إيلاف من لندن: مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لهذا العام، يتجلى بوضوح التحديات الجيوسياسية التي تواجه الاقتصاد العالمي، إلا أن رئيس المنتدى، بورغه برنده، يرى في الذكاء الاصطناعي فرصة استثنائية لدفع النمو وتحقيق تحول نوعي في الاقتصادات العالمية.
وأكد برنده، خلال مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على دعم الاقتصاد العالمي بإضافة 4 تريليونات دولار سنوياً، مع توقعات بأن تحقق منطقة الشرق الأوسط وحدها إيرادات تصل إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030.
السعودية تقود التحول الرقمي
تتجه المملكة العربية السعودية بخطوات واثقة نحو تحقيق رؤيتها الاقتصادية الطموحة، حيث أشار برنده إلى أن السعودية تستثمر بقوة في منظومة الذكاء الاصطناعي، بتخصيص 100 مليار دولار لتطوير بنيتها التحتية الرقمية. هذه الاستثمارات، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية المتسارعة، تعزز من مكانة المملكة كمركز رئيسي للنمو التكنولوجي في المنطقة، مما يمهد الطريق لتحقيق معدلات نمو تتجاوز المتوسط العالمي.
وأضاف برنده أن السعودية تتبنى استراتيجية شاملة تستهدف الاستثمار في الشباب وتعزيز مهاراتهم، لمواكبة متطلبات المستقبل الرقمي. ومع بلوغ معدل البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط 25% - وهو ضعف المتوسط العالمي - فإن المملكة تسعى لخلق فرص عمل جديدة في القطاعات التكنولوجية الناشئة.
التحول الرقمي
شعار المنتدى هذا العام، «التعاون من أجل العصر الذكي»، يعكس الاهتمام المتزايد بضرورة التكيف مع التحولات الرقمية، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية المعقدة. وأوضح برنده أن المنتدى يجمع قادة العالم من مختلف القطاعات لمناقشة سبل التكيف مع عصر التكنولوجيا المتقدمة، مع التأكيد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
وفي هذا السياق، شدد على أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف حول العالم، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، مما يستدعي نهجاً متوازناً لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا، مع ضمان عدم تهميش القوى العاملة.
التعاون الدولي
على الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية، مثل النزاعات في أوكرانيا والسودان، يرى برنده أن التعاون الدولي لم يتراجع تماماً. وأشار إلى الهدنة الأخيرة في غزة باعتبارها دليلاً على استمرار جهود الوساطة الإقليمية، خاصة من قبل قطر ومصر والولايات المتحدة. كما أكد أن العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تزال قوية، حيث تدعم بشكل مباشر أكثر من 9 ملايين وظيفة عبر الأطلسي.
الاقتصاد الأخضر
التحول إلى الاقتصاد الأخضر يعد فرصة أخرى تتطلع إليها المنطقة، حيث أكد برنده أن إزالة الكربون وتنمية الاقتصاد الأخضر يمكن أن تجلب استثمارات تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، مما يعزز النمو المستدام ويفتح فرصاً جديدة للمنطقة في مجالات الطاقة المتجددة.
* أعدت إيلاف التقرير عن "الشرق الأوسط". للاطلاع على المقابلة الكاملة: المصدر
التعليقات