أحمد قنديل من دبي: غرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد وصوله اليوم إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول قائلا "وصلت إلى كوريا الصديقة في زيارة متجددة لبلد تجمعنا به علاقات استراتيجية قوية، نتطلع إلى فتح آفاق جديدة من التعاون والشراكات البناءة لما فيه خير &بلدينا وشعبينا الصديقين".

وأضاف "زرت النصب التذكاري في مقبرة سيؤول الوطنية في كوريا.. معلم وطني يرمز إلى الوفاء والتقدير لتضحيات الشعب الكوري والتي كانت سبباً في انطلاقة كوريا نحو التقدم والنجاح والريادة".

وتابع "اطلعت خلال زيارتي لمركز سامسونج لأبحاث أشباه الموصلات على أحدث ابتكاراتها ومشاريعها، مهتمون في دولة الإمارات بتوسيع قاعدة التعاون مع الشركات الكورية والاستفادة من خبراتها وتجاربها المتقدمة في الابتكار واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي".

ومضى الشيخ محمد بن زايد في تغريداته يقول "سعدت بزيارة الجمعية الوطنية الكورية ولقاء قياداتها.. العلاقات البرلمانية جزء مهم من علاقاتنا الوثيقة وإحدى الروافد الأساسية لإثراء المصالح المشتركة بين بلدينا وشعبينا الصديقين.

تعاون نووي متين

وتربط دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الكورية الجنوبية علاقات تعاون وشراكة استراتيجية وثيقة في مختلف المجالات، منذ أن دشنها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وافتتاح سفارة الإمارات في "سيؤول" عام 1987.

ويعد مشروع براكة النووي على أرض الإمارات ثمرة تعاون متين ووطيد بين البلدين، حيث ان مشروع "براكة" لإنشاء محطة الطاقة النووية عام 2009، يعد من المشاريع الضخمة في مجال الطاقة النووية السلمية بالعالم والأول من نوعه في المنطقة العربية.

والمشروع عبارة عن تطوير أربع محطات متطابقة في آن واحد تضم كل منها مفاعلا من طراز "بي آر 1400" المتقدم، ما يؤدي إلى تنويع مصادر الطاقة بالإمارات.

وساهم هذا المشروع الضخم في تنمية العلاقات الثنائية ودخول مرحلة الشراكة الاستراتيجية وسع آفاق التعاون إلى مجالات الدفاع والرعاية الصحية والثقافة والإدارة الحكومية والفضاء.

غزو الفضاء

وفي القطاع الفضائي يربط بين الجانبين علاقات متميزة أيضا، حيث قامت كوريا الجنوبية بتصدير اثنين من الأقمار الصناعية للإمارات، وهما دبي سات 1 ودبي سات 2، بالإضافة الى المشاركة في عمليات التفتيش الفني على القمر الصناعي خليفة سات الذي يعد أول قمر صناعي مصنوع بأياد إماراتية بنسبة 100%.

وانطلاقا من عام 2018 أصبحت الإمارات الوجهة الأكبر عالميا لشركات البناء الكورية، وأكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط.

صناعة الدفاع

وعلاوة على ذلك هناك تعاون كبير بين البلدين في مجالي الدفاع وصناعة الدفاع، وذلك على خلفية الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي وصلت إليها العلاقات بين البلدين عقب زيارة الرئيس مون جيه-إن، إلى دولة الإمارات في شهر مارس 2018، وتوسيع التعاون إلى مجالات متنوعة.

واكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية توسع الشراكة الاستراتيجية بين أبوظبي وسيؤول خصوصا في مجالي التدريب والتسليح، كاشفة أن حجم الصادرات العسكرية الكورية إلى الإمارات في عام 2016، زاد بمقدار 30 ضعفا بالمقارنة مع عام 2011.

وقد بدأت العلاقات تتجه نحو الشراكة الشاملة في العديد من المجالات عقب المشروع النووي "براكة"، وفي عام 2011 امتد التعاون لمجال الرعاية الصحية، حيث تتعاون كوريا الجنوبية والإمارات بشكل كبير منذ ذلك الوقت بعدما وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرعاية الصحية هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وتسعى الإمارات لتكون مركزا طبيا في الشرق الأوسط.

النصب التذكاري

وفي مستهل زيارته الرسمية الى سيؤول التي انطلقت اليوم الثلاثاء زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان النصب التذكاري في مقبرة سيؤول الوطنية، ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب الذي يرمز إلى ضحايا الشعب الكوري الذين قدموا أرواحهم لأجل بلدهم. كما وضع البخور التقليدي تقديرا لتضحيات الشعب الكوري تجاه وطنه.

ودون في كتاب الزوار كلمة قال فيها "إن تخليد ذكرى الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن أوطانهم، وإبقاء هذه الذكرى حية في عقول وقلوب الأجيال، هو أقل ما يمكن تقديمه إليهم، وهذا المعلم الوطني البارز يخلد سيرا تركت بصمات مؤثرة في تاريخ كوريا وتطور شعبها".

ويعقد الشيخ محمد خلال الزيارة جلسة محادثات رسمية مع الرئيس الكوري لبحث تعزيز العلاقات الاستراتيجية وسبل تطويرها وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويرافقه في الزيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس اللجنة التنفيذية والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة وحسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وعبدالله سيف علي النعيمي سفير الإمارات لدى كوريا الجنوبية.

محمد بن زايد: العلاقات البرلمانية جزء مهم من علاقاتنا الوثيقة

من جهة أخرى زار الشيخ محمد بن زايد مقر الجمعية الوطنية "البرلمان الكوري". وتبادل ورئيس الجمعية الوطنية الكورية الأحاديث الودية حول علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف الجوانب.
وتناول الجانبان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها منها تطوير الاستفادة المتبادلة من الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي.

‏وتطرق الشيخ محمد الى العلاقات القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا، مؤكدا ان جسور التعاون قوية ومتينة وصلبة ونحن دائما نطمح الى الافضل في هذه العلاقات.

ودون في سجل الزوار كلمة أعرب فيها عن سعادته بزيارة مقر الجمعية الوطنية الكورية وقال "سعدت كثيرا بزيارة الجمعية الوطنية الكورية ولقاء قياداتها.. العلاقات البرلمانية جزء مهم من علاقاتنا الوثيقة وإحدى الروافد الأساسية لإثراء المصالح المشتركة بين بلدينا وشعبينا الصديقين".

واستذكر مون هي سانغ رئيس الجمعية الوطنية الكورية زياراته المتعددة لدولة الامارات وخاصة الاخيرة التي جرت في ديسمبر الماضي والتي تركت لديه انطباعا جميلا عن دولة الامارات، مشيرا الى ان الامارات دولة مثالية تتمتع بالاستقرار السياسي والانفتاح وتقود السلام والاستقرار في المنطقة، منوها إلى ان زيارة بابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات والتي وصفها بانها أرسلت رسالة سلام من الامارات إلى العالم .

‏وأعرب عن تمنياته بأن تكون زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى كوريا فاتحة خير على منطقة شبه الجزيرة الكورية التي تترقب نتائج القمة بين الرئيس الأمريكي ورئيس كوريا الشمالية. ‏كما أعرب عن تمنياته أن تشهد العلاقات الاستراتيجية المتميزة التي تجمع البلدين الصديقين تطورا وتقدما مستمرين مشيرا إلى أن الجمعية الوطنية تدعم العلاقات القائمة بين البلدين بغض النظر عن التيارات الحزبية في الجمعية.

ولفت الى ان مشروع براكة يمثل أهم رموز التعاون بين البلدين منوها بان المشروع يمثل نجاحا مهما لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وتطرق رئيس الجمعية الوطنية الى مشاركة جمهورية كوريا في الألعاب الأولمبية الخاصة التي تستضيفها عاصمة دولة الامارات ابوظبي في شهر مارس المقبل بفريق يتكون من 150 لاعبا يشاركون في 12 لعبة .. وهي اضخم مشاركة لكوريا في هذه البطولة، مضيفا ان كوريا تدعم هذه البطوبة من خلال إيفاد عدد من نواب الجمعية من مختلف الأحزاب الوطنية لتشجيع الفريق الكوري المشارك.

شراكة استراتيجية

وأكد الشيخ محمد بن زايد على الشراكة الاستراتيجية ‏مع جمهورية كوريا وأن زيارته الى الجمعية الوطنية تأكيدا للطبيعة المؤسسية التي تجمع علاقاتنا الثنائية وأن هناك إعجاب بالثقافة الكورية ‏ونمط العمل والابتكار والتقدم في المشهد الكوري، معربا عن تطلعه ‏لعلاقات خير متنامية بين البلدين الصديقين لعقود قادمة.‏ كما أعرب عن ‏تمنياته ‏في نجاح القمة التي ستعقد بين الرئيس الأمريكي ورئيس كوريا الشمالية من أجل إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وتابع ان "دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها ترسل رسالة إيجابية إلى العالم بأن هناك أمل وتفاؤل في ارساء السلام والاستقرار والعيش المشترك في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك تشرفنا بزيارة تاريخية لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان الى دولة الامارات تمخضت عن توقيع وثيقة الأخوة الانسانية التي تهدف إلى تحقيق السلام بين الأديان".

سامسونج للإلكترونيات

وزار الشيخ محمد بن زايد اليوم مركز أبحاث وتطوير أشباه الموصلات في شركة "سامسونج للإلكترونيات" في مدينة هواسونغ في العاصمة سيؤول. وقام بجولة في صالات عرض سامسونج للجيل الخامس وأشباه الموصلات وخط إنتاج الشرائح الإلكترونية.

وتبادل خلال الجولة مع نائب رئيس مجلس إدارة سامسونج للإلكترونيات جاي لي الحديث حول سبل تعزيز التعاون بين شركة سامسونج للإلكترونيات والشركات الإماراتية في عدة مجالات مثل اتصالات الجيل الخامس وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

كما شملت الجولة عرضا حيا لأحدث تقنيات الجيل الخامس من "سامسونج" حيث قامت طائرة دون طيار تحلق فوق مصنع هواسونغ بإرسال حي لفيديو عالي الوضوح صور بزاوية 360 درجة إلى جهاز الواقع الافتراضي الذي كان يرتديه الشيخ محمد إلى جانب عرض آخر يوضح سرعة واستقرار اتصالات الجيل الخامس من خلال البث المتزامن للعديد من محتويات الفيديو فائقة الوضوح على الشاشة التلفزيونية " QLED بتقنية 8K " والتي تعد الأحدث في هذا المجال.

وشاهد عرضا تقديميا لصور زيارة سموه إلى كوريا خلال عام 2006 واجتمع سموه مع كبار المسؤولين في شركة سامسونج، حيث تناول الحديث رؤية الشركة لتطور التطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي واهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتقنيات والعلوم المتقدمة كافة.

وأعرب عن سعادته بزيارة هذا الصرح التقني العلمي المتقدم والتعرف عن قرب على أحدث ما ينتجه المركز من أشباه الموصلات من الجيل الخامس، معربا عن تمنياته لهم مزيدا من النجاحات والابتكارات.
وزار "الغرفة النظيفة" وهي معامل مبنية خصيصا لأغراض البحث العلمي أو الصناعات الدقيقة جدا وخاصة الصناعات الإلكترونية تسمى بهذا الاسم لأنها نظيفة إلى حد انعدام الغبار فيها ويتم التحكم بنقاء الهواء والضوء المسموح مروره في الغرفة.

وسجل الشيخ محمد بن زايد في ختام زيارته كلمة في سجل كبار الشخصيات قال فيها"إن ما اطلعت عليه في مركز أبحاث وتطوير أشباه الموصلات في شركة سامسونج للإلكترونيات يبعث على الإعجاب والتقدير .. صناعات متطورة وابتكارات رائدة توفر حلولا لحياة أفضل.. ونحن في دولة الإمارات نهتم بمواكبة فنون الابتكار وعلوم التقنيات المتقدمة وندعم الشراكات التي تحقق جودة الحياة لمجتمعنا".

أدنوك توقع 3 اتفاقيات

وعلى هامش الزيارة الرسمية للشيخ محمد بن زايد لكوريا الجنوبية وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اليوم ثلاث اتفاقيات إطارية مع شركات كورية للطاقة لبحث فرص التعاون المشترك في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والاستثمارات المحتملة في مجال التكرير والبتروكيماويات، ونقل شحنات النفط والغاز الطبيعي المسال وتحميلها على السفن.

تم توقيع الاتفاقيات مع كل من مؤسسة الغاز الكورية الجنوبية /كوغاز/، ثاني أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال في العالم والتي أجرت دراسة جدوى بشأن تزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال في ميناء الفجيرة، ومع شركة النفط الوطنية الكورية "كنوك"، التي تمتلك نسبة 30% من أسهم شركة الظفرة للبترول التابعة لأدنوك وتسعى إلى زيادة تخزين النفط في كوريا بنحو 24 مليون برميل حتى عام 2025، ومع شركة "جي إس إنرجي"، التي تعد شركة كورية مستقلة للطاقة وتمتلك نسبة 10% في شركة الظفرة للبترول و3% من أسهم شركة أدنوك البحرية.

وقع الاتفاقيات الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة "الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها" مع كل من كيم يونغ دو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الغاز الكورية الجنوبية "كوغاز"، ويانغ سو يونغ، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الكورية "كنوك" وهو يونغ سو، الرئيس التنفيذي لشركة "جي إس إنرجي".

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر "تماشياً مع نهج القيادة الرشيدة بمد جسور التعاون وتوثيق الشراكات مع البلدان الصديقة في مختلف دول العالم، وضمن العلاقات المتميزة التي تمتلكها دولة الإمارات وأبوظبي وأدنوك مع جمهورية كوريا، يسرنا العمل على بحث فرص تعزيز الشراكات بين أدنوك والشركات الكورية وذلك بما يعكس عمق وأهمية العلاقات الثنائية بين بلدينا الصديقين".

فرص النمو

وأضاف "تم خلال المناقشات مع الشركات الكورية بحث فرص النمو المتاحة في عدد من المجالات على المستويين المحلي والعالمي، بما في ذلك نقل شحنات النفط والغاز الطبيعي المسال وتحميلها على السفن، وتلبية الطلب المتنامي لكوريا على الطاقة، واستقطاب الاستثمارات الكورية للمساهمة في تنفيذ خطط أدنوك لتوسعة عملياتها في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير والبتروكيماويات والغاز".

وتابع "فيما نمضي بنجاح في تنفيذ استراتيجيتنا المتكاملة 2030 للنمو الذكي، نعتزم الاستمرار في التعاون مع شركاء استراتيجيين قادرين على المساهمة في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من مواردنا ونقل التكنولوجيا المتطورة وضمان الوصول إلى مراكز الطلب العالمي الجديدة".

وتعد جمهورية كوريا ثامن أكبر مستهلك للطاقة في العالم في عام 2017. وقامت كوريا باستيراد نحو 3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات، ما يجعلها خامس أكبر مستورد في العالم. وتعتمد كوريا اعتماداً كبيراً على الشرق الأوسط لإمدادها بالنفط، وقد استأثرت المنطقة بأكثر من 82% من واردات كوريا من النفط الخام لعام 2017، منها 11% قامت أدنوك بتوريدها، وذلك بحسب وكالة الطاقة الدولية.
وتعد كوريا ثالث أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم. وبحسب خطتها الثالثة عشرة طويلة الأجل للغاز الطبيعي، من المتوقع أن يصل الطلب المحلي على الغاز لتوليد الكهرباء إلى 40.49 مليون طن متري بحلول عام 2031، أي بزيادة قدرها 3 ملايين طن متري عن مستويات 2017.

مصافي النفط

وأضافت وكالة الطاقة الدولية ان كوريا تحتضن ثلاثا من أكبر 10 مصافي للنفط الخام في العالم، ما يجعلها واحدة من أكبر مصدّري المنتجات البترولية في آسيا. وفي نهاية عام 2017، بلغت طاقتها التكريرية ما يقرب من 3.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام، واحتلت المرتبة السادسة من حيث الطاقة التكريرية في العالم.

وتقوم شركة النفط الوطنية الكورية "كنوك" من خلال مشاريع مشتركة مع شركات أخرى، ببناء أول محطات تجارية في البلاد للنفط الخام والمنتجات البترولية في مدينتي يوسو وأولسان، بسعة إجمالية تبلغ 36.6 مليون برميل. وتم إطلاق المنشأة الأولى في عام 2013 بسعة 8.2 مليون برميل، وتقع في يوسو في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد. ويجري تشييد المنشأتين الأخريين على مرحلتين في أولسان في المنطقة الجنوبية الشرقية من كوريا بسعة 28.4 مليون برميل، وسيتم التشغيل بحلول عام 2026. وللحماية من انقطاع إمدادات النفط وتقلبات الأسعار، تحتفظ كوريا باحتياطيات استراتيجية وتجارية من النفط الخام والمنتجات البترولية.

وتقوم شركة "كنوك" بتشغيل تسع منشآت تخزين تديرها الدولة بسعة 146 مليون برميل. وكما في مارس 2018، يبلغ حجم احتياطيات كنوك الاستراتيجية 96 مليون برميل، إضافة إلى حوالي 27 مليون برميل كمخزون دولي بموجب اتفاقيات بين كوريا وحكومات أخرى.