هافانا: يفاقم قرار الحكومة رفع أسعار الوقود بنسبة 500 بالمئة قلق الكوبيين الذين يعانون في الأساس من التضخم وشح السلع.
أعلنت الجزيرة الشيوعية التي تعاني من شح السيولة زيادة سعر الوقود بخمسة أضعاف الاثنين على أن يدخل القرار حيّز التنفيذ في الأول من شباط/فبراير، في إطار سلسلة إجراءات تسعى من خلالها لخفض العجز في موازنتها.
وسيرتفع سعر ليتر البنزين العادي من 25 بيزو (20 سنتا) إلى 132 بيزو، بينما سيرتفع سعر البنزين الممتاز من 30 إلى 256 بيزو، وفق الحكومة.
وأكد الحارس البالغ 57 عاما دومينغو وونغ أنه سيتعيّن عليه الآن دفع نصف رابته الشهري البالغ حوالى 21 دولارا لشراء عشرة ليترات من الوقود لدراجته النارية، أي ما يكفيه مدة أسبوع.
وقال وهو ينتظر دوره لملء خزان وقود دراجته "أستخدم عشرة ليترات من دون القيام بأي شيء خاص، مجرّد الأمور اليومية: التوجّه إلى العمل واصطحاب ابنتي إلى المدرسة وزيارة شقيقتي".
وقال وزير النقل إدواردو رودريغيز الثلاثاء إنه سيكون بإمكان شركات النقل الخاصة والحكومية شراء الوقود "بأسعار الجملة" التي سترتفع بنسبة 50 بالمئة.
وأضاف أن معظم أسعار المواصلات العامة ستبقى على حالها، لكنه أعلن عن زيادات كبيرة في أسعار تذاكر رحلات الطيران الداخلية والحافلات التي تنقل الركاب بين مقاطعات البلاد.
تشهد الدولة التي تعد 11 مليون نسمة أسوأ أزمة اقتصادية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينات نظرا إلى تداعيات وباء كوفيد وتشديد العقوبات الأميركية في السنوات الأخيرة ونقاط الضعف الهيكلية في الاقتصاد.
وتفيد التقديرات الرسمية بأن الاقتصاد الكوبي انكمش بنسبة 2 بالمئة عام 2023، بينما بلغ معدل التضخم 30 بالمئة في 2023. ويشير خبراء مستقلون إلى أن هذه الأرقام أقل من تلك الفعلية.
في الأثناء، يجد الكوبيون صعوبة في الحصول على الوقود وغيره من الأساسيات.
ألمحت الحكومة الكوبية التي تدعم جميع السلع والخدمات الأساسية تقريبا، منذ الشهر الماضي بأنها ستضطر لرفع أسعار الوقود.
وقال وزير الاقتصاد أليخاندرو جيل إن "البلاد غير قادرة على إبقاء سعر الوقود على حاله، إذ أنه الأقل ثمنا في العالم".
أكدت الحكومة الاثنين أيضا رفع أسعار الكهرباء بنسبة 25 بالمئة بالنسبة للمستهلكين في المناطق السكنية الكبرى، إضافة إلى زيادة أسعار الغاز الطبيعي.
"إمدادات مستقرة"
ويخشى العديد من الكوبيين الآن ارتفاع التضخم أكثر.
وأكد سائق دراجة نارية للاجرة يدعى رافايل أوليفييه (21 عاما) لفرانس برس في هافانا أن "الأسعار بالمجمل سترتفع نظرا إلى أن الطعام الذي نتناوله يعتمد على النقل".
وأما السائق لدى شركة لمشاركة المركبات خافيير فيغا (33 عاما)، فأعرب عن خشيته من التداعيات على أسعار الرحلات في بلد حيث تعد المواصلات العامة محدودة أساسا بسبب نقص الوقود وقطع السيارات.
وقال وزير الطاقة فنسنت دي لا أوليفي إن رفع الأسعار يهدف للحد من النقص "لشراء الوقود" والمحافظة على "إمدادات مستقرة".
كما أعلنت السلطات بأن السياح سيدفعون الآن ثمن الوقود بالعملات الأجنبية، الشحيحة أيضا، ولفتت إلى أن البنك المركزي يفكّر في تعديل سعر الصرف مقابل الدولار.
وتراجعت قيمة البيزو مرّتين منذ العام 2021.
وقال خبير الاقتصاد عمر إيفرليني بيريز إن الوقود قد يكون زهيد الثمن في كوبا مقارنة مع باقي العالم، "لكن إذا ما قورن بالرواتب في البلاد، فإنه باهظ الثمن إلى حد كبير".
وأفاد العامل المستقل خوان أنتونيو كروزاتا (59 عاما) "قدرتنا الشرائية غير كافية وستؤثر علينا جميعا".
يبلغ معدل الرواتب في كوبا ما يعادل نحو 40 دولارا شهريا.
التعليقات