إيلاف من أنقرة: كشف تشاتين آي (Çetin Ay)، رئيس جمعية رجال الأعمال BWA، عن تعرضه لضغوط وتهديدات متصاعدة في تركيا، مؤكدًا أن ما يواجهه يتجاوز أمنه الشخصي، ليشمل كل من يفكر باستقلالية.
وقال إنه تلقى في الفترة الأخيرة تهديدات مباشرة، ما جعله يشعر بـ"قلق بالغ" على سلامته، مشيرًا إلى أن ما يجري لا يخص فقط مسيرته أو أمنه، بل هو قضية تمس أمن كل من يعبّر عن رأي حر.
إقرأ أيضاً: تشاتين آي يدخل المعادلة السياسية التركية بخطاب توافقي
تحرّك من خارج الأطر التقليدية
أوضح آي أنه يقيم في ألمانيا، ويملك استثمارات ومشاريع في دول عدة. وأكد أن وجوده في تركيا هدفه دعم العلاقات التجارية بين ألمانيا وتركيا، وتأسيس شراكات استراتيجية، والقيام بدور توجيهي تجاه الرأي العام عند الحاجة. وأضاف:
"هذه المهمة لا تقوم على الخوف، بل على وعي بالمسؤولية ورؤية واضحة."
وصف آي أساليب الضغط التي يتعرض لها بأنها "ممنهجة"، وقال:
"بحسب ملاحظاتي، بعض المجموعات تمارس أساليب للسيطرة على الأصوات المستقلة وإسكاتها. قد تعمل بأنظمة تشبه تلك المرتبطة بالحكومة أو ببنى منظمة. لا أشير إلى جهة أو اسم بعينه، بل إلى العملية نفسها."
وأضاف أن هذه الضغوط قد تتخذ شكل استجوابات خارجة عن المألوف في الحياة اليومية، مما يخلق تأثيرًا نفسيًا يُشبه "الموبيينغ" — أي التنمر المؤسسي — وهو أسلوب يستهدف أي صوت مستقل "لأنه يشكل خطرًا على النظام"، بحسب تعبيره.
لا يحدث هذا في أوروبا
بصفته رئيس BWA في تركيا، شدد آي على أن ما يتعرض له في تركيا لا يحدث مع رجال أعمال أو مسؤولين قادمين من أوروبا إلى ألمانيا أو بريطانيا. وقال إن هذه الممارسات "واضحة المعالم ولا يمكن قبولها"، وقد تثير "حساسية حقيقية" في دوائر القرار في ألمانيا، بريطانيا، والاتحاد الأوروبي.
"فكرت في الترشح للرئاسة.. فبدأت الضغوط"
وقال آي: "من حقي ممارسة التجارة، والتعبير عن رأيي، واستخدام حقوقي الديمقراطية كمواطن. فكرت في الترشح لرئاسة الجمهورية، وكتبت مقالات في الصحف. لكني لاحظت أن موقفي المستقل أدى إلى تفعيل ضغوط منظمة ضدي".
وأضاف:
"هذه الممارسات تتعارض مع الحقوق والحريات الديمقراطية، ولا تنسجم مع المعايير الدولية. ما أواجهه ليس قضيتي وحدي، بل يرتبط بأمن كل من يفكر بحرية وبمستقبل المجتمع".
"التجارة لا تُمارس بالتخويف"
أوضح آي أن التجارة نشاط عالمي، عادل، ومحايد. وقال إن ربطها بالدين أو اللغة أو العرق أو السياسة لم يكن مفيدًا أبدًا، ولن يكون، معتبرًا أن الشفافية والثقة المتبادلة بين الأطراف هي أساس الشراكات المستدامة.
واختتم تصريحه قائلاً:
"الصمت لا يليق بي. كل صوت يُراد إسكاته يؤثر على مستقبل المجتمع. أمن كل من يفكر باستقلالية، هو شأن يخصنا جميعًا".
















التعليقات