بيروت: تعقد الحكومة اللّبنانية الجديدة التي تشكلت إثر 13 شهراً من الفراغ برئاسة نجيب ميقاتي، أوّل اجتماعاتها فيما تنتظرها مهمات صعبة وسط أزمة إقتصادية غير مسبوقة متواصلة في البلاد منذ عامين.

وستعقد الجلسة عند الساعة 11,00 (8,00 ت غ) في القصر الرئاسي في بعبدا بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون.

وسيُلقي كل من ميقاتي وعون، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، كلمة في مستهل الجلسة، قبل أن تتّفق الحكومة على تشكيل لجنة مهمّتها صياغة البيان الوزاري، الذي سيتم عرضه لاحقاً على البرلمان خلال جلسة التصويت لمنح الثقة للحكومة الجديدة.

ولادة الحكومة

وجاءت ولادة الحكومة الجمعة بعد 13 شهراً من استقالة حكومة حسان دياب إثر إنفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 آب/أغسطس 2020. وفشلت محاولتان سابقتان لتشكيلها على وقع خلافات حادة بين الأفرقاء السياسيين.

وتنتظر مهمّات صعبة حكومة ميقاتي التي لن تكون قادرة على تأمين حلول "سحرية" تضع حدّاً لمعاناة اللبنانيين اليومية جرّاء تداعيات إنهيار إقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

ويقع على عاتق الحكومة الجديدة التوصّل سريعاً إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من أزمته التي تتّسم بنقص السيولة وبنقص حاد في الوقود والكهرباء تنعكس على كل جوانب الحياة. كما عليها الإعداد للإنتخابات البرلمانية المحدّدة في أيار/مايو.

صندوق النقد الدولي

وأعلنت وزارة المالية الإثنين أنّ لبنان تبلّغ من صندوق النقد الدولي أنّه سيتسلم في الـ16 من الشهر الحالي حوالى مليار و135 مليون دولار أميركي بدل حقوق السحب الخاصة على أن تودع في حساب مصرف لبنان، الذي يحذّر من نضوب احتياطي الدولار لديه.

ووافق صندوق النقد الدولي الشهر الماضي على منح دوله الأعضاء حقوق السحب الخاصة بما يتناسب مع حصّتها لديه، ما سيسمح بزيادة المساعدات للدول الأكثر ضعفاً، بهدف دعم الإقتصاد العالمي الذي أرهقه تفشّي وباء كوفيد-19.

وحقوق السحب الخاصة ليست عملة وليس لها وجود مادي، بل تستند قيمتها إلى سلة من خمس عملات دولية رئيسية هي الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والرينمينبي أو اليوان والين. ويمكن استخدامها بمجرد إصدارها كعملة إحتياطية تعمل على إستقرار قيمة العملة المحلية أو تحويلها إلى عملات أقوى لتمويل الإستثمارات.

رفع الدعم

وشرعت السلطات اللبنانية منذ أشهر في رفع الدعم تدريجيّاً عن سلع رئيسية أبرزها الطحين والوقود والأدوية. لكن ذلك لم يخفّف من أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد، ولا يزال السكان ينتظرون في طوابير لساعات طويلة لتعبئة سياراتهم بالبنزين.

وأعلنت نقابة أصحاب المحطات الأحد أنّ أكثر من 90 بالمئة من المحطات أقفلت أبوابها "بسبب عدم تسلّمها المحروقات من الشركات المستوردة بسبب نفاد الكمية وعدم فتح" مصرف لبنان اعتمادات مصرفية جديدة للدفع للشركات المستوردة.

وعلى وقع أزمة المحروقات، تراجعت تدريجاً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسّسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدّى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولّدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.