتصالات 3.2%، والتطوير العقاري 2.4%
&
وفي سياق متصل، أغلقت الأسهم في الامارات العربية المتحدة منخفضة في نهاية تداولات يوم الخميس، حيث صحبت المؤشرات للأسفل، وقد سُجلت خسائر في قطاعات الخدمات المالية والإستثمارات والعقارات والتشييد والخدمات، وعند نهاية التداولات في دبي، مؤشر سوق دبي فقد بنسبة 3.64%، ووصل، خلال 52 أسبوعاً، الى&أدنى مستوى قياسي له، بينما مؤشر أبوظبي ضعُف بنحو 1.62%، كما وتراجع سوق دبي المالي (DU:DFM) في التعاملات الصباحية لجلسة اليوم الخميس، آخر جلسات الأسبوع، بفعل إعمار (DU:EMAR) ودبي الإسلامي، إلى جانب الإمارات دبي الوطني (DU:ENBD) وأرابتك.
&
وبحلول الساعة 10:35 صباحاً بتوقيت الإمارات سجل المؤشر العام تراجعاً بنحو 1.78%، إلى مستويات الـ 2869.83 نقطة، ليعود نزيف النقاط بعد مكاسب هامشية بجلسة أمس، وجرى التعامل حتى هذه اللحظات على 56.4 مليون سهم بقيمة 66.82 مليون درهم، موزعة على 940 صفقة، فيما تصدر قطاع البنوك الخسائر في تلك اللحظات بتراجع نسبته 2.43%، بضغط مباشر من إعمار الذي جاء متراجعاً 2.67%، وهبط أرابتك (DU:ARTC) بنسبة 3.15%.
&
وسجل قطاع البنوك تراجعاً نسبته 1.56%، بعد تراجع دبي الإسلامي (DU:DISB) والإمارات دبي الوطني 1.25% و2.58% على الترتيب، وبلغت خسائر قطاع الاستثمار 2.41%، في ظل خسائر دبي للاستثمار (DU:DINV) التي بلغت 2.63%، إلى جانب تراجع سوق دبي المالي 1.79%، كما وتراجع قطاع الاتصالات بنحو 0.6% ليهبط سهم الاتصالات المتكاملة “دو” إلى مستوى 5.060 دراهم متراجعاً بالنسبة نفسها.
&
الأسهم في الهند أغلقت أيضًا منخفضة في نهاية تداولات يوم الخميس، حيث صحبت المؤشرات للأسفل، وقد سُجلت خسائر في قطاعات &S&P BSE Capital Goods، S&P BSE &Bankex وS&P BSE Realty، وعند نهاية التداولات في نيو دلهي، Nifty 50 أغلق على انخفاض عند 0.34%، بينما سينسيكس ضعُف بنحو 0.33%.
&
وفي سريلانكا أغلقت الأسهم منخفضة في نهاية تداولات يوم الخميس، حيث صحبت المؤشرات للأسفل، وقد سُجلت خسائر في قطاعات الإتصالات، الأحذية والنسيج والتجارة، وعند نهاية التداولات في كولومبو، CSE All-Share أغلق على انخفاض عند 1.65%، ووصل خلال 52 أسبوعا الى أدنى مستوى قياسي له، وذلك هي الحال مع الأسهم في إندونيسيا، فقد أغلقت منخفضة في نهاية تداولات يوم الخميس، حيث صحبت المؤشرات للأسفل، وقد سُجلت خسائر في قطاعات الصناعات الأساسية، البنى التحتية والتجارة، وعند نهاية التداولات في جاكرتا، آي دي إكس المركب فقد بنسبة 0.53%.
&
وأيضًا شهدت الأسهم الأوروبية هبوطًا بعد ارتفاعها على مدار جلستين مع تراجع المعنويات بفعل استمرار هبوط أسعار النفط، وبحلول الساعة 0808 بتوقيت غرينتش هبط مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.4 بالمئة إلى 1336.25 نقطة مقتربًا من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر.
&
كما وأنهت الأسهم اليابانية تعاملاتها على إنخفاض حاد، ونزل المؤشر نيكي القياسي 2.7 % ليصل إلى 17240.95 نقطة في أدنى إغلاق له في 3.5 أشهر، كما تراجع سهم شارب 4.4 % بعد أن تراجع باركليز سعره المستهدف إلى 70 ينًا من 80 يناً، ونزل ايضا المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.5 % ليختم يوم الخميس على 1406.55 نقطة في ظل تراجع كل مؤشرات قطاعاته 33 .وتراجع المؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة 2.5 % إلى 12662.84 نقطة.
&
والفلبين شهدت كذلك هبوطًا في نهاية التداولات، حيث صحبت المؤشرات للأسفل، وقد سُجلت خسائر في قطاعات الممتلكات، الخدمات والتعدين والنفط، عند نهاية التداولات في الفلبين، PSEi Composite سجل انخفاض عند 1.31%.
&
ارتفاع الذهب
&
في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الخميس، بدعم خسائر أسواق الأسهم العالمية، واستمرار المخاوف بشأن أداء الاقتصاد الصيني، وكان المعدن الأصفر قد سجل ارتفاعًا أمس للجلسة الأولى في 4 أيام، بدعم تذبذب الدولار الأميركي، واستمرار تقلبات أسواق الأسهم العالمية مع القلق حيال الوضع الاقتصادي.
&
وشهدت أسواق الأسهم الآسيوية اليوم حالة من التباين، كما استهلت مؤشرات السوق الأوروبية الجلسة على تراجع، بعدما هوت الأسواق الأميركية بالأمس، كما وهبط سعر التسليم الفوري للذهب بشكل هامشي بلغ 0.09% إلى 1092.5 دولاراً للأوقية، في حين ارتفع سعر العقود الآجلة للمعدن النفيس بحوالي 0.4% ليصل إلى 1091.5 دولاراً للأوقية.

&