إيلاف من سان فرانسيسكو: في نهاية مايو 2025 تحوّل التسوّق من متعة يومية إلى تجربة مرتبكة بعدما واجهت شركات كبرى هجمات إلكترونية أربكت عملاءها وأثارت أسئلة جدية عن أمن الخدمات الرقمية. البداية كانت مع Victoria’s Secret في الولايات المتحدة، حيث تعرّض الموقع الرسمي لهجوم سيبراني أدّى إلى إغلاقه بشكل مؤقت وتعطّل بعض خدمات المتاجر. الشركة أوضحت أن المشكلة اقتصرت على السوق الأميركي، بينما سارعت إلى تشغيل خطط الطوارئ والتعاون مع خبراء الأمن الإلكتروني لاحتواء الحادثة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. في بريطانيا امتدت الهجمات لتطال أسماء بارزة مثل Marks & Spencer وCo-op، ما أدى إلى فوضى حقيقية في تجربة التسوق اليومية. بعض المتاجر شهدت رفوفًا فارغة، والزبائن فوجئوا بتعطّل أنظمة الطلبات والدفع الرقمي. وفي يوليو، أعلنت السلطات البريطانية اعتقال أربعة أشخاص، بينهم ثلاثة مراهقين، بتهمة تنفيذ هذه الهجمات التي طالت أيضًا Harrods، أحد أعرق المتاجر البريطانية. الأجهزة الأمنية صادرت معداتهم واعتبرت القضية أولوية في إطار تحقيقات أوسع قد تكشف صلة مجموعات معروفة مثل Scattered Spider وDragonForce بهذه العمليات.
بالنسبة للمستهلك العادي، هذه الأحداث لم تكن مجرّد أخبار عابرة، بل لحظة مواجهة مع هشاشة العالم الرقمي. فالمتسوق الذي يفتح تطبيقًا ليطلب سلعة، أو يقف أمام رف فارغ في متجره المعتاد، أصبح يدرك أن الهجمات الإلكترونية لم تعد حكرًا على الحكومات أو البنوك الكبرى، بل باتت تمس حياته اليومية بشكل مباشر. الخبراء يحذّرون من أن هذه الهجمات قد تتكرر ما لم يزداد الوعي الأمني سواء لدى الشركات أو لدى الأفراد.
النصائح تبدو بسيطة لكنها أساسية:
راقب حسابك البنكي باستمرار، حدّث تطبيقات التسوق والدفع بانتظام، ولا تدخل بياناتك إلا عبر القنوات الرسمية الموثوقة. كما أن تفعيل المصادقة الثنائية على الحسابات يضيف طبقة حماية تمنع القراصنة من استغلال ثغرات بسيطة.
ما حدث مع "فيكتوريا سيكريت" و"ماركس آند سبنسر" و"كو-أوب" و"هارودز" لم يكن مجرد انقطاع رقمي عابر، بل رسالة واضحة بأن الأمن السيبراني أصبح شرطًا أساسيًا لاستمرار أبسط تفاصيل حياتنا اليومية، من شراء الملابس إلى تعبئة عربة التسوق.
















التعليقات