إيلاف من لندن: يستضيف منتجع دافوس في جبال الألب في سويسرا بعد ثلاثة أيام الاجتماع السنوي الثامن والاربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة النخب السياسية والاقتصادية لكن برنامجه لن يكون بهدوئه المعهود مع قدوم ترمب صاحب شعار "اميركا أولاً".
ما هي دافوس؟
دافوس بلدة صغيرة في جبال الألب السويسرية تبعد نحو 92 ميلا عن زوريخ وتكون غالبية السنة مزدحمة بالمتزلجين على الثلج والسابلة.
ومن الحقائق اللطيفة عن دافوس انها أعلى مدينة في اوروبا. ولكن الأهم انها تستضيف كل عام الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
ما هو المنتدى الاقتصادي العالمي؟
كان في الأصل منتدى الادارة الاوروبي قبل ان يتغير الى المنتدى الاقتصادي العالمي في 1987. وهو ملتقى لقادة الأعمال والاقتصاد والسياسة في العالم مع حشد من المشاهير منهم في اجتماع هذا العام المغني التون جون والممثلة كيت بلانشيت.
موعد انعقاد دافوس
تستمر اعمال الاجتماع رسمياً من يوم الثلاثاء 23 الى يوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني. ولكن بسبب المصاعب في نقل المشاركين الى اعلى الجبل والعودة بهم فانه يبدأ اعماله في الاسبوع السابق على هذا الموعد في الحقيقة.
كيف يصلون الى المكان؟
بعض المشاركين يصلون بمروحية وخاصة زعماء دول كبار يحضرون اجتماع هذا العام مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
الآخرون الأدنى مستوى يستقلون حافلات من مطار زوريخ تلتف حول كل انعطافة في الطريق الجبلي لايصالهم الى المكان أو ثلاثة قطارات مختلفة للتمتع بالطبيعة الخلابة قبل الوصول الى القمة.
ماذا يحدث في دافوس؟
اجتماع دافوس أكثر من مؤتمر. هناك جلسات حوارية وكلمات ومقابلات مباشرة مما نألفه في المؤتمرات. ولكن وراء الكواليس تعقد لقاءات بين زعماء العالم ورؤساء الشركات ومجموعات من كبار المصرفيين لمناقشة آخر الأزمات واجراء دردشات من كل صنف ، كثير منها لا تُنقل مجرياتها.
وتُقام مآدب عشاء وغداء بعيدة عن الأضواء في اكواخ جبلية نائية لا يظهر أي منها في البرنامج الرسمي.
وهناك مآدب عشاء يلقي فيها الكبار والمشاهير كلمات وحفلات كوكتيل تستمر حتى ساعة متأخرة من الليل.
عم يتحدثون؟
بدأ المنتدى الاقتصادي العالمي حياته في عام 1971 عندما جمع البروفيسور كلاوس شواب من جامعة جنيف لفيفاً من قادة الأعمال الاوروبيين لبحث الممارسات الادارية في العالم وسبل اللحاق بالمنافسين الاميركيين في هذا المجال.
ومن هذه البداية تطور الى ما هو اليوم.
وكل عام تُحدد موضوعات رسمية بعد مشاورات بين المنتدى الاقتصادي العالمي واعضائه ومناقشات مع اقتصاديين وصحافيين ايضاً.
ويتولى شواب رئيس المنتدى واعضاء رئاسة المنتدى لذلك العام ادارة هذه النقاشات. وتضم الرئاسة النسائية بالكامل هذا العام شاران بارو السكرتيرة العامة لاتحاد النقابات العالمي وفابيولا جيانوتي مديرة منظمة الأبحاث النووية الاوروبية "سيرن" وكريستين لاغارد مدير صندوق النقد الدولي وايرنا سولبيرغ رئيسة وزراء النرويج.
موضوعة المنتدى لعام 2018 هي "بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق".
وسيبحث المنتدى سبل تأكيد اهمية التعاون الدولي مجدداً في مجالات مثل الأمن الدولي والبيئة والاقتصاد العالمي.
ولكن في الواقع ان الشخصيات التي تحضر نقاش هذه القضايا تطغي على مواضيع النقاش.
من يحضر هذا العام؟
من المتوقع ان يشهد المنتدى هذا العام حضوراً لا سابق له بمشاركة 70 رئيس دولة أو حكومة و38 رئيس منظمة دولية كبيرة وأكبر نسبة من القيادات النسائية في تاريخ المنتدى.
وسيلقي الكلمة الختامية في نهاية اعمال المنتدى الرئيس دونالد ترمب الذي من المتوقع ان تحظى كلمته باهتمام واسع ليس بسبب الجدل الذي يثيره اينما يذهب فحسب بل لأن الرئيس من دعاة السياسات الاقتصادية الحمائية، وهي نقيض ما تؤمن به نخبة دافوس على ما يُفترض.
من يقرر الحضور؟
يُموَّل المنتدى الاقتصادي العالمي من اقطاب المال والأعمال الذين يدفعون مبالغ مختلفة حسب مستوى عضويتهم فيه. وتمنح العضوية في المنتدى حق حضور اجتماعه السنوي.
وقدرت شبكة سي ان ان في عام 2014 ان كلفة ارسال مندوب الى دافوس كانت 40 الف دولار.
بالاضافة الى هؤلاء يُدعا اقتصاديون وسياسيون وصحافيون.
وتنظَّم عملية المشاركة بطريقة محكمة على اساس نظام الشارات. وتكون شارة المندوبين بيضاء ولكن هناك شارات بيضاء مختلفة حسب مستوى المندوب. وهناك شارات متعددة الألوان أخرى من البرتقالية للصحافيين الى الخضراء لمرافقي المندوبين.
اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي
http://www.telegraph.co.uk/business/2018/01/20/eyes-will-davos-2018-can-expect/
التعليقات