يسعى الرئيس الايراني حسن روحاني لطمأنة شعبه بأن حكومته ستعمل على حماية استقرار الاسواق، وذلك عقب الانخفاض الحاد الذي شهدته قيمة العملة الوطنية في الاسبوع الماضي. وقال الرئيس روحاني في مقابلة اجراها معه التلفزيون الرسمي "اشعر بالتفاؤل ازاء موقف البلاد الاقتصادي، واريد طمأنة شعبنا بأن قيمة العملات الاجنبية لن تواصل ارتفاعها." وكان الريال الايراني انخفض الى مستويات قياسية مقابل الدولار الامريكي يوم الاثنين الماضي، وذلك في مؤشر الى القلق الذي يساور الاسواق ازاء قدرة البلاد على اجتذاب الاموال الاجنبية عقب تولي الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في العشرين من الشهر الحالي. يذكر انه لو استمر الريال على ضعفه، سيتحول الى قضية سياسية قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في ايار / مايو المقبل عن طريق تقويض بعض من انجازات روحاني الاقتصادية. ومن المتوقع على نطاق واسع ان يسعى روحاني، الذي تولى منصب الرئاسة في عام 2013 الى الترشح لفترة ولاية ثانية، ولكنه لم يعلن عن ذلك رسميا الى الآن. ويقول اقتصاديون إن انتخاب ترامب في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي لعب دورا كبيرا في اضعاف الريال. وكان ترامب قال إنه ينوي الغاء الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الدولية والذي ينص على تقييد طهران لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. وقال روحاني للتلفزيون الايراني "لقد حقق الدولار مكاسب على حساب كل العملات الاخرى في الاشهر القليلة الماضية، ومن الطبيعي ان يحقق مكاسب ضد الريال. ولكن سعر التحويل للعملات الاجنبية لن يبقى على مستوياته الحالية بكل تأكيد." ولكن الرئيس الايراني لم يتطرق الى الخطوات التي ستتخذها حكومته من اجل حماية الريال. وكان الريال قد استرد بعضا من عافيته وارتفعت قيمته الى 39 الف ريال للدولار الواحد قبل ان يدلي روحاني بحديثه الاخير، وذلك عقب انهياره الى 41,500 للدولار يوم الاثنين الماضي. وجاء تعافي الريال عقب ادلاء محافظ البنك المركزي الايراني ولي الله سيف للتلفزيون الرسمي بتصريح قال فيه إنه يرى سعر 36,000 ريالا للدولار بأنه "سعر واقعي." ونقل عن سيف قوله لنواب مجلس الشورى إن البنك المركزي يعكف على ضخ 5,8 مليار دولار في السوق المحلية لحماية الريال. يذكر ان حكومة روحاني تمكنت من اعادة الاستقرار الى العملة الوطنية بعد سنوات من التذبذب، مما ساعد في خفض مستوى التضخم الى حد بعيد.
- آخر تحديث :
التعليقات