أسامة مهدي: أرجع وزير النفط العراقي اسباب التدرج في تخفيض الانتاج النفطي الذي توصلت إليه دول أوبك + إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتناقص الطلب على النفط الخام بسبب تفشي فيروس كورونا وضعف الحركة التجارية والاقتصادية وتوقف المصانع.

وتحدث وزير النفط نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة العراقي ثامر الغضبان عن تفاصيل اتفاق أوبك + حول تخفيض إنتاج النفط الخام مشيراً في تصريحات لوكالة الانباء العراقية الرسمية الاثنين وتابعتها "إيلاف" إلى أنّه تم مساء الأحد عقد الاجتماع الثاني لمنظمة أوبك والدول المتحالفة معها في ما يسمى بـ"أوبك+" المكونة من 22 دولة، حيث تم الاتفاق على ان تكون كمية تخفيض الانتاج 9.7 ملايين برميل يوميا.

وأضاف أن الاتفاق تضمن تخفيض 10 ملايين برميل مدة شهرين اعتباراً من الشهر المقبل ثم تليه انخفاض بمعدل 8 ملايين برميل يومياً مدة 6 أشهر أي لنهاية العام الحالي، بعدها يتم تقليص الكمية إلى 6 ملايين برميل يومياً من عام 2021 ولغاية شهر أبريل من عام 2022.

أسباب التدرج في التخفيض

وأوضح أن السبب في التدرج بالتخفيض يعود إلى مجموعة عوامل منها تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، كان المعدل المتوقع لهذا العام نمواً معتدلاً قدره 2.4% إلا أن النمو في الوقت الحالي يقدر بـ( – 1.1%) أي أن هنالك انخفاضا قدره ( - 3.5%) في النمو الاقتصادي، وأيضا تناقص الطلب على النفط الخام بسبب تفشي فيروس كورونا وضعف الحركة التجارية والاقتصادية وتوقف المصانع.

وبين أنه بعدما لوحظ هناك هبوط حاد لمعدلات أسعار النفط لخام برنت الذي عادة سعره يكون أعلى من 60 دولاراً في العام الماضي، وصل إلى نحو 22 إلى 24 دولاراً للبرميل، كان لابد من منظمة أوبك والدول المتحالفة معها وحتى الدول الأخرى كالولايات المتحدة وكندا وغيرهما أن تتخذ إجراءات سريعة ومؤثرة بتخفيض كميات كبيرة من معدلات الإنتاج.

وأضاف أنّ الدراسة التي أعدتها منظمة أوبك بتخفيض 10 ملايين برميل يومياً، كما أن الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج التي تعد من الدول المنتجة والمصدر للنفط في آن واحد، أيضاً اتفقت على تخفيض الإنتاج حفاظاً على صناعتها النفطية باستثناء المكسيك التي كانت لها اعتراض بشأن التخفيض.

وأوضح إلى أن دولة المكسيك كان يفترض أن تلتزم بتخفيض معدل 400 ألف برميل يومياً، إلا أنها اعترضت بسبب لديها التزامات وظروف معينة، وبعد مفاوضات طويلة ومباحثات على أعلى المستويات التزمت المكسيك بتخفيض 100 ألف برميل يومياً.

وأشار إلى أنّ الشركات النفطية في الولايات المتحدة كان لها موقف بشأن إجراء تخفيض طوعي على الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يومياً، وهذا ما سيغطي الـ 400 ألف برميل التي كانت مطلوبة من المكسيك.

العراق واجه ظروفا صعبة

ولفت وزير النفط العراقي إلى أنّ بلاده واجهت ظروفاً صعبة الشهر الحالي بشأن تسويق الكميات المباعة أصلاً إلى الشركات النفطية لا سيما الهندية.

وأشار إلى أن حظر التجوال وانكماش الحركة التجارية والاقتصادية داخل الهند جعلا عدداً من الشركات الهندية يعزف عن رفع الكميات النفطية المتعاقدة عليها مع العراق، مؤكداً أن ما يهم العراق هو التعاون مع بقية الدول الأعضاء في المنظمة لإجراء هذا الخفض الكبير وهو أمر مضطرون عليه.

مقر منظمة أوبك في فيينا

وأكد أنه تم اتخاذ الإجراءات ودراسة البدائل التي من شأنها أولاً أن تزيد واردات الدولة من ناحية أخرى إعادة النظر بمستويات التصفية وبمستويات استخدام النفط الخام في توليد الكهرباء.

وكشفت وثائق صادرة عن منظمة أوبك ان العراق سيخفض انتاجه النفطي خلال الشهرين المقبلين بمليون و61 الف برميل يوميا.

وبحسب الوثائق، فإن تخفيض الدول جميعها خلال هذين الشهرين سيكون 23٪ من انتاجها لذلك فإن حصة العراق من التخفيض ستصبح 1.061 مليون برميل يوميا ومن شهر يوليو وحتى نهاية عام 2020 ستخفض النسبة إلى 18٪ وستصبح حصة العراق من التخفيض 849 الف برميل يوميا.

قفزة في أسعار النفط

وأثر اتفاق أوبك على خفض الانتاج فقد قفزت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل اليوم الاثنين حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.29 دولار ما يعادل 4.1 % لتسجل 32.77 دولارا للبرميل بحلول الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش بعد أن فتحت على مستوى مرتفع للجلسة عند 33.99 دولارا.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.01 دولار ما يوازي 4.4 % إلى 23.77 دولارا للبرميل بعد أن بلغ المستوى المرتفع 24.74 دولارا.

وقال دانيال يرجين نائب رئيس مجلس إدارة آي.اتش.اس ماركت ان ما يحققه هذا الاتفاق هو تمكين صناعة النفط العالمية والاقتصادات الوطنية وصناعات أخرى تعتمد عليها من تجنب أزمة عميقة جدا. وأشار إلى أنّ هذا يكبح بناء مخزونات مما يخفف الضغط على الأسعار حين تعود الأمور إلى طبيعتها في أي وقت كان.

وقد أكد زعماء أكبر ثلاثة منتجين للخام في العالم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب والعاهل السعودي الملك سلمان، دعمهم اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج.

وصرح وزير الطاقة السعودي أن السعودية والكويت والإمارات تطوعت بتخفيضات أكبر من المتفق عليها لتصل تخفيضات أوبك+ فعليا إلى 12.5 مليون برميل يوميا من مستويات الإنتاج الحالية.