باريس: حذّر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية الإثنين من أن الجهود التي تبذلها أوروبا لتنويع مصادر إمداداتها لن تكون كافية لتخطي فصل الشتاء من دون الغاز الروسي، وحض على السعي فورا لتقليص الطلب.

وجاء موقف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بعيد توقيع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اتفاقا مع باكو لمضاعفة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الأذربيجاني خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وكالة الطاقة الدولية

وجاء في مقالة لبيرول نشرتها وكالة الطاقة الدولية "لا يكفي على الإطلاق الاعتماد على (إمدادات) الغاز من مصادر غير روسية، هذه الإمدادات هي بكل بساطة غير متوفرة بالكميات المطلوبة لتكون بديلا عن الإمدادات الروسية المفقودة".

وتابع "هذا ما سيكون عليه الوضع حتى إذا تدفّقت إمدادات الغاز من النروج وأذربيجان بأقصى قدرة، وإذا بقيت الإمدادات الواردة من شمال أفريقيا تقارب مستوى العام الماضي، وإذا بقي الإنتاج المحلي للغاز على منحاه الأخير، وإذا ازدادت إمدادات الغاز الطبيعي المسال الواردة بالمعدل القياسي المماثل لما سجّل في النصف الأول من العام".

وتترقّب أوروبا لمعرفة إن كانت ستستأنف روسيا ضخ الغاز عبر أنابيب نورد ستريم التابعة لشركة غازبروم والتي ستنقضي قريبا الأيام العشرة المخصصة لصيانتها.

وتسعى أوروبا إلى زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال واعتماد المادة بديلا عن الغاز الروسي، لكن لديها عدد محدود من المحطات القادرة على تسلم حمولات الناقلات النفطية والإمدادات.

وفي حين لم يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الغاز الطبيعي الروسي على خلفية غزو موسكو أوكرانيا، سعى التكتل إلى تقليص وارداته منه لخفض اعتماده على موسكو.

وسبق أن أعلنت روسيا أسبابا عدة تقتضي خفض إمداداتها النفطية للغرب.

التوربين

لكن الدول الأوروبية تطالب موسكو حاليا باستئناف ضخ الغاز عبر خطب أنابيب نورد ستريم اعتبارا من الخميس بعد انتهاء أعمال صيانة التوربين.

وقال بيرول إن "أوروبا مجبرة حاليا على البقاء في حال من عدم اليقين بإزاء إمدادات الغاز الروسي، ولا يمكن استبعاد انقطاعها بشكل كامل".

واعتبر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية التي تقدّم المشورة للدول الصناعية في ما يتعلّق بسياسة الطاقة أن "الخطوات الاخيرة لروسيا لتقليص ضخ الغاز إلى أوروبا... أقصى إنذار للاتحاد الأوروبي".

وبحسب تحليل لوكالة الطاقة الدولية، تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى تعبئة مخزوناتها بنسبة 90 بالمئة في الأشهر القليلة المقبلة لكي تتمكن من تخطي فصل الشتاء من دون أن تواجه نقصا.

وحتى إذا تم تشغيل خط أنابيب نورد ستريم واستؤنف الضخ بالكميات الاعتيادية على مدى الأشهر القليلة المقبلة، تفيد تقديرات وكالة الطاقة الدولية بضرورة توفير 12 مليار متر مكعب إضافية من الغاز وتخزينها، أي ما يوازي 130 شحنة لناقلات الغاز الطبيعي المسال.

واعتبر بيرول أن "التوصل إلى مستوى تخزين بنسبة 90 بالمئة لا يزال ممكنا، لكن يتعين على أوروبا أن تتحرك فورا وأن تستفيد من كل يوم متبق".

قلقٌ من الأشهر المقبلة

وأعرب بيرول عن قلقه "خصوصا بشأن الأشهر المقبلة".

وتوصي وكالة الطاقة الدولية بتحويل إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي إلى أنواع أخرى من الوقود متى أمكن، وبخفض استعمال المكيّفات في الأبنية لتقليص الطلب على الكهرباء.