خسرو علي أكبر - باريس: اعترف الحاصل على جائزة نوبل للأداب الروائي الألماني غونترغراس بتعاونه مع الحزب النازي الالماني نوذلك في حوار مع صحيفة laquo;فرانكفورتر الگماینهraquo;، وقد أثار هذا التصريح صدمة في الوسط الثقافي الألماني، فمن المعروف عن غونترغراس مواقفه المناهضة لهيتلر و للنازيين، وقد ذكر غونترغراس انه قدم طلبا في الاشهر الاخيرة من الحرب العالمية الثانية للالتحاق بالعمل في غواصة بحرية ولم تتم الموافقة على طلبه فألتحق بجهاز ال اس اس المخابراتي، في شرق المانيا.
ولد غونترغراس عام 1927 في ميناء دانسينغ بين بولندا والمانيا، وقد التحق بمنظمة طلائع هيتلر وشارك في الحرب ووقع في الأسر وقضى فترة الأسر في أحد السجون الاميركية، كتب العديد من المؤلفات في فضح الفاشية والنازية بعد اطلاق سراحه، كان أشهرها روايته طبل الصفيح التي نال عليها نوبل للاداب عام 1999 وقد صور فيها الجرائم النازية في بولندا، وأكد فيها على أهمية الديمقراطية كخيار وحيد لبلاده، ويعتبر غونترغراس من أهم الشخصيات الثقافية في بلاده كما كانت له مواقف واراء في جميع الأحداث المصيرية خلال العقود الأخيرة .
وقد أضاف غونترغراس لاعترافه في التعاون مع جهاز اس اس النازي جزئيات وتفاصيل كثيرة من المقرر ان تنشر ضمن كتاب سيصدر قريبا، وقد برر تأخره في الكشف عن هذه الاسرار بانتظاره لكتابة هذه التفاصيل ضمن اصدار مستقل، ولابد في النهاية ان يرى هذا الكتاب النور حسب تعبيره
ان غونترغراس الذي أكد على الدوام بوجود دوافع اخلاقية وسياسية للكتابة، أثبت من خلال اعترافاته الاخيرة بوفائه للعامل الاخلاقي والسياسي، وبمكانته كمثقف ذي قامة كبيرة في الثقافة الالمانية.وقد أشار في الحوار الصحفي بانه كان مخطئا وكان يعتقد بانتصار المانيا في نهاية الحرب.
واذا كانت مواقف مؤلف طبل الصفيح وسنوات كلب والسهل الشاسع،قد أثارت ردود فعل متباينة في اوساط المثقفين العرب بسبب مواقفه من الاحتلال الاميركي للعراق، الا أن اعترافاته الاخيرة تقدم درسا لجميع المثقفين العرب الذين ساندوا أنظمتهم الديكتاتورية، ويتلخص بضرورة الاعتراف بالخطأ وعدم القفز على الحقائق وتشويهها.